hit counter script

خاص - جورج عبود

في لقاء فرنجيه الخازن... ماذا بعد؟

السبت ١٥ أيار ٢٠١٥ - 06:20

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ان المتابعين لشؤون وشجون المسيحيين في لبنان منذ سنة حتى اليوم، خصوصاً في ظل شغور مركز رئاسة الجمهورية يعرفون تماماً أن الأفق المسدود الذي وصلت إليه الأمور يهدد الجمهورية بحد ذاتها وليس المسيحيين فحسب. ويُجمع المراقبون الذين يتناولون المشهد المسيحي من باب التحليل الموضوعي على أن إختزال القرار المسيحي من قبل بعض القوى السياسية تحت مبررات التمثيل والأكثرية النيابية والشعبية افقد المسيحيين موقعهم.
تتعزز هذه الاستنتاجات بعد انقضاء اكثر من عشر سنوات على إغتيال الرئيس الحريري والأحداث التي تلته في البلاد، حيث لم تستطع القطبية التحول الى صمام أمان وطني للمسيحيين ولغيرهم وللشراكة الوازنة في السلطة. ويُجمع هؤلاء المراقبون أن أحادية الزعامة المسيحية أو ثنائيتها أو قطبيتها اثبتت بعد كل هذه السنوات والأزمات المتتالية أن الوضع المسيحي العام وصل إلى أفقٍ مسدود. كما ويؤكدون ان شخصنة القرار الذي يعود أصلاً للجماعة وللتنوع داخلها وليس لأفراد مهما سمت مراتبهم ، أدى إلى شغور المركز الأول في الجمهورية اللبنانية والى احتمال شغور موقع قيادة الجيش.
إذا تحقق احتمال تكليف الضابط الأعلى رتبة لمركز قيادة الجيش سيكون المسيحيون قد خسروا المواقع تلو المواقع في المؤسسات الدستورية اللبنانية على مدى العشر سنوات المنصرمة، وفي هذا السياق تؤكد مصادر قريبة من النائب والوزير السابق فريد هيكل الخازن الذي إستضاف في دارته في جونيه مؤخراً رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجيه أن فشل إختزال المرجعيات المسيحية بثنائيات وأحاديات من هنا وهناك، يؤكد بأن هناك ضرورة لإعادة إنتاج التنوع المسيحي الذي كان منتجاً وفاعلاً طوال تاريخ الدولة اللبنانية الحديثة.
اللافت في اللقاء المذكور أنه ضم قوى سياسية وقوى من المجتمع المدني وفعاليات إقتصادية وإجتماعية وثقافية وتربوية ودينية فاعلة في المجتمع اللبناني عامةً والمجتمع المسيحي على وجه الخصوص كلها مهمشة عن القرار. وتفيد المصادر ان بكركي حاولت فك الحصار المذكور فهُمِّشٓت هي الاخرى وأُمطِرت بوابل من الرصاص الإعلامي والسياسي. الملفت في لقاء فرنجيه الخازن انه جمع كافة الأطياف السياسية والتيارات الحزبية وأدى إلى بداية العودة الى التنوع وخطوة نحو تغير في وضع الإختزال الراهن حالياً. تضيف هذه المصادر بأن اللقاء بحد ذاته له دلالة من حيث أن هناك قوى وبيوتات سياسية هي القادرة على جمع قوى متناقضة.
وختمت أن حضور الوزير فرنجية ومشاركته في هذا اللقاء يشكلان تعبيراً ليس فقط عن إستمرارية وعمق العلاقة مع الخازن، انما أيضاً تعبيرا عن ضرورة إعادة اعتماد التنوع في المجتمع اللبناني.
 

  • شارك الخبر