hit counter script

أخبار محليّة

مؤتمر حوار الاديان دعا الى التعاون بين الطوائف لمواجهة هذه المرحلة

السبت ١٥ أيار ٢٠١٥ - 13:53

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقامت "المنظمة العالمية لحوار الأديان والحضارات - الاونيسكو"، مؤتمرها العالمي الخامس عشر، تحت عنوان "حوار الاديان والحضارات ودورها في مواجهة العنف والتطرف"، مساء أمس في قاعة المؤتمرات الكبرى في فندق مطعم الساحة - القرية التراثية" على طريق المطار، بحضور حشد من الشخصيات السياسية والحزبية والدينية والعلمائية والنقابية والتربوية والفكرية والجامعية والاكاديمية والشعرية، ووفود من العراق، لبنان، المغرب، مصر والاردن.

بداية النشيد الوطني، ثم تحدثت عريفة الحفل السفيرة الدكتورة رنا ابو ظهر فقالت: "المطلوب إدانة التطرف والارهاب في كل صوره وأشكاله واعتباره ليس مرتبطا بأي دين، ولا يتفق مع القيم الاسلامية، بل هدفه القضاء على الحضارة والأديان، والفكر الثقافي والقيم الانسانية، ويبقى الحوار هو الاساس، والحفاظ على الهوية الحضارية والثقافية، ومصالح الامة العربية العليا، يستلزم تلاقي كل الاطراف، على حوار حضاري وطني، يعيد التوازن للشعوب، ويسهم في القيام بجهد جماعي، للخروج من الوضع الحالي المظلم".

ثم تحدث رئيس "المنظمة العالمية لحوار الاديان والحضارات -الاونيسكو"، الدكتور مخلص الجدة، فقال: "ما أحوجنا اليوم، الى التعاون سوية، من كافة الاديان والطوائف والمذاهب، لكي نواجه المرحلة الخطيرة، التي تمر على العالم العربي، فالعنف والتطرف والارهاب، يجري باسم الدين، والدين هو براء منهم، لان رسالة الاديان السماوية هي رسالة المحبة والتآخي والتعاون والسلام".

ثم ألقى "مدير المركز الكاثوليكي للاعلام" الاب عبدو ابو كسم، كلمة بطريرك انطاكية وسائر المشرق للموارنة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وجاء فيها: "ان الأديان السماوية، كلها تدعو بشكل او بآخر الى التمثل بصفات الله، فالمسيحية تدعو الى عيش المحبة، والعمل في سبيل السلام، والاسلام هو دين الرحمة، واليهودية تدعو الى مخافة الله واعتبارها دعوة سامية، والحضارات كلها سواء كانت اسلامية او مسيحية، تسعى لتؤمن الخير لشعوبها وتنميتها وتطورها، على المستويات كافة، وان الجنوح عن الدين والمغالات في التقوقع يؤدي حتما الى التطرف واستعداء الآخر تحت راية الدين، وما يحصل في الدول العربية حول الثورات فيها الى أصوليات متطرفة، تقتل وتذبح وتهجر وتكفر باسم الدين، وان حضارة الكنيسة هي حضارة المحبة والتضحية وبناء ثقافة السلام، ورفض كل أشكال التطرف والتعصب والعنف، وما نراه من حروب على الساحة العربية، تحت عناوين الثورات لهو دمار للامة العربية بأسرها، فالفتنة السنية- الشيعية، بدأت تنتقل من بلد الى آخر، وتضرب هنا وهناك".

أضاف ابو كسم: "ان موجة التطرف والعنف، التي تضرب المنطقة العربية، طالت كل مكونات المجتمع، وأصبحت تهدد النهضة العربية، ومن اجل مواجهة كل ما يحدث، من دمار وخراب وقتل وتشريد وتهجير العمل على بناء ثقافة الحوار والتواصل بين كل مكونات المجتمع العربي والمجتمع الشرق أوسطي، والمسيحيون جزء من هذا المجتمع وقلقون على حضارة عربية، بنوها مع المسلمين منذ 1400 سنة، هي حضارة المحبة والتواصل واحترام الآخر في معتقده وفكره وعاداته وتقاليده، لهذا نحن قلقون على هذه الحضارة، وليس فقط على الوجود المسيحي، في هذا الشرق".

ثم تحدث مطران جبل لبنان لطائفة السريان الارثوذكس جورج صليبا، فألقى كلمة بطريرك انطاكية وسائر المشرق للسريان الارثوذكس مار افرام الثاني، فقال: "اننا نمر في مرحلة، من أقسى المراحل خطورة في العالم كله، وما يقوم به هؤلاء الارهابيون المجرمون القتلة، سوف يرتد عليهم سلبا، وأحب ان اسال ما هي الحكمة من رفض الآخر، من أفراد وجماعات ودول، ان "داعش" واخواتها، فئة ضالة ومجرمة ومنحرفة، وهم ادوات ينفذون رغبات اشخاص، غسل عقولهم ووجودهم وكل هذه المكونات الارهابية قتلت المسلم السني والشيعي والايزيدي والآشوري والسرياني والكلداني وأهل الصائبة، ولم نراهم يقتلون يهوديا او صهيونيا، ولقد كشفوا عن غايتهم وأهدافهم ونياتهم السيئة، هم أعداء الله والأديان والانسان، في كل مكان وزمان".

ثم تحدث الامين العام "منتدى الحوار بين الاديان والثقافات الشيخ احمد شحادة فقال: "ان الحوار المتجدد والجدي والمسؤول والمنفتح، هو الطريق الوحيد لقيادة الامة العربية، نحو الخلاص مما تعاني منه. فالاضطرابات الحاصلة والازمات المتلبسة من سياسية ودينية واقتصادية ومعيشية، أشعلت نيران هذه الحروب والفتن التي تحاصرنا من جميع الجهات وما نلحظه استبداد خطاب الكراهية والمخاوف والجهلات، التي تمترس حولها المذاهب والطوائف فقيل ان السنة في خطر، والشيعة هناك في خطر، والمسيحية هنالك في خطر وجودي، فيما الارض كلها والانسانية جمعاء كلها في خطر داهم، يطال تاريخنا وهويتنا وذاكرتنا وتراثنا".

ثم تحدث رئيس محكمة بيروت السنية سابقا الشيخ يحيى الرافعي، فقال: "ان المطلوب لمواجهة موجة التكفيريين والارهابيين، هو العودة الى الوسطية في العقيدة، بدون إفراط ولا تفريط والوسطية في توحيد الله بأسمائه وصفاته والوسطية في مجال التكفير، ودون ذلك يعني ظهور جماعات الخوارج والفئات الضالة والمضللة، التي نصبت نفسها وأخذت تعيث في الارض فسادا وقتلا وتدميرا، وتكفر حسب رأيها وتفكيرها، مخالفة بذلك كل الاسس الانسانية والمبادىء والقيم الاسلامية السمحاء".

ثم تحدث الرئيس السابق للقضاء المذهبي الدرزي الشيخ مرسل نصر فقال: "ان ما يجري في هذا الشرق العربي، من تهجير ممنهج وتطهير عرقي للمجموعات السكانية الموجودة وبخاصة للمسيحيين لهو إدانة تاريخية وكشف لزيف إدعاء شرعية، ما يقومون به من سفك الدماء وسبي الاطفال والنساء، لمن يقرأون لا إكراه في الدين ونسأل اين الضمير العالمي والانساني، ولماذا لا يتم التصدي لمشاريع التهجير والتقسيم الجغرافي الحاصلة على اساس الأعراق والأديان التي تسبب الاقتتال وتحكم الفئة الغالبة بالفئات المستضعفة، لا توافقها في الدين والاعتقاد".

ثم تحدث رئيس المركز الثقافي العراقي في بيروت الدكتور علي عويد العبادي فقال:" ان المنطقة العربية تتعرض الى حملة منظمة ومبرمجة، لإشعال الفتنة والحروب بين ابناء الدين الواحد وبين الاديان الاخرى، بهدف تدمير مقدرات الامة العربية وإشغال ابنائها بالحروب والصراعات، ونقول ان "داعش" والجماعات الارهابية المجرمة، لم تأت من السماء، او خرجت من الارض بقدرة قادر بل هنالك من خطط وأسس ودعم ودرب ومول ونقل واحتضن هؤلاء المجرمين وساندهم بالكلمة او الموقف او صفق لهم وحضنهم عبر إبراز خطاب ديني وسياسي وثقافي واعلامي، داعم لهم في كل تصرفاتهم السيئة".

ثم تحدث النائب السابق حسن يعقوب فقال: "لا علاقة للانسان والأديان السماوية السمحاء، بكل تصرفات وسلوكيات عناصر وأفراد مجموعات داعش واخواتها، ونقول لا خوف من حصول فتنة سنية- شيعية متنقلة، بل يجب فصل الارهاب والتطرف، عن الاسلام الدين السمح، وما يحصل في المنطقة العربية من قتل وخراب ودمار وتشريد وتهجير يبقى المستفيد الاول والاخير منه الكيان الصهيوني الغاصب لارض فلسطين منذ 67 عاما".

ثم ألقى الشاعر ميشال جحا قصيدة من وحي المناسبة، ثم عقدت الجلسة الفكرية وترأسها الدكتور محمد الطريحي وأدارتها الدكتورة زينب عيسى وكانت مداخلات لكل من الاب يوسف مونس والاب بولس عقل ، المحامية كارين الهبر، الدكتور ناجي نعمان، الدكتور سمير حيدر والدكتورة سلوى غدار يونس.

ثم عقدت الجلسة الادبية وترأسها الشاعر ميشال جحا وأدارتها منى تيم، والقيت قصائد شعرية ونثرية لكل من الشاعر ميشال كعدي، الوزير السابق جوزيف الهاشم، الشيخ راتب نصر الله، وقدمت أدبيات للشاعر الراحل جورج جرداق، ألقاها الدكتور بديع ابي جودة، واخرى للراحل سليمان كتاني ألقاها يوسف كتاني.

ثم قدم الفنان انطوان وديع الصافي مفاجأة وتراتيل، ومنها أغنية "أبانا الذي في السماء" وعزف معه على الكمان نجله بشارة الصافي.
 

  • شارك الخبر