hit counter script

خاص - ملاك عقيل

بري: ما تلعبوا معي

الجمعة ١٥ أيار ٢٠١٥ - 06:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لطالما اعتبر البطريرك مار نصرالله صفير، المناصر الاول لطروحات فريق الرابع عشر من آذار، ان انتخاب رئيس الجمهورية بالنصف زائدا واحدا هو "اجتهاد" في غير محله. عام 2007، مع نهاية ولاية الرئيس اميل لحود وقف سدا منيعا بوجه هذا الطرح الاذاري حاملا على "من يريد ان يفسّر الدستور على ذوقه"، وقد دخل يومها بعكس البطريرك الحالي بشاره الراعي في عمق التفسير الدستوري لهذه الخطوة، معتبرا انها قد تستجلب "الشر المستطير".
البطريرك الراعي لم يذهب الى هذا الحدّ في توضيح موقفه من مسألة تمسّ بشكل مباشر الاستحقاق الاول لدى المسيحيين. وفق بيان بكركي التوضيحي، البطريرك لم يعط موافقته على الاقتراح المقدّم من فريق 14 آذار محيلا القضية الى رئاسة مجلس النواب.
ثمّة أمران طَبَعا هذا التطوّر في مواكبة القوى المسيحية للشغور الرئاسي الذي بلغ عامه الاول بهمّة الجميع:
الاول ان التنسيق بين قوى 14 آذار المسيحية والشخصيات المستقلة بدا أقرب الى تنسيق "الخدمة السريعة" من أجل الردّ "على الحامي" على مبادرة ميشال عون الاخيرة أكثر منه تقديم طرح إنقاذي يستأهل لفت انتباه سيّد بكركي او محور الثامن من آذار. حتى بين أعضاء الوفد من عاش مرحلة انفصام بالشخصية لدى تسويقه لطرح النصف زائدا واحدا لانتخاب رئيس الجمهورية. النائب بطرس حرب، أحد المرشحين الدائمين للرئاسة، واحد من هؤلاء.
فعام 2007، مع نهاية ولاية الرئيس اميل لحود، كان حرب من المتمسّكين بالانتخاب بالثلثين، وبعدم التعاطي مع الاستحقاق وكأنه "استعراض لملكات الجمال"!. هنا تحديدا كان حرب يعيش مشكلة نفسية. ففي مجالسه الخاصة كان نائب البترون يصف دوما نصاب الثلثين بالبدعة التي فرضها رئيس المجلس النيابي الاسبق كامل الاسعد في انتخابات عام 82 لتأمين مشاركة واسعة للمسلمين لانتخاب بشير الجميل.
إذاً، بطرس حرب في العمق يؤيّد انتخاب الرئيس بالنصف زائدا واحدا، لكنه التزاما بكلمة البطريرك نصرالله صفير آنذاك قرّر عدم الخروج من عباءة بكركي. اليوم راهن على عباءة الراعي مسوّقا لطرح "اكسبرس" قد يوصل رئيس الجمهورية بالقطار السريع الى بعبدا. لكن هذه المرّة كانت النتيجة مخيّبة. بقية زملاء النائب حرب لم يتناغموا في موقف واحد يحوّل الطرح الاذاري الى مشروع جدّي جدير بالنقاش، فخرج الراعي عليهم بشهادة انصفت المقاطعين جلسات الانتخاب بـ "مطلبهم بالرئيس القوي"، وانصفت 14 آذار باستيائها من الفراغ وبحثها عن مخرج للفراغ!
الامر الثاني هو ان رئيس مجلس النواب التي يفترض ان يتلقّف مبادرة مسحيي 14 آذار، وفق رغبة البطريرك، ليس الوجهة الملائمة إطلاقا لفريق 14 آذار.
يستذكر أحد المواكبين لأزمة نهاية ولاية لحود من دون التوافق على انتخاب البديل، "تهديد" الرئيس بري آنذاك فريق الاكثرية في حال إصرارها على السير بمشروع انتخاب الرئيس بالنصف زائدا واحدا حين قال "ليعلم الجميع سأكون الأكثر تصلّبا في تاريخ الجمهورية اللبنانية وربما سيترحمون على كل تسامحي معهم في المرحلة الماضية... سيتعرّفون حتما على نبيه بري جديد"!
وكان على الرئيس بري في خضّم المشاورات عام 2013 لانتخاب بديل عن الرئيس ميشال سليمان ان يعيد التذكير "الثلثان يعني الثلثين. حذار اللعب بالنصاب، وكفى مزاحاً بلعبة النصف زائداً واحداً". في لقاء الاربعاء النيابي، وقبل ان يطرق الوفد الاذاري باب عين التينة، قوطب بري على "المغامرين": لا اريد سماع هذه الاسطوانة مجددا!
 

  • شارك الخبر