مقالات مختارة - غاصب المختار
سلام متشائم من الجمود: لإبعاد المسيحيين عن المزايدات
الإثنين ١٥ حزيران ٢٠١٥ - 06:53
السفير
لا زال رئيس الحكومة تمام سلام يعوّل على انعقاد جلسة لمجلس الوزراء قريباً، برغم كل الأجواء السلبية المحيطة بالاتصالات والمساعي التي قام بها هو شخصياً أو تلك التي عاونه فيها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي زاره سلام امس الاول، من أجل تدوير زوايا المطالب والخلافات.
وفي حين أكدت المعلومات أن بري وسلام لم يتداولا في أي مخرج او اقتراح للاأمة الحكومية، الا ان رئيس الحكومة خرج من عين التينة «مرتاحاً الى استمرار رئيس المجلس في دعمه ودعم المساعي التوافقية، لكن لم يتم الاتفاق على شيء محدد، وان اللقاء كان من ضمن الاتصالات والمتابعة للاوضاع عامة ومنها إمكانية فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي وليس فقط للوضع الحكومي».
ونقل زوار سلام أمس، عنه قوله: «إن الرئيس بري لا زال على موقفه برفض تعطيل المؤسسات الدستورية، وضرورة تفعيلها حتى نستطيع العبور بالبلد الى شاطئ الأمان». ورداً على سؤال ما إذا كان سيتواصل مع رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري: «أنا أتواصل مع الشيخ سعد ومع كل الاطراف من اجل ايجاد الحل».
وعما إذا كان البحث مع بري قد تناول فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب، اكد سلام ان «العمل يسير من اجل تكامل عمل السلطتين التشريعية والتنفيذية، لكن الاولوية الآن لاطلاق عمل السلطة التنفيذية حتى نتمكن من إحالة المشاريع الى المجلس، وحتى لا يبقى البلد معلقاً فترة طويلة في ظروف صعبة وحرجة كالتي نعيشها اقتصادياً وأمنياً ومعيشياً».
وعن سبل الحل طالما أن كل طرف لا زال متمسكاً بمواقفه، يقول سلام: «سبق وقلت إني لست أنا من يعطل عمل الحكومة ويؤخر الاستحقاقات، وقلت ايضاً إني سأدعو عاجلاً أم آجلاً الى عقد جلسة لمجلس الوزراء، انا متشائم من استمرار الجمود، وآمل ممن لديه شعور بالمسؤولية أن يسعى معنا من اجل التواصل والتلاقي لا القطيعة، فالتباعد لا يعطي نتيجة والمسألة ليست ممارسة صلاحياتي وحسب، بل أنا مؤتمن على البلد في ظل شغور موقع رئاسة الجمهورية».
ويرى سلام، حسب زواره، أن «للقوى السياسية المتمثلة في الحكومة مرجعياتها العليا، وفي النهاية يجب أن تتلاقى هذه القوى لإيجاد الحلول، لأننا في حكومة ائتلافية لا حكومة طرف واحد».
وحول ما يقوله «التيار الوطني الحر» من أن الأزمة تجاوزت مسألة التعيينات الأمنية لتطال مشاركة المسيحيين في القرار، ينقل الزوار عن سلام أن «الحرص على وضع المسيحيين ليس حكراً على حزب او فئة، بل هو هاجس الجميع، والمسيحيون مكوّن اساسي من مكوّنات البلد، ويجب أن نبعدهم عن المزايدات السياسية، وأنا حريص أكثر من غيري على مشاركتهم، وسبق ووقفت معهم وقفات لامني الكثيرون عليها (عندما شارك في المقاطعة المسيحية لأول انتخابات نيابية في العام 1992 بعد الطائف)، ولم أسعَ لاستغلال المسيحيين او لابتزازهم».
ويؤكد سلام أنه يقدر مواقف الوزراء الستة المعترضين، ويقول: «لقد أفسحت المجال أمام مراجعة المواقف والقرارات، لكنني لا أستطيع أن أتجاهل ايضاً مواقف 18 وزيراً آخر في الحكومة لهم رأي مختلف عن الوزراء الستة. لذلك أقول إن تفعيل عمل الحكومة يجب أن يكون مهمة كل الأطراف».