hit counter script

Picnic ولحم بعجين في رحاب "النصرة"

الأربعاء ١٥ حزيران ٢٠١٥ - 16:05

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في الجرد وتحت شجرة اللوز التقته، لأكثر من ساعتين كحلت عيناها برؤيته، أكلا سوية ومعهما الاولاد وشقيقته، فهو الزوج الغائب عن البيت قسراً لا طوعاً، بعدما كتب له القدر أن يكون أسيراً بين يدي جبهة النصرة، ليصبح بعدها لقائه بعائلته حلماً تتحدث عن تحقيقه وسائل الاعلام.
في الأمس ترجم الاتصال الذي تلقته نزهة جعجع حقيقة، وبعد طول انتظار صعدت إلى الجرد وقابلت زوجها حيث شرحت لـ"النهار" أنه " قبل أيام وعند الساعة الحادية عشرة مساء تلقيت اتصالاً من رقم خاص سألني إن كنت أرغب في مقابلة زوجي فكان جوابي أتمنى ذلك، في اليوم التالي اتصل بي قائلاً انه أمّن لي زيارة وفي المساء نتفق على التفاصيل، وطلب مني أن اسأل الشيخ مصطفى الحجيري ان كان في امكانه مرافقتنا الى الجرد، تواصلت مع زوجة الحجيري كي يتأكد الشيخ إن كان صحيحاً ما وعدت به، وبالأمس أكدت لي الامر".

الى عرسال صعدت نزهة ومعها ولداها وشقيقة زوجها منى، استقبلهم الشيخ مصطفى إلا انه لم يستطع ان يرافقهم الى الجرد بسبب منع الجيش اللبناني له، تم تأمين سيارة أجرة لعائلة جعجع وعائلة المخطوف ابو درهمين التي وافقت "النصرة" علة زيارتها ابنها رواد، أوصل العائلتين حتى ملاهي الجرد قبل أن تقوم سيارة رباعية الدفع تابعة "للنصرة" بنقلهم الى مكان اللقاء.
عند الأولى بعد الظهر، انطلقت العائلتان من منزل الحجيري لتصل الى المكان المقصود عند الساعة الثالثة، في الطريق وضع سائق "النصرة" شربل ابن بيار على حضنه كون لا يوجد مكان كافٍ داخل السيارة التي تقل العائلتين معاً، وبدأ بمسايرتهم. فقد كانت معاملة عناصر التنظيم "ممتازة" بحسب نزهة "تلقينا معاملة جدّ رائعة، وقد كانوا نحو ستة عناصر في مكان اللقاء اكبرهم يبلغ من العمر 30 عاماً واصغرهم نحو 15 سنة".

picnic

اللقاء استمر ثلاث ساعات وكما وصفته نزهة picnic "تحت الشجرة جلسنا وأكلنا اللحمة بعجين ومعنا عناصر من التنظيم، فقد جهزت الطعام لزوجي ومعه فواكه وشوكولا اما عناصر النصرة فقدموا لنا الكرز، وعلى الجهة المقابلة منا جلست عائلة ابو درهمين مع ابنها".
بيار متفائل بقرب اطلاق سراح المخطوفين، صحته جيدة، يرتدي لباساً مدنياً، ورائحته عطرة، زوجته تعجبت فكان جوابه لها، "استحمّ كل يومين، ويطعموننا لحمة ودجاج مرتين في الاسبوع، لو اعلم انك ستأتين لكنت استحميت لتريني أجمل".

تفاؤل ولكن!
نزهة فرحة بصورة التقطها عنصر من التنظيم بعدما طلبت منهم ذلك، فهي تؤرخ للقاء طال انتظاره، "كما تم تسجيل فيديو للقاء العائلتين بابنيهما سيتم ارساله الى احدى المحطات اللبنانية لبثه، لذلك لم استطع ان اتحدث مع زوجي على راحتي لكن مجرد ان اطمئننت عليه يكفيني"، وأضافت: "سألني متى سيطلق سراحي فقلت لعله بعد عيد رمضان، صُدم وقال:"اتريدينني ان انتظر اكثر من شهر، لكن ما شعرته ان هناك اجواء ايجابية تم نقلها الى المخطوفين بقرب اطلاق سراحهم".

رسائل متعددة
رسائل من "النصرة " حُمّلت لعائلتي جعجع وابو درهمين فحواها ان" المفاوضات بطيئة وغير جدية والتنظيم يريد استبدال اللواء عباس ابرهيم باللواء اشرف ريفي في هذا الملف، كونهم يعتبرون ابرهيم متحيزاً الى حزب الله". واليوم نفت "جبهة النصرة" عبر "تويتر"، أن تكون "المفاوضات قد انتهت مع اللواء عباس ابرهيم" مشيرة الى "أنها عالقة منذ فترة".
بين مدّ وجذر، تفاؤل وتشاؤم يتأرجح اهالي المخطوفين منذ اشهر، فيوم يعيشون فرحة بعد تداول اخبار عن قرب اطلاق سراحهم ويوم يعيشون قلقاً بعد الحديث عن تعليق المفاوضات او توقيفها، ولا شيء في الواقع يستطيع ان يقطع شكهم بيقين عن اللحظة التي سيعود فيها احباؤهم ليكون اللقاء داخل منزلهم لا في جرد تحت شجرة او داخل مغارة. 

(اسرار شبارو -النهار)

  • شارك الخبر