hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - كبريال مراد

ما بعد "الإعلان": ماذا يريد المسيحيون؟

الجمعة ١٥ حزيران ٢٠١٥ - 07:29

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

البلد

تنظر القوى المسيحية هذه الأيام الى تفاهمها في ما بينها على أنه الخيار الوحيد المتاح لتحصيل ما فات وتحسين نقاط القوة كسبيل الى تحصين الحضور مستقبلاً على طاولة الحكم على أساس الحقوق الدستورية التي نص عليها اتفاق الطائف.

اليوم الذي شهد ولادة وثيقة "اعلان النيات" خلق قوة دفع جديدة تزداد فعاليتها
الأيام المقبلة ستشهد كذلك تواصلاً على المستويين النيابي والنقابي بين التيار والقوات
ترى القوى المسيحية أن "الفرصة سانحة للعودة الى الدستور لا الخروج عنه، ولتطبيق الطائف لا ضربه

خلال عقود، جرّبت الأحزاب المسيحية ما خبره سواها من تقاتل البيت الواحد، فتصادمت سياسياً وعسكرياً، ودفعت الثمن نفياً وسجناً وتغييباً عن مركز القرار، فيما كانت القوى الأخرى تكوّن نقاط نفوذها وتعزز مكتسباتها.
ومرّت الأيام، فرأى المسيحيون أن اتفاق الطائف الذي قبل به اللبنانيون كمظلّة دستورية من المفترض ان يتساوى الجميع تحت سقفها بالحقوق والواجبات "يطبّق لمصلحة سواهم، ولا يحترم في ما هو مرتبط بهم لجهة ما نص عليه من حقوق دستورية مكرّسة لتأمين الشراكة في الحكم". وفي هذا الاطار، يؤكد المعنيون انه يمكن انتقاء عشرات الأمثلة نيابياً ورئاسياً وحكومياً منذ العام 1990 وحتى اليوم.

ما العمل
ما العمل اذاً؟ سؤال مطروح بقوة على طاولة القوى المسيحية، لا على أساس خطوة انعزالية، بل انطلاقاً من أن البيت اللبناني يكون بخير، عندما يرتاح كل قاطنيه الى أن حقوقهم مصانة ومؤمنة فيه. وطالما أن المكوّن المسيحي يشعر بالقلق، فمن الواجب على كل المكونات الأخرى السهر على طمأنته، على قاعدة أعضاء الجسم التي تتحرّك وتتكاتف عند إصابة أي عضو منها.

فاتحة الحلول
خلال هذا المسار، يؤكد المعنيون أن ما قبل الثاني من حزيران 2015 ليس كما بعده. فاليوم الذي شهد ولادة وثيقة "اعلان النيات" بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية خلق قوة دفع جديدة تزداد فعاليتها وقوة تأثيرها يوماً بعد يوم، وسط ما تؤكده المعطيات من أن ما كتب ليس مجرد حبر على ورق، وأن الترجمة العملية للتوجهات التي بحثت على مدى اشهر على خط الرابية ومعراب قد بدأت.
وعشية اليوم الاربعمئة للشغور الرئاسي، يتفق الجميع على أن هذا الاستحقاق يشكّل فاتحة الحلول والمدخل الفعلي لانهاء الأزمة. يسلّم الافرقاء المسيحيون بذلك، لكنهم يختلفون مع سواهم على مقاربة المعالجة. فإذا كان الهدف هو انتخاب رئيس للجمهورية، فعلى هذه الخطوة المهمة ان لا تكون مجرّد شكليات، تأتي بمن يختاره غير المسيحيين الى كرسي الرئاسة الأولى، على غرار ما حصل مع ثلاثة رؤساء للجمهورية منذ اتفاق الطائف.

ترجمة عملية
من هنا، ترى القوى المسيحية أن "الفرصة سانحة للعودة الى الدستور لا الخروج عنه، ولتطبيق الطائف لا ضربه على غرار ما هو حاصل منذ 25 عاماً". من هنا، جاءت ورقة "اعلان النيات" لتنص على "انتخاب رئيس للجمهورية قوي ومقبول في بيئته وقادر على طمأنة المكونات الأخرى والايفاء بقسمه وبالتزامات الرئاسة بما يؤمن الشراكة الفعلية الميثاقية والمصلحة الوطنية العليا". كيف السبيل الى ذلك؟
وفي هذا السياق، شكّلت الأيام التي تلت "ولادة النيات" بداية الترجمة العملية لها. حصل اللقاء الطلابي في بيت عنيا في حريصا بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، فأعطى إشارات إيجابية الى أن المأمول جيّد والبداية غير عاطلة. وتشير معلومات "البلد" الى أن الأيام المقبلة ستشهد كذلك تواصلاً على المستويين النيابي والنقابي بين التيار والقوات. وعلى المستوى السياسي، بدأ تحويل الشق النظري الى عملي من خلال حياكة قطب التوافق بإبرة التفاهمات المسيحية. فإذا كان لقاء الرابية في الثاني من حزيران هو البداية، فالمعلومات تشير الى أن المسألة لا تقتصر على ثنائية قواتية عونية، بل يتسع ملعب التلاقي للاعبين مسيحيين آخرين.

نوعاً من الالتزام
هنا يبرز الدور الذي لعبته بكركي في مباركة الخطوة بداية، والتشجيع على استكمالها وتفعيلها. وهنا يبرز كذلك الدور الذي يلعبه الموفدون لنزع الألغام وتعبيد الطريق امام الوصول الآمن "للاستفتاء-الاستطلاع".
وعلى هذا الصعيد، يؤكد الزارعون في حقل التلاقي أن العودة الى المسيحيين تعتبر نوعاً من الالتزام بما تم الاتفاق عليه بالنسبة الى مواصفات الرئيس. وفي هذا المجال، يبرز شيئاً فشيئاً المنحى الإيجابي لهذا المسار، علماً أن المعنيين يعرفون أن الموضوع يحتاج الى العناية والدراية في التطبيق، من خلال وضع الحجر بعد الحجر والمدماك بعد المدماك.
وبحسب معلومات "البلد" فالعمل متواصل على هذا الصعيد، وستشهد الأيام المقبلة جولة لموفد عون النائب إبراهيم كنعان الى بكركي وبنشعي ومعراب. ووسط هذه الأجواء، يطرح السؤال عن تموضع حزب الكتائب.
في هذا الاطار، تشير أجواء المبادرين الى انتظار تجاوب الصيفي مع هذه الطروحات، "فلا شروط على الكتائب بالنسبة الى آلية الاستطلاع او أي امر آخر، واليد ممدودة للجميع على أساس انتظار ابدائهم رغبة في الانضمام الى هذا المسار".
"ليس الوقت للحسابات الانتخابية"، تؤكد أوساط المتحركين على خط التواصل المسيحي، "وعلى من ينادي بالاتفاق المسيحي والوحدة، ان يتحلى بالايجابية، لا سيما أن احداً لا يفرض شيئاً على الآخر، بل الركون الى المعايير الديمقراطية واحترام خيار الناس".

المسؤولية الكبرى
يشرب الزارعون في حقل التواصل هذه الأيام من بئر الشارع المسيحي الذي يظهر تجاوبه مع ما يحصل وتأييده له، وتبدو على هذا الصعيد اصوات المؤيدين اعلى من أصوات المشككين، الذين يبدو قسم منه مشككاً عن حسن نية لما لديه من غياب للثقة وخوف من تكرار الماضي، وهو ما يمكن ان يتبدد مع الأيام من خلال الترجمة العملية لما اتفق عليه.
من هنا، تبرز المسؤولية الكبرى على قيادات الأحزاب المعنية، بالصدق في ما أعلنته من نيات، تترتب عنها أمور كثيرة في المستقبل، لجهة صدقية هذه المراجع تجاه من تمثل وما تمثل. وفي هذا الاطار، تؤكد المعطيات ان هناك وعياً لدى الوطني الحر والقوات لناحية عدم امكان العودة الى الوراء...والقناعة لدى عون وجعجع راسخة راهناً بالاستمرار في المسعى حتى النهاية.
 

  • شارك الخبر