hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - ابتسام شديد

القرى المسيحيّة الشماليّة في دائرة الخطر

الإثنين ١٥ حزيران ٢٠١٥ - 06:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

المعركة مع التكفيريين تدور في جرود السلسلة الشرقية التي قام حزب الله بتنظيف ثلاثة ارباع مساحتها من الوجود الارهابي وبقي جغرافياً ربع المساحة المتبقية وصولاً الى تخوم بلدة عرسال لكن المخاوف من معركة مع الارهابيين تنتشر في كل المناطق اللبنانية منها المتاخمة لمناطق الاشتباك ومنها البعيدة عنها خصوصاً مع التسريبات بان معركة حمص هي معركة مصيرية في تقرير مصير النظام السوري والمنطقة كلها وخصوصاً مصير لبنان، حيث بدأت الشائعات تتحدث عن ان انتصار التكفيريين في حمص فيما لو حدث سيترك تداعيات خطيرة على الشمال اللبناني وخصوصاً المناطق المسيحية في الشمال التي ستكون اول من يتأثر بسقوط حمص حيث ستقوم المجموعات الارهابية لـ «النصرة» و«داعش» بفتح منفذ بحري على المتوسط من الشمال اللبناني، وحيث ان البيئة اللبنانية في بعض المناطق الشمالية جاهزة لمساندة التكفيريين في معركتهم. وعليه فان المخاوف كما تقول اوساط سياسية على الشمال اللبناني هي في محلها وان كانت رواية سقوط حمص شبه خيالية ولا يمكن ان تصح إلا في احلام البعض لأن سقوط حمص غير وارد وبالتالي، فان سقوطها يعني الخطر الشديد على لبنان والشمال تحديداً.
وتقول الاوساط ان المناطق البقاعية في رأس بعلبك ومحيطها وصولاً الى دير الأحمر اصبحت خارج دائرة الخطر وان المخاوف اليوم انتقلت الى المناطق الشمالية وتحديداً الى القرى المسيحية في عكار وربما في زغرتا ووسطها وجردها حيث ان هذه المناطق تتخوف من تداعيات المعركة السورية عليها وحيث تطرح تساؤلات وجودية مفادها «ماذا لو سقطت حمص؟» خصوصاً وان هذه القرى متروكة وتعيش على هامش اهتمام الدولة ويعصف بها التهميش ولا احد يسأل عن احوالها، لتضيف الأوساط ان المخاوف جدية وحقيقية في المناطق المسيحية الشمالية التي اختبرت الارهاب منذ سنوات من مجزرة الضنية الى حرب نهر البارد واحداث طرابلس وقادة المحاور. الوضع المسيحي في تلك المناطق ليس بخير وتعتمد تلك المناطق كما تقول الأوساط على شبابها وقديمي عسكرها وعلى انتشار الجيش الذي عزز بعض مواقعه فيها على خلفية اخباريات ومعلومات معينة، وتتعدد السيناريوهات الافتراضية بعد طرد الاشوريين من ارضهم في سوريا وبعد مأساة مسيحيي نينوى وما تقوم به «داعش» من محو للحضارة والثقافة المسيحية في البلدان والمناطق التي سيطرت عليها. فالمخاوف واقعة من احتمال انتقال العدوى الى شمال لبنان بعدما ثبت ان حزب الله أمسك المناطق البقاعية والجيش عزز وجوده فيها، وان يصيب المسيحيين في مرحلة ما، ما اصاب هؤلاء المسيحيين بعدما تحول لبنان الى اكبر تجمع او التجمع الوحيد لمسيحيي الشرق. المخاوف تصبح اكثر واقعية مع التسريبات عن نوايا «داعشية» كانت موضوعة لاحتلال قرى وبلدات مسيحية لضرب المعنويات اللبنانية وتسجيل اختراق بعدما عجز المسلحون وفشلوا في مشروع امارتهم الاسلامية الموعودة في عرسال وفي الكثير من المناطق اللبنانية.
وإذا كان ما يفكر فيه الارهابيون لا يعدو كونه اضغاث احلام ضائعة بعدما تكبدوا خسائر واضحة في كل محاولاتهم من عبرا الى طرابلس وعرسال، فان السؤال الذي لا بد منه هو كيف سيواجه المسيحيون الخطر التكفيري وهل بات لديهم خطة واضحة لمحاربة «داعش» و«النصرة»، هل يملك المسيحيون السلاح الذي يملكه الآخرون في الوطن وذلك الذي في حوزة الخصم الارهابي الزاحف الى مناطقهم بعد محاولة غزوة رأس بعلبك والمحاولات المتكررة التي استهدفت القرى والبلدات المسيحية المتاخمة للجرود؟ هل سيكون مصير المسيحيين وهم يسمعون ترداد معزوفة الشرق بدون مسيحييه شبيهاً بمصير مسيحيي سوريا والعراق، وبالتالي هل من تشابه او ان هناك اختلافاً جوهرياً ما بين مسيحيي لبنان واخوانهم في المناطق المهجرة ؟؟....
ليس سراً ان الفاتيكان لديه مخاوف كبيرة في شأن الوضع المسيحي وهو لم يعد يقبل بعد مرور عام على الفراغ في بعبدا بغياب الرئيس المسيحي عن الرئاسة وسط كل المتغيرات. ورغم ذلك وكل المخاوف ترى الاوساط ان ما يحصل للمسيحيين وما كتب من مخططات للشرق الاوسط الجديد لا تصح لبنانياً بحسب الاوساط، لأن طبيعة لبنان وتنوعه الطائفي من جهة اضافة الى القرار الداخلي بالوحدة لدرء الارهاب وابعاده ساهما ومن شأنهما ان يشكلا السد المنيع لعدم سقوط الوطن، واذا كان المسيحيون رواد المقاومة يخضعون لاختبار جديد هو اختبار «داعش» ومشتقاتها، ولكن تماماً كما في الحرب اللبنانية استطاع المسيحيون ان يحافظوا على وجودهم وتجذرهم في لبنان ويسقطوا كل المخططات والسيناريوهات. الحقيقة الثابتة ان المسيحيين في لبنان شأنهم شأن الطوائف الاخرى لم يعودوا على الحياد بل اصبحوا في قلب المعركة ويكادوا يصبحون ربما وجهاً لوجه مع الارهاب في مرحلة لاحقة، ولا يبدو ان المسيحيين كما توحي اجواءهم بوارد التسليم بامرهم للمجموعات التكفيرية خصوصاً عندما يكون المسيحيون مهددون بانتمائهم الديني وهويتهم فلا احد حينها يمنعهم عن الدفاع عن انفسهم.
حالياً لا يملك المسيحيون السلاح المناسب لقتال «داعش» انما سلاح فردي محدود الفعالية لاستعماله دفاعاً عن النفس تؤكد الاوساط، خصوصاً في المناطق البقاعية والشمالية التي يمكن ان تكون مسرحاً لتسلل «داعش». هذا السلاح الفردي مدعوماً بقوة الجيش وتعزيزاته وتحصيناته والقدرات العسكرية الكبيرة لحزب الله يبدو كافياً في المرحلة الحالية ، لأن الجيش وحزب الله كفيلان بردع مسلحي «داعش» في المرحلة الراهنة كما ان معركة القلمون وسيطرة حزب الله على التلال والمواقع الاستراتيجية المنفذة الى عرسال قللت من الخطر على القرى البقاعية، والدولة اللبنانية على تجاذبات وخلافات اركانها إلا انها قوية والجيش متماسك مع قيادته واثبت انه قادر على ردع الارهابيين ومنعهم من التسلل وافشال مخططاتهم بعكس الجيوش العظمى في المنطقة التي سقطت بسرعة امام بطش «داعش» من ضمن المؤامرة والمخطط المرسوم للمنطقة.
 

  • شارك الخبر