hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - جورج غرّه

واقع القلمون الجديد ومعركة جرود عرسال وبلدتها... بالتفاصيل

الأربعاء ١٥ حزيران ٢٠١٥ - 06:55

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

حرب جرود عرسال على الأبواب، وعشائر البقاع أعلنت النفير وجهزت نفسها للتدخل عند الحاجة تلبية لنداء الامين العام لحزب الله، هذا في وقت يستمر حزب الله بتضييق الخناق على المسلحين بعد حصرهم في جرود عرسال الواسعة.

الخطة التي إعتمدها حزب الله مع المسلحين كانت مدروسة ومنسقة جيدا، إذ انه اصبح من الجهة السورية يحاصر المسلحين، بينما من الجهة اللبنانية يحاصرهم الجيش اللبناني، حزب الله يتقدم نحوهم، بينما الجيش يمنعهم من اختراق الحدود والتسلل، حزب الله يهاجم المسلحين من جهة، والجيش اللبناني يصد هجماتهم من الجهة الأخرى، أي أن الطوق أصبح محكما.

الجيش اللبناني لن يشن اي هجوم بعد حدود مراكزه، ولكنه سيمنع المسلحين من الإقتراب منها، ولكن في حال تطورت الأمور دراماتيكيا، وخرقت مراكز الجيش من الجرود وتدفق المسلحون نحو البلدة عندها سيتغير الوضع وستتغير الامور من جهة حزب الله الذي قد يجد نفسه مضطرا إلى شق طريقه نحو البلدة من الجرود ومن الداخل اللبناني.

ومنذ اسبوع وحتى اليوم يقيم الجيش اللبناني الحواجز والدوريات المؤللة في داخل عرسال، وهذا الامر عادي بالنسبة إلى الجيش الذي يتواجد في البلدة منذ معركة آب الماضي، ولكنه كثف تواجده ودورياته واصبح يقترب من مخيمات النازحين أكثر. هذه التعزيزات أتت برسالة واضحة إلى الجميع، وهي أن الجيش موجود ايضا في عرسال ولن يسمح لأحد بدخولها، بعدما إتخذ الامر منحىً سياسيا وطائفيا ورسمت الخطوط الحمراء حول عرسال من كل الجهات السياسية، ولكن كل عبر طريقته الخاصة.

خريطة الانتشار:

بعد إنطلاق العمليات العسكرية في أول آيار الماضي في القلمون كانت خارطة الانتشار العسكري او مساحة القتال بين مختلف القوى على الارض تمتد على نحو 1000 كلم مربع، حيث يسيطر مسلحو جيش الفتح في القلمون وتنظيم داعش على 760 كلم مربع، يطوقهم الجيش اللبناني على الحدود الغربية الشمالية من جرد القاع مرورا بجرود رأس بعلبك والفاكهة وصولا الى عرسال.

كما يطوق حزب الله المسلحين على طول الجبهة الجنوبية الغربية انطلاقا من جرد يونين، الى جرود نحلة وبعلبك وبريتال، حام، معربون وصولا الى جرد الطفيل، في وقت ينتشر الجيش السوري وحزب الله من جرود جوسية امتدادا الى جرود البريج وقارة والجراجير وفليطة ورأس المعرة والجبة وصول الى عسال الورد.

أما في وسط القلمون الغربي ينتشر مسلحو جبهة النصرة وفصائل المعارضة السورية الأخرى على مساحة 380 كلم مربع من الجهة الجنوبية في القلمون، بينما ينتشر تنظيم داعش في الجهة الشمالية ويسيطر على 380 كلم مربع ايضا.

هذا الواقع تغير منذ انطلاق معارك القلمون في بداية شهر أيار، وبدأ الجيش السوري وحزب الله المعركة والتقدم في التلال الاستراتيجية، حيث جرت السيطرة على اكثر من 45 موقعا لجبهة النصرة وهي عبارة عن معسكرات تدريب ومقرات عسكرية منها قيادية، الامر الذي ادى الى إنسحاب النصرة والفصائل المقاتلة الى جانبها نحو الشمال، أي الى جرود عرسال.

وبعد شهر تقريبا من المعركة تغيرت الخارطة، حيث استعاد حزب الله والجيش السوري اكثر من 350 كلم مربع من الاراضي التي كان يسيطر عليها المسلحون، بينها نحو 100 كلم مربع من الاراضي اللبنانية و 250 كلم في الاراضي السورية، وأصبح حزب الله يسيطر على المنطقة الممتدة من جرود بريتال الى جرود بعلبك مرورا بجرود نحلة وصولا الى تخوم جرود عرسال. هذا من الجانب اللبناني، أما من الجانب السوري امتد انتشار حزب الله والجيش السوري، من جرود عسال الورد، الجبة الى جرود رأس المعرة، ومعبر الفتلة ومرصد الزلالزل وجبل باروح.

كما تقدم حزب الله على محور بركة الفختة الواقعة على الحدود اللبنانية السورية وسيطر على الارض الكيشك التابعة لجرود عرسال، وهكذا اصبحت معظم معابر عناصر جبهة النصرة والجيش لسوري الحر بين جرود عرسال وجرود فليطة وجراجير، تخت سيطرة نيران حزب الله.

وبناء على هذه التطورات الميدانية يعتبر الجزء الاكبر من السلسلة الشرقية لجبال لبنان أصبح خال من عناصر النصرة والجيش الحر بعد ابعادهم عشرات الكيلومترات عن الداخل اللبناني، ويبقى ممرا وحيدا للمسلحين سالكا نحو جرود عرسال مساحته نحو 10 كيلومترات، حيث اطلقت المجموعات المسلحة عملية تحضير نفسها واعادة تموضعها وتجهيز نفسها للمعركة الكبرى والأوسع.

هذا التموضع في جرود عرسال يحصل على وقع المعارك بين جيش فتح القلمون من جهة وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، حيث ان الخلاف بينهما اصبح كبيرا في المنطقة، في وقت يتقدم حزب الله والجيش السوري نحوهم.

أما من الجانب اللبناني فحصن الجيش مواقعه بعد أن أصبحت معركة جرود عرسال أمرا واقعا لا مفر منها، ويؤكد مصدر عسكري ان المعركة ستكون مختلفة هذه المرة إذ ان الجيش اللبناني قادر على صد أي هجوم مهما كان حجمه ومنع المسلحين من الدخول إلى عرسال، مبديا تخوفه من عرسال البلدة التي يعيش في داخلها وعلى أطرافها أكثر من 50000 نازح سوري، عدد كبير منهم مسلح وجاهز لشن الضربات ضد الجيش اللبناني، خصوصا بعد ضبط سيارة مفخخة في البلدة منذ أسبوعين كانت ستستهدف الجيش، وسط معلومات عن وجود سيارات مفخخة أخرى.

الواقع:

بعدما جرى ربط معركة عرسال المقبلة بأن حزب الله يريد إحتلال البلدة، وجرى اللعب على الوتر الطائفي من قبل بعض الجهات وبعض سكان البلدة، بدأت عرسال تتحضر للمعركة داخليا ظنا منها أن حزب الله سيدخل من الحدود اليها لإحتلالها، ولكن العراسلة لا يدركون ان وصول حزب الله إلى عرسال من الجهة السورية يعني القضاء على المسلحين بشكل كامل وانتهاء المعركة، إلا في حال دخول المسلحين الى العمق اللبناني عبر عرسال وراس بعلبك والقاع، لأن المصادر تؤكد ان حزب الله لن يدخل بمعركة داخلية مع أي فريق لبناني بل أن معركته هي المسلحين الذين يسيطرون على أراض لبنانية، وتضيف إن الداخل اللبناني من بلدة عرسال وما بعدها هو أمر متعلق بالجيش اللبناني فقط.

وتشير المصادر إلى أن الحالة الوحيدة التي قد تجعل حزب الله يدخل إلى عرسال هو تطور الامور بشكل دراماتيكي على الحدود وسقوط مراكز الجيش اللبناني وتراجعه وإحتلال المسلحين لعرسال والقرى المجاورة لها، وهو أمر مستبعد بحسب المصادر لأن قدرة الجيش النارية تمنع دخول أي شخص من الجرود الى الداخل، كما أنه من جهة اخرى فإن العشائر جهزت نفسها للمعركة في حال اقتراب الخطر من بلداتها على طول السلسلة الشرقية.

المعركة واقعة لأن حزب الله لن يتوقف قبل حسمها من القلمون الغربي إلى لبنان، والجميع ينتظر ساعة الصفر، أي ساعة إنطلاق الهجوم على جرود عرسال اللبنانية، والتطورات تبقى رهن الأيام المقبلة لمعرفة إلى أين ستتجه الاوضاع الميدانية.

  • شارك الخبر