hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

قزي في ذكرى موسى معلوف:المسيحيون مدعوون الى الالتفاف حول الدولة

الأربعاء ١٥ حزيران ٢٠١٥ - 18:17

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

احتفلت رابطة خريجي معهد الرسل - جونيه بالذكرى السنوية الثانية لرحيل الشاعر موسى معلوف في قاعة مسرح المعهد، برعاية وزير العمل سجعان قزي، في حضور الاب الرئيس سامي بطيش، النقيب السابق جورج سعادة، رئيس رابطة القدامى اسبر زوين والاعضاء، وحشد الشخصيات الثقافية والاجتماعية وذوي المحتفى به.

بعد النشيد الوطني ونشيد المعهد، ألقى رئيس الرابطة كلمة شدد فيها على ان "الرابطة تحتفل اليوم بذكرى رحيل احد اعضائها الكبار الذي تعتز به مربيا وشاعرا الى كونه نقابيا آمن بان المعلم هو حجر الزاوية في البناء التربوي، مناضل دفاعا عن حق المعلم". 

والقى الوزير قزي كلمة قال فيها: "أدهشني موسى المعلوف بوفاء أصدقائه تجاهه حتى بعد غيابه. وقدرت معهد الرسل، وليس الأمر بغريب عن شيمه، لمبادرة تكريمه اليوم. فمِن خلال تكريم موسى المعلوف يكرم المعهد كل أستاذ مر من هنا وكل طالب تعلم هنا. ومن مر هنا استقر المعهد في وجدانه، وهو استقر في تراث المعهد.
دأب الأب سامي بطيش مذ تسلم إدارة هذا المعهد على إحياء الذكر والذكريات استدراكا لتاريخ هذه المدرسة التي خرجت خير المواطنين والنخب والقادة. وما احتفال اليوم، الذي حرص عليه الأستاذ أنطوان رعد، الرجل الوفي، سوى دليل على هذا التقليد المتجدد.

تشرفني برعاية هذا الاحتفال يعيدني إلى أيام الدراسة في أقسام هذا المعهد. هنا تعلمت وتثقفت واكتشفت ثلاثية العلم والاخلاق والوطنية في وحدة الانسان وأحادية الله. هنا ترعرعت صداقاتي مع رفاقي وثقتي بآباء الرهبانية وإعجابي بأساتذتي. أذكرهم واحدا واحدا بالاسم والطلة والنبرة. كل هذا المعهد يسكنني كما سكنت الأخلاق كيان موسى المعلوف".

واضاف: "حين دخلت معهد الرسل، كان موسى المعلوف يغادره. لكن أخباره ظلت في أرجاء هذا المعهد. يتناقلها زملاؤه ويرونها للطلاب. عبر السنوات وقعت على أشعاره تحمل الفكر والدهشة، والحب والجمال. قصائده فيض عاطفة انسابت في روابي الوطن وسيف كرامة تربع على قمم حرمون، ونسمة غزل مسحت تلال زحله فجاورت العلى ومست كرومها فولدت خمرا. ولبنان من دون خمر ليس لبنان".

وتابع: "تابعت نضال موسى المعلوف النقابي حيث التزم مصلحة المعلم وتصدى لمحاولات تسييس الحركة النقابية وتطييفها على حساب الشفافية وحقوق المعلم في كل لبنان. قاد الأستاذ موسى الحركة النقابية التربوية في ظروف سياسية وأمنية ووطنية صعبة. لم يأبه لتهديد ولم يخضع لمزايدات ولم يتراجع أمام العقبات الشتى. اختار الطيران فوق الانقسامات من أجل خدمة المعلم. ولا تزال إنجازاته النقابية تشهد على مدى تجرده ونبله وتفانيه.

مسموح أن نستذكر انسانا، فكل إنسان زائل. لكن ليس مسموحا أن نستذكر وطنا، فالوطن دائم. لكن أين لبنان موسى المعلوف؟ ماذا بقي منه؟ أين لبنان المنارة والجسر وأرض اللقاء؟ أين لبنان الكلمة والحوار والميثاق؟ أين لبنان البيئة النظيفة والمجتمع المتحد والناس الطيبون؟ أين لبنان السيادة والاستقلال والحدود المحترمة؟ أين لبنان الفن الرفيع والشعر البديع والأدب النير؟ اين الاعلام الشريف والخبر الصحيح والتحليل الموضوعي؟

نستذكر موسى المعلوف، عاشق لبنان، في وقت يمر لبنان في مرحلة مصيرية تستلزم وحدة الصف لكي يبقى هذا الوطن موحدا فلا تصل إليه عدوى التفتيت التي تجتاح دول الشرق الأوسط".

وقال: "إن صمود وحدة لبنان، ولو هشة، بعد كل هذه الأحداث، هو تعبير عن وجود وجدان لبناني رغم الاختلافات الطائفية والقومية ورغم تعدد الولاءات. لكن اللافت أن هذا الوجدان الشعبي أضعف من مصالح السياسيين والقادة والحكام.

وها نحن نعيش الآن بالذات هذا النزاع بين الوجدان والمصالح. وأروع تجل له هو الشغور الرئاسي. فما كان هذا الشغور ليستمر لو أن القادة السياسيين استمعوا إلى الوجدان واحتووا مصالحهم وطموحهم بل هوسهم بالسلطة".

واضاف: من هنا من هذا الصرح الوطني المترامي تحت عين الصرح البطريركي، أسمح لنفسي بأن أقول: إن وحدة لبنان صمدت على حساب المسيحيين بعدما نشأت تاريخيا بفضل المسيحيين. وصمدت مع تغيير النظام اللبناني عام 1989 حيث ضربت وحدة مؤسسات الدولة. لذا، نحن المسيحيين مدعوون الى رفع الصوت والالتفاف حول مشروع الدولة والثقة بالجيش اللبناني، والامتناع عن تسخيف قيادته وتسييس تعييناته. نحن مدعوون إلى التزام مقاومة ضد كل من يتعرض لوجودنا ودورنا وهويتنا. نعم من أرض معهد الرسل، نتطلع إلى حركة نضال مسيحي جديدة. فإما أن يتوحد القادة المسيحيون وإما أن يتوحد الشعب ضدهم".

وتابع: "ظننت أن لبنان باق لأن الكيانات التي كانت تطمع بكيانه تبخرت. سقطت مشاريع الوحدة العربية والوحدة السورية والوحدة الإسلامية، بل سقطت الدول العربية وسقطت دولة سوريا. عاد العالم العربي إلى جاهلية ما قبل التاريخ. انسحب من العصر واختصر كل الألوان بلون الدم.

فقد الشرق آلهته وأنبياءه ورسله. عاد وثنيا كان أرض اليهودية والمسيحية والإسلام، يحاولون أن يجعلوه أرض الإرهاب.
حين يطرد المشرق العربي أكثر من ثلاثة ملايين مواطن مسيحي خلال عشرة أعوام فقط، فإننا أمام مؤامرة نظامية. وحين لا يتبقى في مهد المسيح، فلسطين، سوى 40 ألف فلسطيني مسيحي، فلمن نقرأ الأناجيل؟ وحين تهدم 67 كنيسة وتحرق في موطن الأقباط، فلمن نبشر بالتعايش؟ وحين تنخفض عدد مسيحيي العراق من زهاء المليون ونصف مليون مسيحي إلى ما يقارب 300 ألف فقط، فلم نبقى ساكتين؟

وختم: "في ذكرى السياسيين، تكثر خطب التكاذب. لتكن ذكرى المعلم والشاعر والأديب والانسان موسى المعلوف مناسبة لقول الحق والحقيقة. هكذا نقنعه بالعودة إلينا".

ثم تحدث سعادة عن مسيرة الراحل "الاكاديمية والنقابية والثقافية وتضحياته الكثيرة تجاه قاصديه من المعلمين"، مشددا على انه "ترك فراغا يصعب ملؤه على المستوى الاخلاقي الذي كان يتحلى به".

بدوره، رأى الدكتور ميشال كعدي ان "الشاعر الراحل رفع التربية كما رفع الشعر والادب، فلا عجب ان تكون الفاظه رجع صدى، في الانسانية وهو عرف بتلاعب بالالفاظ وينقلها الى الروح".

وبعد قصيدة للشاعر انطوان رعد، كانت كلمة العائلة القاها رئيس بلدية زحلة المهندس جوزف معلوف شكر فيها كل من ساهم في هذا الاحتفال التكريمي. 

  • شارك الخبر