hit counter script
شريط الأحداث

قناة "النهار" المصريّة تروّج لعمالة الأطفال

السبت ١٥ أيار ٢٠١٥ - 10:01

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اعتادت مقدّمة برنامج «صبايا الخير» على قناة «النهار» ريهام سعيد، انتهاك كل مواثيق الشرف الإعلامي في برنامجها. فمرة تجري حوارات مع أطفال قصّر، ومرة تمارس دور القاضي في الحكم على متّهمين، ومرات تروّج للخرافات. وتضاف حلقتها عن الطفل حمدي (10 سنوات) الذي يعمل في ورشة تصليح سيّارات في أحد أحياء القاهرة الشعبيّة، إلى سجلّ سعيد في انتهاك مواثيق عمالة الأطفال الدوليّة. إذ روّجت الحلقة التي عرضت مطلع الشهر الحالي، ثمّ عرضت ثانية قبل أيّام، لعمل الطفل، باعتباره أفضل من التعليم في المدارس.

حكاية صورة

في كانون الثاني الماضي انتشرت على «السوشل ميديا» صورة للطفل حمدي جالساً أمام الورشة التي يعمل فيها، ممسكاً بكوب من الشاي ومبتسماً. ابتسامته ترجمها مستخدمو «السوشل ميديا» على أنّها تحدٍّ لكل الظروف الصعبة في مصر. انتشار الصورة دفع سعيد إلى الطلب من فريق برنامجها إنجاز تقرير عن ذلك الطفل لمعرفة حكايته، فتواصلوا مع المصور محمد الحصري صاحب الصورة، فأرشدهم إلى مقر الورشة.
بلغت مدّة التقرير ساعة، وبدأ بمقدمة للمذيعة، تتحدث فيها عن بطولة حمدي وأنه يدعو للفخر والسعادة. وقالت: «حمدي أثبت للجميع أن مصر ليس بها بطالة، كل من يقول أن البلد بها فقر وان كل حاجة بايظة فيها. انظروا لقصة رجل مصري بجدّ، رجل بأخلاقه وغني بعزة نفسه وكرامته». طوال الحلقة لم تتعامل ريهام مع حمدي ذي العشر سنوات على أنه طفل، كررت كلمة رجل أكثر من مرة، بل اعتبرت أن وجود طفل عامل هو في حد ذاته أمر إيجابي. «تمنيت ان يكون عندي طفل مثل حمدي. حين قابلته شعرت أن مصر بها حاجات حلوة، وسأبحث دائماً عن نماذج مثل حمدي لعرضها لأنها قصص إيجابية». بلغ الابتذال في التقرير مداه، حين ارتدت المذيعة ملابس ميكانكيّ متّسخة، وجلست تشرب الشاب مع حمدي.

طفل يعمل أفضل من طفل يلعب

يتبع التقرير حمدي إلى منزله، يظهره وهو يغتسل ويرتدي ملابس العمل ثمّ يتوجّه إلى الورشة. يظهر مجموعة من الأطفال يلعبون الكرة بجانب حمدي مباشرة، فتقترب الكاميرا من وجهه وهو ينظر إليهم من دون اهتمام، ويمارس عمله في تصليح السيارات. التقرير أراد أن يقتل المنطق تماماً ويظهر ان عمل الطفل أفضل من اللعب. أظهر التقرير مالك الورشة وهو يتحدث بفخر عن قراره تعليم حمدي صنعة تفيده في حياته (تنص المادة رقم 64 من قانون الطفل المصري على أنه يحظر تدريب الأطفال قبل بلوغهم الثانية عشرة من العمر). وفي مشهد آخر تظهر والدة حمدي وهي سعيدة بأن ابنها يعمل في ورشة بدلاً من أن يتعلم قائلة «جعلته يعمل حتى يشعر بالمسؤولية. أنا مبسوطة وسعيدة بابني». (تنص المادة نفسها رقم 64 من قانون الطفل المصري على أنه يُحظر تشغيل الأطفال قبل بلوغهم الرابعة عشرة).
لم تتخذ اي مؤسسة مصرية معنيّة بالطفولة أيّ إجراء، بالرغم من أنّ الحلقة خرقت اتفاقية العمل الدولية الرقم 138، والتي وضعت حداً أدنى لسن العمل هو سن إتمام التعليم الإلزامي، والذي يجب ألا يقلّ عن خمس عشرة عاماً. كما حظّرت تشغيل الأطفال دون سن الثامنة عشرة في أعمال تحمل خطراً على الصحة أو السلامة.

هرباً من المدرسة

يقول حمدي لريهام سعيد في التقرير: «تركت المدرسة لان المدرسين اعتادوا على ضربي لأني لا اقوم بعمل الواجب المدرسي». ردّ المذيعة المثيرة للجدل كان صادماً لكل المدافعين عن حقوق الطفل: «بيني وبينك المدرسة في وضعها الحالي لا طائل منها، ما تفعله الآن مفيد أكثر لك». ثمّ تسأله: «هنا أحلى ولا المدرسة أحلى»، فيردّ عليها «هنا أحلى»، فتبتسم لإجابته وتكمل حوارها.
كان واضحاً خلال الحلقة أنّ الهدف منها الترويج لصورة «جميلة» عن مصر، على اعتبار أنّ عمل حمدي دليل على أنّ لا بطالة في البلاد، ولا مشاكل على الإطلاق. لذلك لم يكن مستغرباً أن تنهي ريهام سعيد حلقتها بجملة «انت راجل ولازم كل الدنيا تفتخر بيك».

"السفير"
 

  • شارك الخبر