hit counter script
شريط الأحداث

خاص - ملاك عقيل

"لبيّك يا نهاد"!

الإثنين ١٥ حزيران ٢٠١٥ - 05:53

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

"لبيّك يا نهاد". بعفوية علّق بعض العونيين حين علِموا بردّ وزارة الداخلية للنظام الداخلي لـ "التيار الوطني الحر" الذي أدخلت عليه تعديلات غير متوافق عليها يرى الفريق المعارض داخل التيار البرتقالي أنها فصّلت على مقاس شخص وشكّلت تحدّيا مباشرا لجميع من وقّع على النظام بنسخته الاولى قبل إرساله الى الصنائع!
عمليا، ولكثير من الاسباب يعتقد كثيرون ان انتخاب رئيس "التيار الوطني الحر"، إن حصل فعلا، في العشرين من أيلول المقبل هو لن يعني سوى معركة عنوانها: ميشال عون ضد ميشال عون!
ميشال عون رقم واحد، او النسخة "الاصلية"، هو يعني مجموعة الشباب التي تشبه "التيار" في نشأته الاولى. هناك رموز وقيادات وكوادر وناشطون يعكسون هذه النسخة من "الجنرال" غير المتطبّعة مع مفاهيم السلطة وإغراءاتها. هو فريق محبط اليوم لكن لم يستسلم، تسكنه الخيبة من دون ان تتغلّب عليه. يجزم كثيرون ان هذا الفريق لا يزال يمثّل النبض الحقيقي للتيار البرتقالي، وهو المنتصر في اي انتخابات حتى لو نظامها الداخلي قد فصّل على قياس شخص واحد.
هذا الفريق نفسه هو من امسك القلم والورقة منذ اللحظة الاولى لدخول ميشال عون جنّة السلطة. النيابة اولا ثم الحكومة. ومن يومها بدأ يكدّس ملاحظاته على أداء "تيار التغيير والاصلاح" محاولا تصويب البوصلة. كبر حجر الخلاف مع الرأس حين أهمل "جنرالهم" أزمات بيته الداخلي ليتفرّغ الى أزمات الجمهورية. صاروا يرونه يحاضر في الصواب والعدالة والانتظام والمحاسبة وإعادة الحقوق وتكريس تداول السلطة واعتماد الكفاءات بعيدا عن المحسوبيات من دون ان يعمد الى تطبيق هذه المفاهيم على "تياره" أولا.
في السياسة والاستراتيجيات لا غبار على رؤية "الجنرال". يسلّم هذا الفريق بالكثير مما يعتمده ميشال عون كخيارات في السياسة وإن كان بعضها تعرّض لانتقاد حاد من جانب البرتقاليين. تطوّر العلاقة مع "تيار المستقبل" وأسلوب الانفتاح عليه نموذجا! لكن النقمة الكبرى ولدت يوم واكب هذا الفريق تلّون "جنرالهم" وانسياقه الى رغبات أشخاص وسماحه بدخول "التنظيريين" و"البيّضين" واصحاب المصالح الى الدائرة الضيقة الى الحدّ الذي باتوا فيه يشعرون بغربة حقيقية.
بلغ الاحتقان ذروته مع تيقّنهم باستعداد ميشال عون لفعل اي شئ من أجل تأمين استمرارية شخص وليس مؤسسة! حتى عندما أذعن أخيرا للخيار الديموقراطي ضمن "التيار" بوضع قطار الانتخابات على السكة فعل ذلك اتكاء على ما يفترض برأيه انه سيوصل جبران باسيل الى رأس "التيار"، ويجلسه على كرسيّ الرئاسة متحرّرا بالكامل من قيود قرار المجموعة لصالح قرار الشخص الواحد!
ميشال عون الثاني هو الذي عجنته السلطة وخبزته. أخطأ حيث أخطأ واصاب حيث أصاب. ميشال عون السياسي والوطني والاستراتيجي والساعي لحماية "العونييين"، وإن متأخرا، من الشرذمة والانقسام و"الهجرة" صوب باقي الاحزاب، يخوض المعركة وقلبه على "تياره". في كل ما يفعل يرى انه الاسلم لمستقبل من آمنوا بطروحاته وخياراته منذ اللحظة الاولى. في الحرب وفي السلم، وفي معركة النضال لاستعادة الحقوق ومنع الاحتكار.
ميشال عون ضد ميشال عون. ليس في الامر اي تجن او مكابرة او تحامل. هذا أقلّه ما يعكسه "نًفًس" شريحة كبيرة من العونيين يعتبرون انهم يقودون معركتهم ضد نهج ابتعد عن شعارات التيار الاساسية. إنها معركة النفس الطويل... وكيفما جاءت النتيجة، ميشال عون هو الرابح فيها!
 

  • شارك الخبر