hit counter script

أخبار محليّة

"اعلان النيّات" في ميزان "القوات" و"التيار الوطني"

الأربعاء ١٥ حزيران ٢٠١٥ - 17:15

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

وطويت صفحة الماضي الاليم بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" متوجّة بلقاء رئيسيهما العماد ميشال عون وسمير جعجع في الرابية امس واطلاق ورقة "اعلان النيات"، بعد ان انطلق قبلهما في رحلة الألف ميل النائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز الاعلام والتواصل في "القوات" ملحم رياشي. فما قراءة الفريقين لما حصل امس؟ وما هي الخطوات التالية؟

كرم: عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فادي كرم اكد لـ "المركزية" ان "اللقاء خطوة جيّدة جداً جاءت في وقتها لتتابع خطوات جدّية وتُكلل تفاهمات جدّية على ثوابت قوية وتفاهم سياسي اقوى"، كما لفت الى انه "خطوة اساسية كبيرة لاستمرار التفاهم الذي يتم التحضير له من خلال ورقة "اعلان النيّات".

وقال "بعد اللقاء سننصرف الى البحث في تفاصيل كل نقطة في "اعلان النيّات" وسنغوص اكثر في الملفات العالقة لكن بناءً على ثوابت تم الاتّفاق عليها، فالحوار بيننا لم يعد يُبنى على المصلحة الحزبية او المصلحة السياسية الآنية لاي طرف من الطرفين بل بُني على اساس ارضية "اعلان النيّات" التي ستتحكم به وتُحدد مسار التفاهمات بيننا".

ولم يستبعد رداً على سؤال "تشكيل لجنة متابعة من الطرفين لبحث تفاصيل بنود "اعلان النيّات"، ولكن هذا الامر يُترك للنقاش مع "التيار" لتحديد الطريقة الافضل للمتابعة ولمناقشة اي امر وطني طارئ"، واوضح ان "التفاهمات لا تُلغي حرية واستقلالية كل فريق بالتعبير عن موقفه من قضية ما، وما ورد في "اعلان النيّات" يؤكد انه حتى لو اختلف موقفنا تجاه ملف فهذا لن يُعيدنا الى مرحلة الاشتباك والتصادم"، واعلن اننا "سنضع قريباً آلية التواصل والتفاهم على كل الملفات".

ورداً على سؤال عمّا اذا كان ملف رئاسة الجمهورية من ضمن التواصل والحوار الذي بدأ بين "القوات" و"التيار الوطني الحر"، قال كرم "بالرغم من اختلافنا حول مقاربة هذا الملف الا ان الحوار سيستمر وسيُنتج ويُقرّبنا من بعضنا، وهذا كان اساس الحوار".

ولفت الى انه "لا يجوز ان يكون هناك اي "مُتضرر" من هذا التقارب والحوار بين "القوات" و"التيار"، ولا اعتقد ان اي مسؤول يهمه الشأن الوطني والمسيحي قد يكون "مُنزعجاً" من اللقاء الذي سيُحسّن وضع المسيحيين ولبنان في شكل عام، كما ان هذا اللقاء ليس لاقصاء او اضعاف احد، هناك معادلة سياسية اساسية في لبنان قائمة على انه لا يستطيع احد الغاء غيره"، مؤكداً ان "كل طرف سيبقى محافظاً على حلفائه".

جريصاتي: من جهته، رأى الوزير السابق سليم جريصاتي ان "الاعلان المشترك يكلل جهداً مشتركا من العماد عون وجعجع بهدف التوصل الى مبادئ مشتركة وجامعة تحصّن الواقع المسيحي الذي شهد ويشهد انتكاسات في المشرق العربي، ومحاولات عزل وتهميش وإقصاء واستئثار وتسلط في لبنان على يد أطراف سياسيين يمثلون، بنسب متفاوتة، مكونات طوائفية أخرى ارتضينا معها سقفا في الطائف هو الشراكة الفعلية في صناعة القرار الوطني، بحيث يتم احترام خصوصيات كل مكون، على ان تذوب في النتيجة في خاصية الوطن الكبرى، الا وهي العيش الواحد تحت سمائه. لذلك، ان توقيت الاعلان المشترك الذي يرتقي الى مستوى اعلان مبادئ هو بأهمية مضمونه، ذلك ان الافتئات على حقوق المسيحيين الميثاقية في مواقع الحكم والتمثيل السياسي وسائر السلطات الدستورية والادارات ولمؤسسات العامة، قد جعل امرا مفروغا منه ان يذهب قطبان مسيحيان الى مثل هذا الاعلان". وقال "من المعتمد في ادبياتنا ان الاستراتيجيا تعلو كل حركة تكتية، واننا ننظر الى كل تحصين للمكون المسيحي، مع الحفاظ على التنوع الذي هو سمة من سماته، انما يصب في النتيجة في مصلحة الوطن أجمع. لذلك، لا بد لهذا الاعلان ان يرى ترجمة عملية له ولبنوده، من منطلق ما قاله الدكتور جعجع من انه بقدر ما نتقارب في النظرة الى واقعنا السياسي، بقدر ما نقترب من مقاربات منسجمة لاستحقاقاتنا الوطنية. أما العماد عون، الذي أشرف شخصيا على كل خطوة في المفاوضات الدقيقة التي أجراها المفاوضان النائب ابراهيم كنعان والاعلامي ملحم رياشي، فكان ايضا حريصا على تطمين المكون المسيحي على ان روافد قوته ومنعته بخير، وان لا اقصاء لاحد من رموز هذا المكون لتزكية هذه المبادئ، كما ان هذا الاتفاق لا يمكن ان يكون موجها ضد أحد، لا سيما الحلفاء في لبنان الذين بدأنا معهم، كما نبدأ اليوم، رحلة الالف ميل في التفاهمات الكبرى التي برهنت عن صمودها في وجه كل حملات التشكيك والتفخيخ التي تعرضت له". وأضاف جريصاتي "ان العماد عون، الذي قال المغرضون عنه انه يريد الرئاسة اولا، أثبت مرة أخرى انه رجل دولة بامتياز، ذلك انه آثر مصلحة الجماعة على اي طموح مشروع في السلطة، والاعلان المشترك خير دليل على ذلك".

ولفت الى ان "الترجمة العملية، فمن الطبيعي ان تصب في خانة التمثيل السياسي الفعلي والرئاسة القوية في بيئتها والمقبولة من سائر البيئات، على ما اتى في الاعلان المشترك، وخير البر عاجله، ذلك ان التنفيذ صمام الامان لديمومة مثل هذه التفاهمات المبدئية".
 

  • شارك الخبر