hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

النقيب جريج: لبنان يحتاج الى قرار وطني بالانقاذ لا الى قرار ظني

الخميس ١٥ أيار ٢٠١٥ - 19:22

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عقد مجلس نقابة محامي بيروت في عيد المقاومة والتحرير، اجتماعا استثنائيا في مقر رابطة المحامين في قصر عدل النبطية برئاسة النقيب جورج جريج، في " لفتة وتحية لاهل الجنوب والنبطية بالمناسبة"، وجرى خلاله التداول بشؤون تتعلق بالنقابة.

وألقى جريج كلمة قال فيها: "هنا أرض قداسة، أرض نبوءة، أرض تحرير وعيش وسلام، مكان تشتم فيه نسيم من نسائم الحب والحرية، هذا مكان اختزن الشهادة، واعتصر التجارب، هذه إطلالة ابن الجنوب التي تملأ العين، وتلج من اللحظة الاولى عمق القلب. نحن هنا في أمنع طقوس التحرير، وأمتع مشاهد التجذير، فلكم من نقابة المحامين كل تقدير. هذا قصدي ومقصدي، وما أقوله في المتن أقوله في النبطية، وما أقوله في الجنوب، أقوله في كل لبنان. استوقفني الشعار، "تبريكا بالتحرير جنوب الصدر والوطن"، ومن هنا أبدأ، بالسيد الإمام موسى الصدر مؤسس حركة أمل، كان العقل في زمن الغريزة، ورجل الحوار العابر كل المناطق والطوائف والمذاهب في زمن الخنادق والمتاريس وأصوات المدافع النشاز. واليوم، أقولها من النبطية بعدما قلتها من بيت المحامي في بيروت، ان رجل الحوار ومهندسه ومخترعه، ينتمي إلى هذه الارض الطيبة، أرض الجنوب التي وطأها السيد المسيح، واستمرت أرض قداسة بشعبها وأهلها وعيشها، هذا الرجل عنيت به المحامي الأول دولة الرئيس نبيه بري. أحييه على كل حوار يستثمر فيه، رغم كل العوائق والمطبات التي تبلغ أحيانا حد الاستحالة. وأحيي معالي الوزير الزميل الاستاذ غازي زعيتر والسادة الاصدقاء، وأحيي كل زميل في هذه الأرض الطيبة، وأشكر الزميل والصديق الأستاذ ملحم قانصو، الذي غمرني بلطفه ومحبته، هو عنوان الشراكة الكاملة في جسم المحاماة، شراكة لا يعكرها أمر، ولا يضنيها شر، ولا يلهيها خبر".

أضاف: "لا أخفي سرا إن قلت أن حملاتي النقابية بدأتها من الجنوب، الذي له عندي مكانة خاصة، ولا أخفي فخرا إن قلت أن المحامين في الجنوب عموما، وفي النبطية تحديدا كانوا الى جانبي، كما أنا الى جانبهم. من هذه الارض الجنوبية، افتتحت جولاتي الانتخابية. ومن هنا، بدأت قبل أن أنتخب نقيبا، والى هنا أعود قبل أن أسلم الأمانة في تشرين الثاني المقبل. جئت لأقول للجنوب وللنبطية: شكرا يا أهل الأصالة والوفاء والمحبة، هذه أيضا ثلاثية ذهبية تليق بأهل النبطية والجنوب. الجنوب الأبي، الجنوب السخي، الجنوب الغني بناسه وقيمه، الجنوب الذي عانى الحرب الاسرائيلية الوقحة، فجاءت تغريدة التحرير لتنهي أسطورة دولة تخفي دولا، فإلى المقاومة وأهلها ألف سلام، ونحن في أسبوع التحرير. إن الجنوب أيها السادة لن يكون سوى الممر الالزامي للسلم في لبنان. نعم، نحن في الجنوب الصامد، صامد بكل مؤسساته وفي مقدمها القضاء، ونحن على مسافة أيام قليلة من الموعد المشؤوم في الثامن من حزيران من عام 1999، لحظة استشهاد القضاة الاربعة، وهم على قوس المحكمة رافعين لواء الحق والعدالة، قضاة عالمون، مقتدرون، مثابرون، وشجعان".

وتابع: "لست هنا لأعدد الانجازات التي حققناها معا، يدا واحدة، أنتم ونحن، سواء شبكة الامان الصحية أو شبكة الامان المالية، أو المكننة الشاملة التي تأتي بالفائدة الاولى الى محامي المناطق، أو مركز التحكيم، أو أنشطة معهد المحاماة ومعهد حقوق الانسان، أو الحضور النقابي وطنيا ودوليا. لم آت اليوم لأعدد الإنجازات والإخفاقات، أعترف بالفشل دون وجل، وبالنجاح والفلاح والصلاح دون صياح، لست شغوفا بإعلام الحي بأن دجاجتي باضت بيضتها الذهبية، هذا واجبي أقوم به، وهذا حقكم علي، فاحكموا يا محامون. ان الإنجازات على أهميتها لا تضاهي شعارا اتخذته والتزمته: نقابتنا نقابة الإنماء المتوازن، لا محامو عاصمة ومحامو أطراف، لا محامو مدن ومحامو أرياف، لا محامو بلاط ومحامو منفى، لا محامو فجور ومحامو ضمور، بل محامون في نقابة بيروت".

وأردف: "نحن هنا اليوم لنؤكد وحدة هذه العائلة، وتضامن هذه الجماعة، ورسالة هذا المكون الأساسي في مجتمعنا اللبناني. فإلى نقابتنا كل الوفاء، ونحن على مسافة أربع سنوات من مئويتها الخالدة. نعم، نحن المحامين سنبني لبنان الدولة، وبقدر ما ينمو الفساد، وتجف القيم، بقدر ما تطفو المحسوبيات وتغرق الكفاءات، بقدر ما يسوء الدهر، بقدر ما يطلب من المحامي المزيد من الشيء نفسه، الإستثمار الدائم في رأسمالنا النادر، السلوك والمناقبية، الرقي والترفع".

وقال: "نجحنا معا في مجلس النقابة في منع اثنين، المراوحة والتعثر، ونجحنا معا في تحقيق اثنين، ارتقاء في القضايا النقابية، وصون للقضية الوطنية. فلا ربط ولا ارتباط بين المحاماة والسياسة، والمحاماة لم تكن يوما ولن تكون تحت وصاية السياسة وأهلها، بل ان بيت المحامي هو صرح للقضايا الوطنية، تتكسر عند ابوابه كل الحسابات السياسية. هذه أهمية نقابة المحامين، هذه قوتها، هذا سرها، ديموقراطية صافية، ديموقراطية راقية، ديموقراطية عاصية على كل الهوى السياسي في البلاد. وكم بدأنا نشتاق الى لبنان الماضي، لبنان الواحة الديموقراطية في صحراء السياسة ورمالها المتحركة، لبنان الساعة الرقمية في انتخاب الرؤساء وفي تشكيل الحكومات".

أضاف: "هل يعود هذا الزمن؟ يجب أن يعود، ولا مفر من ذلك، فلبنان المفطور على الديموقراطية، يستحيل عليه أن يغير هندامه السياسي. ان خلع البزة الديموقراطية مستحيل في لبنان، ان الفراغ الرئاسي لن يتحول عرفا مهما طال زمن الشغور، بل أقول إن صناعة التحرير جاءت مئة في المئة لبنانية، واحتفى به كل اللبنانيين وصار يوما وطنيا، هكذا الشغور يجب أن ندفنه وطنيا وباجماع المئة في المئة، لنحتفل في نهوض النصاب والانتخاب والرئيس الجديد، رئيس لبناني للبنان".

وختم: "لبنان اليوم بحاجة الى قرار وطني بالانقاذ، لا الى قرار ظني بإنهاك البلد كل من جهته ككيان مستقل، وكدولة قادرة وفاعلة. لبنان همنا الأكبر، لبنان السيادة، لبنان العدالة، لبنان الطائر والثائر، لا لبنان الخائر والحائر، هذا اللبنان سيبنيه المحامون ولو فشل السياسيون، فلنتوحد في وجه الفتنة التي لا ترحم، فلنتحد لتحرير كل ما هو في الأسر، ولنتعظ وننقذ لبنان في هذه اللحظة الوجودية الخطيرة".

وسبقت الجلسة لقاءات عقدها جريج، الذي أعد له استقبال حافل في قصر عدل النبطية مع الوفد المرافق، فاستقبله ممثل النقابة في النبطية المحامي شوقي شريم وعضو قيادة حركة "أمل" في الجنوب ملحم قانصو وعدد من المحامين.

واستهلت الجولة بلقاء الرئيس الاول لمحاكم النبطية القاضي الدكتور برنارد شويري في مكتبه، بحضور عدد من القضاة. 

وكان اللقاء مناسبة ليرحب شويري بالنقيب جريج ويستعرضان التعاون والتكامل في عمل القضاة والمحامين، وصولا الى قضاء يعطي كل ذي حق حقه ويحفظ للمواطن حقه.

كما التقى جريج النائب العام الاستئنافي في النبطية القاضية غادة بوكروم، وعقد لقاء مع ممثل النقابة في النبطية المحامي شوقي شريم.
 

  • شارك الخبر