hit counter script

خاص - ملاك عقيل

"نوايا" تحت الاختبار...

الأربعاء ١٥ حزيران ٢٠١٥ - 07:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم تكن يوما المهمة سهلة لا على "الجنرال" و"الحكيم"، ولا على بكركي. لنقل إنها كانت مستحيلة. لكن عمليا لا استحالة في السياسة. كل شئ ممكن، وكل شئ متوقع. بعض التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي التي واكبت مساء أمس لقاء ميشال عون وسمير جعجع في دارة الاول في الرابية اكتفت بـ "لا تعليق"! لا شك ان الذهول طغى على عبارات الترحيب او حتى الاستياء!

عمليا كل محاولات جمع الاقطاب الموارنة الاربعة على طاولة واحدة على اساس مشروع واحد فشلت. حصلت اللقاءات بالمفرّق وفشلت بالجملة. لكن دائما كان لـ "مشروع اللقاء" بين عون وجعجع الوقع الاكثر تأثيرا على المسيحيين.

انتظرها طويلا "حكيم القوات". الصورة تُكسِب جعجع أكثر بكثير مما تمنح عون امتيازات كسر "تابو" اللقاء، لكن بالتأكيد ما وصفه عون بكونه هدية للشارع المسيحي لا يشكّل مبالغة او صفصفة كلامية بل مرآة لرغبات شارع ضاق ذرعا بالجبال الفاصلة بين زعاماته.

يحق للرجل النحيل أن يخرج رأسه من موكبه المموّه، وأن يدخل عتبة الرابية مزهواً باحتكاره جزءاً من الشارع المسيحي شكّل له جسر العبور الى إعلان نوايا مع رئيس أكبر تكتل مسيحي. ويحق لـ "جنرال" المعارك القاسية ان يجاهر بأنه في عزّ مشروع استبعاده عن تقرير مصير استحقاقين لصيقين بحقوق الطائفة المسيحية هو قادر على إحداث خضّة في عمق هذا الشارع بفتح ذراعيه لخصمه "الازلي" مبقيا مفتاح الحل والربط على طاولة الرابية حصرا.

لكن على قوة الصورة وايجابية  الابتسامات المتبادلة والودّ الفائض ويدّ "الحكيم" المسترخية على كتف "الجنرال" والاحترام الزائد عن حدّه بين الرجلين والوعد بأن الاتي "أفضل"، ثمّة من يطرح تساؤلات جدّية عن مفاعيل لقاء الزعيمين على ملفات الساعة الملحة وهي كثيرة. الرئاسة، قانون الانتخاب، التعيينات الامنية، التشريع، الحديث المتزايد عن مؤتمر تأسيسي قادم حتما، عن "لقاء الشارعين المسيحيين"، عن ورقة كسر حواجز يفترض ان تترجم في النفوس قبل النصوص... ليس بالامر المهمّ، الأهمّ ان "الجنرال" و"الحكيم" التقيا ولو على "نوايا" يشكّل "انتخاب رئيس للجمهورية قوي ومقبول في بيئته وقادر على طمأنة البيئات الاخرى"( كما ورد في ورقة إعلان النوايا) أحد أقسى الامتحانات التي ستخضع لها...

  • شارك الخبر