hit counter script

جمرٌ تحت الرماد في شبعا-عين عطا... وتعزيز دور "سرايا المقاومة"

الجمعة ١٥ أيار ٢٠١٥ - 08:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بعد التطورات السريعة على جبهة القلمون، وما يحكى عن التحضير لفتح جبهة جرود عرسال، ظهرت اشارات في غير مكان على الجهة الجنوبية من السلسلة الشرقية، وخصوصاً التلال الممتدة فوق الصويري حتى دير العشائر اللبنانية، وصولاً الى شبعا، فسُمعت للمرة الاولى اصوات الاشتباكات في قرى البقاع الغربي، مع تسجيل سقوط صاروخ في جرود الصويري، وآخر في دير العشائر.

الكلام عن الحسم في جرود عرسال استعاد سيناريو امكان ردّ "جبهة النصرة" وفصائل المعارضة السورية المتواجدة في المقلب الثاني من جبل الشيخ بحكم سيطرتها والدخول الى لبنان من ناحية شبعا - عين عطا.

وترافقت هذه التطورات العسكرية مع اجتماع لافت، وخارج سياق العلاقة بين "الحزب التقدمي الاشتراكي" وقيادة "حزب الله" في مشغرة، البقاع الغربي نهار السبت في 23 أيار حضره عن الحزب الاشتراكي الوزير وائل ابو فاعور، إضافة إلى مسؤول جهاز الامن والارتباط في حزب الله وفيق صفا، وزاد على ذلك ذكر أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله منطقتي راشيا وحاصبيا وتطمين اهلهما على أمنهم، وهي من المرات النادرة التي يتطرّق فيها الى هاتين المنطقتين، اضافة إلى اعلان قناة "المنار" بعد يوم واحد من الخطاب أن مقاتلي الحزب سيطروا على المرتفعات الواقعة في محافظة القنيطرة جنوب غرب سوريا والتي تقع في منطقة قريبة من الحدود مع لبنان واسرائيل بعد فترة هدوء على الجبهة الجنوبية السورية لم يُفد فيها عن اي معارك تدور في هذه الجهة.


الجيش يعزّز مواقعه
توالي هذه الاحداث بطريقة متسارعة أعاد إلى الاذهان موضوع شبعا وجبل الشيخ وما قيل عن تحوّلها الى عرسال 2. وفي هذا الاطار علمت "النهار" ان الجيش اللبناني عزز مواقعه في منطقة شبعا وعين عطا وكثف دورياته وأقام تحصينات جديدة لم تكن موجودة في السابق.
الى ذلك، أكدت مصادر مشاركة في الاجتماع بين " الاشتراكي" و"حزب الله" انه لم تُبحث الاوضاع الميدانية او العسكرية في الاجتماع، انما كان الحديث في العموميات، مضيفة ان "هذه الاجتماعات تعقد دورياً ضمن سياسة الحزب المعتمدة اخيراً، بالانفتاح على جميع القوى والفعاليات في المنطقة، وخلق شبكة تواصل مع الجميع تريح المنطقة".
وأوضحت المصادر ان "حضور الحاج وفيق صفا كان بالصدفة بسبب تواجده في منطقة حاصبيا"، مشيرة الى انه "تم التركيز على دور الجيش وحمايته، كونه الضمانة للسلم الأهلي، وضرورة دعمه في مواجهة التحديات".
وجدّدت المصادر رفضها للتسلح او الأمن الذاتي، كما ان الكلام في الموضوع الامني لا يكون الا مع الجيش اللبناني المخوّل وحده حماية الحدود والسكان.

سرايا المقاومة
من جهة ثانية، تؤكّد الاخبار الواردة من قرى شبعا وكفرشوبا ان "حزب الله" فعّل سرايا المقاومة في هذه القرى "السنّية" بشكل كبير، وكثّف الدورات العسكرية للمنتسبين الى هذه السرايا، وفتح باب الانتساب مما سمح بتطوّع عدد لا بأس به من الشبان، نتيجة ظروف عدة أهمها الحافز المالي في منطقة نائية، ليست أوضاع ناسها على ما يرام. وقد بدأ الظهور المسلح العلني لهذه المجموعات منذ اشهر عدة، ولم يكن أول تجليّاتها قضية تطويق مخفر الدرك في شبعا.
الى ذلك، اعتبر الخبير العسكري العميد المتقاعد وليد زيتونة ان المنطقة لا تزال "خاصرة رخوة" لدى المقاومة كما لدى الدولة اللبنانية بسبب اتصالها باسرائيل والحدود السورية التي تقع تحت سيطرة "جبهة النصرة"، مشيراً الى أن المعارضة السورية المسلحة تحاول منذ اسبوعين الالتفاف على اللواء 93 السوري عبر الدخول الى الاراضي اللبنانية، وما الاشتباكات التي دارت بين الجيش اللبناني وهذه المجموعات في منطقة الصويري في البقاع الغربي الا دليلاً واضحاً عن هذا الموضوع".
وفي رأي زيتونة، فان محاولات "النصرة" مستمرّة للوصول الى وادي جنعم عبر الاراضي اللبنانية، والدخول عن طريق المجموعات الموجودة في الزبداني عبر وادي العشائر، وبهذا تأمل "النصرة" تحقيق هدفين، الالتفاف على اللواء السوري المقاتل، وقطع طريق اساسي للمقاومة من الجنوب نحو البقاع الشمالي".
ويُذكِّر زيتونة ان المنطقة مهمة جداً في استراتيجية الدولة اللبنانية و"حزب الله"، مشيراً الى انه في حال نجاح المجموعات بالتقدم من شبعا ومن جرود الزبداني، ووصل الأجزاء بعضها ببعض، في شريط يجمع برأيه بيئة حاضنة لهذه المجموعات، يكون قد أقفل أكبر خط امداد للمقاومة من الجنوب باتجاه بعلبك".

اقفال طرق الامداد
وأبدى زيتونة اعتقاده ان هذا الموضوع لن ينجح، وأن الجيش اللبناني قبل المقاومة، لن يسمح به، وسيتصدى لأي تقدم تحاول المجموعات المسلحة القيام به، لافتاً الى ان وضع المقاومة العسكري في هذه الفترة "أفضل وأهم وأقوى مما كان منذ سنوات".
وختم زيتونة حديثه باستبعاد اي خرق على هذه الجبهة، "لأنه في حال حدث يكون القرار الدولي اتخذ بتقسيم لبنان".
وبعد فترة من الهدوء تعود الأحداث لتُدخل هذه المنطقة في قلب العاصفة، وتدفع فاتورة التصاقها باسرائيل وسوريا، وكأنه لزاماً على كل احداث المنطقة ان تمرّ بها من "فتح لاند" حتى الأزمة السورية.

اسكندر خشاشو- النهار

  • شارك الخبر