hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

سلام في العيد الـ70 للميدلإيست: فيها مكان واحد للوحدة الوطنية والعطاء

السبت ١٥ أيار ٢٠١٥ - 12:23

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تحول العيد السبعين لشركة طيران الشرق الاوسط - الميدل ايست الى تظاهرة وطنية حاشدة وكبيرة للاحتفاء بالمناسبة برعاية رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وحضوره، ومشاركة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وعدد كبير من الشخصيات الرسمية من وزراء ونواب حاليين وسابقين وفاعليات سياسية وعسكرية وقضائية واقتصادية ويدبلوماسية واعلامية الى جانب رئيس مجلس ادارة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت وأعضاء مجلس الادارة.

وحضر الاحتفال ايضا كل من قائد الجيش العماد جان قهوجي، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، ممثلون للرئيس ميشال سليمان، الرئيس سعد الحريري، النائب العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، إضافة الى حشد كبير من الموظفين والعاملين في الميدل - ايست وقطاع النقل الجوي في لبنان.

فبدعوة من الحوت جمعت الميدل - ايست في هنغار الشركة في مقمر ادارتها العامة بالمطار عددا كبيرا من محبيها والشخصيات التي شاركت في هذا الاحتفال مؤكدة مرة جديدة ان "الميدل - ايست تبقى دائما صرحا جامعا لكل الأطياف من دون استثناء".

وعند السابعة مساء أمس بدأ الاحتفال، فقامت طائرة من نوع إيرباص 321 مطلية بألوان الميدل - ايست القديمة بالتحليق فوق مدينة بيروت لمدة اربعين دقيقة وعلى متنها الكابتن سعدالدين دبوس أول قائد طائرة لبناني يحمل بطاقة رقم واحد للطيران في لبنان والبالغ من العمر حاليا 90 عاما، وايضا كل من ولديه وحفيديه الطيارين في الشركة ايضا طارق وهشام وسعد ووسيم دبوس كدلالة على ان الميدل-ايست تواكب الأجيال، إضافة الى سبعين مضيفا ومضيفة يشكلون في زيهم المراحل التي قطعتها الشركة منذ تأسيسها في 1945 وحتى اليوم.

وبعدما حطت الطائرة على أرض المطار وفتح بابها نزل الجميع منها على أنغام أغنية "رمز لبنان" للفنان عاصي الحلاني وكتب كلماتها الشاعر طوني ابي كرم ولحنها ابي كرم مع نيكولا شبلي وسط تصفيق وترحيب من الحضور.

وبعد نزول دبوس وولديه وحفيديه وجميعهم بلباس طياري الميدل - ايست، بدأ نزول المضيفات والمضيفين الذين توزعوا على عدة فرق ضمت كل منها 6 يمثلون زيا من مراحل أزياء الشركة القديمة وأخيرا نزل منها 18 مضيفة و10 مضيفين ارتدوا الزي الجديد الذي ستبدأ الميدل - ايست باعتماده اعتبارا من 9 حزيران 2015 وهو باللون الكحلي والأزرق الملكي من تصميم المصمم الشاب انطوان القارح، والذي نال إعجاب المشاركين في هذا الاحتفال.

بعد ذلك انتقل الجميع الى داخل أحد هنغارات الشركة حيث أقيم عشاء ساهر استهل بالنشيد الوطني، ثم ألقيت كلمات لكل من رئيس مجلس ادارة الشركة محمد الحوت وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وكلمة ختامية لرئيس الحكومة تمام سلام الذي قدم اليه الحوت وأعضاء مجلس الادارة درعا تكريمية بالمناسبة. وكان عزف على البيانو لغي مانوكيان. واختتم الاحفل مع الفنان راغب علامة وقطع قالب حلوى يجسد طائرة الميدل - ايست بأرزتها الخضراء شعار الشركة الوطنية.

وألقى الحوت كلمة توجه خلالها بالتحية الى "كل الاوائل والمتعاقبين على خدمة شركة الميدل - ايست وهذا الوطن لبنان". وقال: "لا ندعوكم الى سبعين شركتنا لإبهاركم بعمرها وشبابها ولا بطائراتها او هنغاراتها، فأنتم اليوم تأتون الى بيتكم، الى حيث لكل واحد منكم حصة في النجاح، وفي الاستمرار، حصة في الأجمل من أيام مضت او ستأتي".

أضاف: "طيران الشرق الاوسط هي أكبر شركة لبنانية، لا تميز بين لبناني وآخر، حدودها كل مساحة الوطن المقيم والمغترب، لن تجدوا فيها حدا فاصلا بين ابن الشمال وابن الجنوب، وبين ابن البقاع وابن الجبل وبين أبناء الضاحية والعاصمة بيروت. ففي هذه الشركة نلتقي كلنا في هذه الواحة الجميلة، غابة خضراء فيها كل ورود البلد وحتى أشواكها هذه تكمل تلك، فتكون لنا باقة جميلة اسمها شركة طيران الشرق الاوسط، مؤسسة أفنى الموظفون عمرهم في سبيلها، واجهوا التحديات فاقتحموها وانتزعوا راية ترفرف، راية شاهدناها جميعا بأم العين، هنا نلتقي وهنا أجمل مكان للتلاقي. فمع كل مشروع جديد ومع كل وظيفة وفرصة نضع حجر أساس للتواصل والحوار حجر أساس ضد الخوف وضد قاطعي الطرق ورافضي الآخر".

وتابع: "نعم، رغم الحرائق التي تحيط بنا من كل حدب وصوب، نقف على أقدامنا ونقول بأعلى صوتنا اننا شعب يستحق الحياة بجدارة، اننا شعب قدم الكثير من التضحيات والأثمان، رغم المحن والإنهيارات خرجنا أكثر إيمانا ببلدنا وشعبنا وقدرتنا على تقديم نموذج بات يعطي للبننة ليس معناها السلبي الذي جعلها مصطلحا عالميا، بل معناها الإيجابي المتمثل بالقدرة على التكيف والإنجاز والنجاح. سبعون عاما والميدل ايست تزداد شبابا وتألقا وسحرا، أعراسها المتجددة ان دلت على شيء إنما تؤكد على حيويتها التي تجسدها أجيال موجودة في كل بيت لبناني، حتى ان الميدل - ايست اصبحت تمثل صورة لبنان الجميل الذي أسس وأعطى، ولبنان اليوم وغدا بألوانه التي لا تحصى ولا تعد، كما بأبعاده المفتوحة على تقنيات وحضارات وعوالم لا حدود لها في عالم اليوم".

وقال: "لست في وارد تقديم جردة لكم تختزل عقودا سبعة، ولا يعني ذلك بأي حال من الأحوال نكرانا للجميل فكل من عمل في هذه الشركة الوطنية ترك بصمة، له منا ألف تحية محبة وأود ان أخص بالتحية المؤسس الأول بالفكرة والممارسة، عنيت به دولة الرئيس صائب سلام، ومن بعده كل من حمل راية الشركة، بدءا من الشيخ نجيب علم الدين، رائد وصول الشركة الى العالمية، والى يمينه دائما أسعد نصر ومن بعدهما سليم سلام الرجل الذي حافظ على الميدل-ايست في أصعب الظروف وأحلكها. ولا تنتقص هذه التحية من أدوار آخرين احتضنوا الشركة وأبرزهم في التاريخ القريب الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أعطى للبنان الحديث ليس فرصة وفكرة وفسحة وفرادة، وليس إعمارا ومطارا وقلب عاصمة وفرص عمل، وليس أجيالا من المتعلمين وأصحاب الكفاءات بل أعطى فوق ذلك كله حياته وعمره وأعطى رسالة للاجيال بان بلدكم يستحق تضحياتكم وأكثر. وأيضا لن أنسى ان أتوجه بالتحية الى كل رؤساء الجمهورية والحكومات الذين واكبوا ودعموا الميدل-ايست وأخص بالذكر أولئك الذين عايشتهم وأعني بهم الرئيس الراحل الياس الهراوي والرئيس ميشال سليمان، الرئيس الراحل عمر كرامي والرئيس فؤاد السنيورة والرئيس سعد الحريري والرئيس نجيب ميقاتي والرئيس تمام سلام".

أضاف: "ذكرت هذه الأسماء تحديدا لانها ارتبطت بنجاح مسيرة الإصلاح والتطوير في الميدل-ايست، أم المؤسسات الوطنية، هذه العملية لم يكن لها ان تكتمل من دون تغطية سياسية وفرها دولة الرئيس نبيه بري الذي كان ولا يزال في طليعة الداعمين للشركة في كل المناسبات والاستحقاقات وبشراكة الفعل التي جسدها الاستاذ وليد جنبلاط إيمانا منهما بأهمية دور هذه المؤسسة الوطنية الكبيرة، فهذه الشركة مدينة في الماضي والحاضر والمستقبل لرمز لبناني للنجاح والفرادة والتميز، مدينة لرياض سلامة حاكم مصرف لبنان، هذا الرجل الذي آمن ببلده وبقدرة شبابه فكانت لهندساته المالية والنقدية أكبر البصمات في ما ننعم به من استقرار، استقرار من أبرز نتائجه ليرة لبنانية راسخة وجيش وطني تؤازره باقي المؤسسات الامنية ومؤسسات سياسية شرعية راسخة وثابتة ليكتمل بهذا وذاك عقد الحماية الوطنية، جيش لا يتردد بقيادته الشجاعة وضباطه وجنوده المتوثبين لتلبية النداء حدودا وتقدم الصفوف صونا للامن الوطني والاجتماعي، مع القرار والإرادة والإدارة، مع هذه المؤسسات وهؤلاء الرجال أحدثت خطة الإصلاح الجذري تحولا لا مثيل له في شركة الميدل-ايست وكل ذلك بوحدة كلمة وتضافر جهود مجلس الإدارة وكل العاملين في الشركة من دون استثناء".

وتابع الحوت: "لقد انتقلت الميدل-ايست من شركة مفلسة كانت تشكل عبئا على الدولة الى شركة تحقق الأرباح بشكل مستمر منذ 14 عاما، رغم الإنقسامات والتعقيدات السياسية والأمنية التي واجهها لبنان خصوصا في مرحلة الاضطراب الكبير التي تلت اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لقد بلغت الأرباح المجمعة بين 2002 و2014 أكثر من 800 مليون دولار اميركي مقابل خسائر متراكمة بلغت 730 مليون دولار اميركي قبل الإصلاح وتم توزيع أنصبة أرباح بقيمة 330 مليون دولار وارتفعت حقوق المساهمين بمبلغ 670 مليون دولار".

وسأل: "ماذا تعني هذه الأرقام؟ ان حسابا بسيطا يبين كيف أمكن بنتيجة الإصلاح تحقيق مبلغ مليار دولار كقيمة مضافة للشركة ولمصرف لبنان. وما أريد قوله من خلالكم لكل الشباب اللبناني هو الآتي: ان تجربة الميدل-ايست هي عنوان للتأكيد انه بمقدورنا ان نفعل شيئا، وكلما كثرت النماذج الناجمة وكبرت أصبح بمقدورنا ان نورث أجيالنا ما يعطيهم زوادة للمستقبل. وان توسعة الاسطول الجوي والخطوط سيبقى هدفنا حتى تعود بيروت رائدة في عالم الطيران ونقل المسافرين والشحن والأهم ان تبقى مطار الشرق وخزان الكفاءات والموارد البشرية التي تمنح لبنان حجما لا يقاس بالجغرافيا او بأي حسابات صغيرة. وعلى هذا الدرب ولدت أكاديمية الشرق الأوسط للطيران وولد مركز الشحن الجوي، وعلى هذا الدرب ستولد مشاريع جديدة، ولن تتردد الميدل-ايست بمبادرات تدعم الثقافة والشباب والبيئة وكل قطاع يعطي صورة جميلة لهذا البلد الحبيب".

وتوجه الى الرئيس تمام سلام قائلا: "والدكم هو المؤسس، وسبعون عمركم من سبعين الشركة، عيدكم عيدها، وعيدنا عيدكم، انه عيد الفرح بأرزتنا وعلمنا ولبناننا الممتد من هنا حتى آخر المعمورة. ونشكر له رعايته لهذا الاحتفال وحضوره، واختياره دائما شركة طيران الشرق الاوسط".

اما حاكم مصرف لبنان فقال: "ان حضوركم الكثيف في شركة طيران الشرق الاوسط اليوم يعبر عن المحبة الكبيرة التي تكنونها لهذه الشركة الوطنية، وان مصرف لبنان يشارك الجميع في هذه المحبة، التي من أجلها أصدر مصرف لبنان ميدالية لكي تكون تخليدا لمناسبة الاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيس شركة طيران الشرق الاوسط".

أضاف: "هذه الشركة تتمتع بميزات تتجسد بالإستمرارية والمناعة إذ عملت الشركة في أصعب الظروف كما انها تتمتع بميزة أكبر فأنا لم أر في العالم شعبا يهتم لهذه الدرجة بأمور شركات طيرانه كما رأيته في لبنان واهتمامه الدائم بالميدل-ايست".

وتابع: "ان مصرف لبنان سيبقى داعما للشركة الوطنية - طيران الشرق الأوسط، واني أتوجه بالتهنئة لرئيس مجلس الادارة السيد محمد الحوت وأعضاء مجلس الادارة، الذين نجحوا بإصلاح يعتبر فريدا من نوعه في لبنان، ولو استطاع لبنان كله ان يقوم بمثل هذا الإصلاح لكان لبنان اليوم من الدول المليئة ومن الدول التي تستقطب الأموال ومن الدول التي ليست بحاجة كي تدفع فائدة على الأموال".

وأعرب عن تمنياته لشركة الميدل-ايست وقال: "نتمنى للشركة ان تنخرط معنا في إطلاق اقتصاد المعرفة في لبنان، لاننا نعتبر انه من القطاعات الأساسية والمستقبلية في لبنان هو القطاع المالي وقطاع اقتصاد المعرفة. فنأمل من هذه الشركة ومن خلال المشاريع التي تقوم بها ان نستطيع التوصل ايضا الى خلق شركات ذات سمعة محلية ودولية في مجالات اقتصاد المعرفة".


وختم سلامة: "نحن منفتحون لإدراج أسهم الشركة في الوقت المناسب لتكون متداولة في السوق وبطريقة تدريجية".

اما رئيس الحكومة فاستهل كلمته بالقول: "صحيح أني ولدت في نفس الشهر أي في شهر أيار وولدت في نفس السنة عام 1945، ولكن فوق كل ذلك وأهم من كل ذلك ان والدي ووالد الشركة هو واحد وهو صائب سلام، وهذا ما يجمعني روحا وقلبا ومشاعرا وعواطفا مع هذه الشركة، شركة طيران الشرق الاوسط حيث نشأت وترعرعت وفي أحضانها وفي أجوائها وفي نجاحاتها، وفي سبعين عاما من العطاء والبذل والتضحية، وهي التي حلقت وحلق معها لبنان فارتفع علمنا عاليا، ونجحنا ونجحت القضية التي عمل وجهد من أجلها مؤسس هذه الشركة، وأنتم اليوم تتابعون المسيرة وتتحملونها بأمانة وبإخلاص ومحبة، لكي تبقى هذه المؤسسة اللبنانية العريقة الكبيرة مؤسسة وطنية واقليمية وعالمية نفاخر بها جميعا، ونفاخر بان في الميدل-ايست لا مكان للطائفية ولا مكان للمذهبية ولا مكان للفئوية ولا للمناطقية، بل مكان واحد هو للوحدة الوطنية والعطاء الوطني الخالص".

اضاف: "نحن اليوم نحتفل مع بعضنا البعض بهذه الأجواء وسنكمل المسيرة علما ان المسؤوليات كبيرة، وصحيح انه خلال التأسيس كان هناك مجازفة ومخاطرة ولكنه ايضا في حمل الأمانة على مدى 70 عاما لا شك انه كان هناك الكثير الكثير من المخاطر فشهدنا الهبوط والصعود، وشهدنا التراجع والتقدم، وشهدنا ساعات حالكة وشهدنا دمارا أصاب ورمادا وقع في الأرض في طائرات الشرق الاوسط ولكن ايضا شهدنا ارتفاعا وتحليقا وإرادة صلبة بالمضي في حمل هذه الأمانة الى الوطن اليوم، الى أيد أمينة وشابة، متمثلة برئيس مجلس ادارة الميدل-ايست الصديق محمد الحوت ومن يعاونه في ادارة الشركة".

وقال: "نحن مع النجاح مستمرون سويا وعندما تنجح مؤسسة وطنية كبرى مثل طيران الشرق الاوسط ينجح الوطن وعندما ينجح الوطن ينجح اللبنانيون ونجاح كل لبناني اليوم هو مرتبط الى حد بعيد بنجاح مؤسساته الوطنية، ولكن هو ايضا مرتبط بشكل مباشر بإرادة أبنائه والإرادة اليوم تتجسد في ما نصبو اليه جميعا، ليس فقط في تحليق طائرات وأعلام لبنان ترفرف عاليا ولكن ايضا في تحليقنا جميعا من خلال انتخاب رئيس للجمهورية".

وختم سلام: "مبروك للميدل-ايست كل هذه السنوات، سنوات العطاء، ومبروك لمن يرعى ايضا هذه الشركة أي حاكم مصرف لبنان الصديق العزيز رياض سلامة ومبروك لكل فرد ولكل من يعمل في هذه الشركة الوطنية عيدها ال70، سنبقى معكم والى جانبكم، نرفع رأس لبنان عاليا في كل الالم".
 

  • شارك الخبر