hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

الصليب الأحمر يخرج 143 متدربا على الإسعافات الأولية وحالات الطوارىء

السبت ١٥ أيار ٢٠١٥ - 13:19

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقام الصليب الأحمر اللبناني احتفال تخريج 143 مدرسا من المدارس الرسمية، خضعوا لدورات تدريبية في الإسعافات الأولية وحالات الطوارىء ومساعدة الطلاب في حال حدوث أي كارثة طبيعية، أشرف عليها عناصر من الصليب الاحمر اللبناني، برعاية محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا وحضوره، في مدرسة عدنان درويش الرسمية في ميناء طرابلس، في حضور رئيس بلديات الفيحاء المهندس عامر الرافعي، رئيس الصليب الأحمر في لبنان جورج كتاني ورئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلا حاماتي وعدد من رؤساء مراكز الصليب في الشمال.

بعد النشيد اللبناني ونشيد الصليب الاحمر ودقيقة صمت عن أرواح شهداء عناصر الصليب الاحمر، ألقى نهرا كلمة قال فيها: "أشكر إدارة الصليب الأحمر اللبناني وعلى رأسها حضرة الأمين العام جورج كتاني، ونحن نعتز بهذه الإدارة المميزة. وكل الشكر والتقدير لشباب وشابات الصليب الأحمر اللبناني، الجنود المجهولون لهذه المؤسسة العظيمة، الذين يبذلون طاقة جبارة ويعطون من وقتهم وعملهم ومجهودهم لخدمة الإنسان والمحتاج والمريض مجانا، رغم تعرضهم للمخاطر والصعوبات. وهذه أسمى وظيفة وأنبل عمل يستطيع الشخص تقديمها لأخيه الإنسان، بغض النظر عن دينه وجنسه وجنسيته".

أضاف: "نحن نؤكد دعمنا الكامل للصليب الأحمر لأنكم تستحقون كل الدعم المادي والمعنوي، ورغم دعمنا نبقى مقصرين بواجباتنا تجاهكم. ونشكر المؤسسات والجمعيات الدولية كافة التي تدعم الصليب الأحمر فهو بأمس الحاجة لهذا الدعم، وأريد التنويه أنه ومنذ بضعة أشهر تم افتتاح "هيئة إدارة الكوارث" في محافظة الشمال برعاية رئيس الحكومة ممثلا برئيس الهيئة العليا للاغاثة محمد الخير، والصليب الأحمر عضو فاعل في هذه الهيئة، ونحن في الهيئة جاهزون لمواجهة أي كارثة تطرأ علينا".

وختم: "أوجه تحية إجلال وتقدير لشهداء الصليب الأحمر، الذين بذلوا أرواحهم في سبيل خدمة الآخرين".

أما رئيسة المنطقة التربوية فقالت: "ما أجمل أن تلبي نداء من هو دائما على استعداد لتلبية ندائك. ما أحب أن تقف بقرب من هو حاضر دوما للوقوف إلى جانبك. وما أروع أن تشارك فرح من نذر نفسه وعمره وهمته، ليشارك إخوته في الإنسانية مصابهم وآلامهم مضمدا جراحهم ومكفكفا دموعهم. نعم، بسرور كبير وفرح غامر، أقف معكم اليوم في مدرسة عدنان درويش الرسمية لنشهد ونشاهد معا، نشهد أن بين إخوتنا في الإنسانية من تطوع بقرار ذاتي الخدمة للخدمة، ونشاهد هؤلاء المتطوعين يتخرجون، بعد أن أنهوا دورة "الحد من مخاطر الكارثة"، التي كللت جهودا بذلت على مدى الدورات التدريبية التي أقامتها وحدة إدارة الكوارث في الصليب الأحمر اللبناني، في عدة مدارس من مدارس طرابلس الرسمية".

أضافت: "تشرفت مسرورة، بمواكبة هذه الدورات التي تجلت بتطوع بعض المدرسين، وبتشجيع واهتمام من إداراتهم، إذ شارك فيها وبشكل كامل وجدي مئة وثلاثة وأربعون معلما ومعلمة، تدربوا على القيام بالإسعافات الأولية والإخلاء في حالات الطوارىء، وإطفاء الحرائق، وتقدمة المطافىء وأجراس الإنذار، للبقاء على جهوزية تامة للتصدي لأي كارثة إن حصلت لا سمح الله، وللمساعدة عند وقوع أي حادث او عارض صحي. وكم كنت مسرورة للتجاوب الكبير مع هذا النشاط، وللجدية التي طبعت هذه التدريبات والدورات، وحسن التنسيق بين وحدة إدارة الكوارث والمدارس والمتطوعين. وهذا ما ضمن نجاح هذه الدورات التي أوصلتنا إلى يوم التخرج هذا، إذ رأينا أنه أصبح من المستحسن تعميم هذا النشاط الرائد على بقية المؤسسات الرسمية والخاصة وفي جميع المناطق، لنكون على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارىء وأي كارثة، في زمن بات الكل مهددا ليس من ناحية حصول الأزمات ونشوب الحروب والنزاعات المسلحة، التي أصاب محيطنا القسط الأكبر منها مع الأسف وحسب، بل بسبب المتغيرات المناخية وتبدل الأحوال الجوية والبرية والبحرية التي تنذر بالفيضانات والاحتباس الحراري والتلوث، ومنها ما هو نتيجة طبيعية في مسيرة الكون، ومنها ما هو نتيجة التقدم التكنولوجي والعلمي على مختلف مجالاته، وما ينتج منه من احتكاكات كهربائية وحرائق وانفجارات فضلا عن حوادث السير وغيرها من المخاطر أبعدها الله عنكم".

وتابعت: "يقولون درهم وقاية خير من قنطار علاج. إن أهم توقيت للتقليص من الخطر الناجم عن أي حادث أو كارثة، هو اللحظات الأولى التي تلي وقوعه، والفترة الفاصلة بينه وبين وصول المسعف، المخول وحده لنقله إلى المستشفى، إذا لزم الأمر. ولعل أهم الخطوات الواجب اتباعها والعلاجات الواجب تقديمها هي في تلك الفترة الحرجة والدقيقة، لذلك يستحسن أن يكون من يقوم بها على معرفة بأمرها ودراية بشأنها من أجل إنقاذ حياة المصاب، وتجنب أي تصرف خاطىء يكون من شأنه مضاعفة الضرر. ولست هنا في موقع التحدث عن أهمية تطوع وتدريب المسعفين، بل أكتفي بذكر الجملة الوحيدة التي يقولها المصاب ومن حوله بعد الصلاة واللجوء إلى العناية الإلهية، إذ يقولون: "اطلبوا الصليب الأحمر". ولعل هذه الكلمة خير شاهد وأفضل دليل على ما لكم وللصليب الأحمر اللبناني، والصليب الأحمر الدولي هذه المؤسسة العالمية التي لنا اتصالات معها ولقاءات من أجل تنفيذ مشاريع مستقبلية والاستفادة من تقديماتها وعطاءاتها لما فيه خير الإنسان في لبنان".

وختمت: "ختاما لا يسعني إلا أن أجدد الشكر والتقدير لكل من ساهم في إعداد وإنجاز هذه التدريبات من متطوعين ومدارس ومدراء ومعلمين، وأخص بالشكر مديرة مدرسة عدنان درويش التي استضافت احتفالنا اليوم، ووحدة إدارة الكوارث والصليب الأحمر اللبناني والصليب الأحمر الدولي".

من جهته ألقى الأمين العام للصليب الأحمر كلمة قال فيها: "في زمن تعصف فيه الأزمات والحروب وتزداد فيه الكوارث الطبيعية تقضي رسالة الصليب الأحمر اللبناني بأن تتحرك الجمعية الوطنية، ليس فقط للاستجابة للنداء، بل لتبادر إلى تحصين المجتمعات والأفراد لدرء المخاطر والتخفيف من الآثار السلبية التي تخلفها هذه النائبات. وإذ بالصليب الأحمر يتوجه نحو عاصمة الشمال، أسوة بباقي المناطق بمجموعة نشاطات تدعم صمود المواطن. وإذ يستمر بتقديم خدمات الإسعاف والطوارىء ليل نهار، في الحرب والسلم على خط الطوارىء المجاني 140، فها هو يقوم بتقديم خدمة الدعم النفسي بدعم من الصليب الأحمر الدانمركي والصليب الأحمر الإيطالي".

أضاف: "بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قدم مشروع المطابخ في جبل محسن وباب التبانة، ومشروع الدعم النقدي في جبل محسن، والقبة وحي المنكوبين. وقد قام بحملات توعية مع وزارة الطاقة في الكورة وفي مخيمات اللاجئين، كما وبدعم من الصليب الأحمر الهولندي والألماني قام بأعمال الإغاثة مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. ولكننا مجتمعون اليوم في إطار برنامج "الحد من المخاطر" الذي نقوم به مدعومين من الصليب الأحمر الألماني. عند البدء بتنفيذ هذا المشروع تبين لنا أثناء التقييم أن المدارس ليست ملمة بمعظم المخاطر المحيطة بها، فلا يوجد خطة إخلاء، ولا يوجد فرق مدربة على الإسعافات الاولية والإطفاء والإخلاء وأيضا بأن هذه المدارس غير مجهزة بمعدات للتدخل أثناء الطوارىء وبمعدات السلامة. بناء على ما تبين باشر الصليب الأحمر اللبناني ضمن مشروع "الحد من المخاطر والتأهب للكوارث" بتدريب المدارس على الإسعافات الأولية، ووضع خطط للاخلاء والتدريب عليها، والتوعية على مخاطر الزلازل قبل الزلزال، خلاله وبعده، كما تمت الاستعانة بفوج الإطفاء للتدريب على مخاطر الحريق وطرق إخمادها".

وتابع: "لضمان الاستمرارية، تم الاعتماد على الفريق الذي تم تدريبه من المدارس لنشر التوعية على التلاميذ عن خطة الإخلاء والوقاية من خطر الزلازل وكيفية الإخلاء في حال وقوع زلزال واندلاع حريق أو في حال وقوع أي حدث أمني. ولضمان تدخل فعال وآمن وللحد من مخاطر الكوارث تم تجهيز المدارس بمطافىء للحريق، وحقائب الإسعافات الأولية وإشارات تدل على مخارج الطوارىء، جرس للطوارىء وكتيبات للتوعية على مخاطر الزلازل ومعدات للحماية الشخصية لاستعمالها في حال اندلاع حريق وحقيبة إسعافات أولية مع شهادة في الإسعافات الأولية إلى الأساتذة الذين تم تدريبهم للتدخل في حالات الطوارىء ويتم تخريجهم اليوم والبالغ عددهم 143 وهنا أود الإفادة بأن: عدد المدارس المستفيدة من المشروع 6 وعدد الطلاب المستفيدين 3088 وعدد الأساتذة المستفيدين 282 أي ما مجموعه 3370 مستفيدا".

وختم: "معكم وبمؤازرتكم نتمنى أن نتقدم في توفير أكبر قدر من التوعية والمعرفة والتضامن لتجنب الأسوأ ولتقديم ما يمكن من مساعدة إنسانية إلى كل من يحتاج إليها. وإذ أتقدم بالشكر لكم جميعا لا يسعني إلا ان أشكر وزارة التربية والتعليم العالي التي سهلت لنا التواصل مع المدارس لإنجاح هذا المشروع. كما أشكر سعادة المحافظ على دعمه، ونشكر الصليب الأحمر الألماني على استمرار دعمه لنا في العام المقبل للاستمرار في هذا البرنامج".

وفي الختام، وزع نهرا وكتاني الشهادات للأساتذة المتدربين.
 

  • شارك الخبر