hit counter script

أخبار محليّة

المطران عون: إعلان لبنان وطن الرسالة يساعدنا لنشهد لإيماننا

الخميس ١٥ أيار ٢٠١٥ - 16:28

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقامت "حركة لبنان الرسالة" احتفال تخريج الدفعة الأولى من المنتسبين اليها التي حملت اسم "البابا القديس يوحنا بولس الثاني"، في دار سيدة الجبل- فتقا.

بدأ الاحتفال بقداس إلهي ترأسه راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون وساعده لفيف من الكهنة. وشدد عون في العظة على أهمية الشراكة الوطنية ومفهوم لبنان الرسالة، معتبرا أن "لبنان وطن التعايش والمغفرة ورسالة عيش مشترك تحتذى في هذا الشرق الملتهب". وأشار الى "دور الروح في انطلاقة الكنيسة واستمراريتها"، والى "موت الانسان الخاطئ مع المسيح وقيامته انسانا جديدا قادرا على المحبة، محبة أعدائه والمغفرة لهم حتى يكون شاهدا لكلمة الرب بالقول والفعل. هذا ما يتمناه لكل الذين لبوا دعوة حركة لبنان الرسالة".

اضاف: "الاعلان الذي أطلقه البابا القديس يوحنا بولس الثاني عندما قال في الارشاد الرسولي إن لبنان أكثر من وطن، إنه رسالة لكل العالم من خلال طريقة حياة المسيحيين مع بعضهم ومع المسلمين، لبناء وطن التضامن والمحبة والأخوة، فنعلن للعالم أنه يمكننا العيش معا في شرق تدمره الحروب والخلافات، وفي مواجهة عالم لم يعد يصدق أن للروح دورا في حياة الانسان. فعالم اليوم ينظر الى الآخر انطلاقا من القوة المادية، لذلك ان اعلان لبنان وطن الرسالة يساعدنا على أن نشهد لإيماننا واقتناعاتنا المسيحية، وهذا ما أرادت ان تعلنه حركة لبنان الرسالة، وتطلقه داخل الوطن".

وختم: "يجب ان نؤمن بأن الخبرة التي عشناها بدءا من العام 1975 وصولا الى العام 1990، سواء كانت الحروب الطائفية أو حروب الاخوة في ما بينهم، اظهرت لنا أننا إن لم نعد الى الرب وروحه ونضعه نصب اعيننا، حتى في عملنا السياسي ونظرتنا الى الوطن والى الآخر، فلن نتعلم شيئا من كل الخبرة والتجارب التي عشناها. لذلك عندما اعلن البابا يوحنا بولس الثاني حقيقة لبنان الرسالة كانت لديه نظرة سماوية من الروح القدس".

ثم أقيم احتفال تخريج الدفعة الاولى التي ضمت عددا من مسؤولي الحركة وكوادرها.
بدأ الاحتفال بالنشيد اللبناني ونشيد "حركة لبنان الرسالة"، وهو من كلمات الشاعر زياد عقيقي وألحان جوزف خليفة.

تلته كلمة لمنسق الاعلام في "حركة لبنان الرسالة" كلوفيس الشويفاتي، وقال: "ان حركة لبنان الرسالة ولدت بعدما سدت الآفاق امام شباب الوطن، واصبح الماضي جرحا والحاضر نزفا والغد وهما. ولدت لتعيد الاحلام التي بددتها الاوهام والآلام. لتنقذ من لم يعد يجد منقذا ومنفذا الا حقيبة وجوازا الى المجهول".

ثم تحدث نعمت افرام باسم مجلس أمناء الحركة، وشدد على "المصالحة المسيحية التي هي الاساس لبناء لبنان وبقائه رسالة للشرق والغرب". وقال: "نحن نحن ننتظر هذا النهار منذ العام 2007، فأنا لم اشهد ولادة حركة من هذا النوع، ومن المهم ان تحافظ على المسار الذي وجدت لاجله في الاساس. ومن المهم الا تصل الاسماء وتموت الفكرة، ومن المهم ان نسير على خطى المؤسس الاساسي، الملهم لكل قائد، وهو يسوع المسيح".

وتوجه افرام الى المتخرجين: "انتبهوا كي لا يحصل معكم ما كان يحصل في تاريخنا الماضي، باسم شهدائنا، باسم كل واحد منا، كل من رأى أخا أو صديقا أو رفيقا، كل من رأى أحدا يقتل أمامه. باسمهم أطلب ألا يحصل ذلك. الروح يجمع والمحبة تجمع، لهذا انطلقت لبنان الرسالة اليوم في عيد العنصرة والمحبة تجمع. في المشوار الذي سنسير به معا لانماء رسالتنا ومجتمعنا، لأن رسالتنا في الأساس تطوير كل إنسان وحياة كل انسان للحظة لقاء ربه. أتمنى ان يكون هذا النهار مباركا، وأن تكون هذه اللحظة لحظة صراحة وحقيقة واساس. يجب ان نعلم دائما اننا نحارب بالحب، نقاوم بالمعرفة، ونتجلى بالحرية، لهذا نحن ابناء لبنان الرسالة".

وكانت كلمة لافتة للدكتور مايكل لويس، الجنوب افريقي من أصل لبناني، الذي قدمه نعمت افرام على أنه من تلاميذ نيلسون مانديلا ورئيس الحزب المسيحي الديموقراطي الذي عمل على المصالحة في جنوب افريقيا بالتعاون مع الكنيسة.
وتحدث لويس بإسهاب عن أهمية المصالحة التي اعادت بناء بلاده، مشددا على أن "العمل الذي تقوم به حركة لبنان الرسالة سيعطي ثماره". وقال: "لا تستخفوا بالبدايات الصغيرة، فعمل الروح فعل فعله في جنوب افريقيا، وهو مشابه تماما لما حصل في لبنان. وقد أسسنا حركة تحمل شعاراتكم وأهدافكم نفسها".

وأعلن لويس استعداده وحزبه لأي مساعدة، "خصوصا في مجال المصالحة وتنقية الذاكرة التي تملك بلادي الخبرة والنجاح الكبيرين فيها".

ثم تسلم رئيس "حركة لبنان الرسالة" ريمون ناضر من المطران عون بطاقة الانتساب الاولى بعدما أدى مع المنتسبين العهد الذي يقول: "أتعهد امام الله أن ألتزم إلتزاما كاملا مبادىء وأهداف حركة لبنان الرسالة وقوانينها وأنظمتها، أن اعمل الحق بالمحبة وأناضل للحرية وأسعى للمعرفة لبناء الانسان والوطن الرسالة...لبنان. فاعضُدني يا الله".

بعدها سلم ناضر بطاقات الإنتساب الى المتخرجين وتحدث عارضا الاسباب التي أدت الى نشوء الحركة واهدافها، وقال: "نحن نمر في زمن خطير ومرحلة مصيرية من تاريخنا ولا يمكننا ان نبقى مكتوفي الايدي، وقد قيل لنا ما لكم بالسياسة. ولكن البابا القديس يوحنا بولس الثاني يقول لنا لا يجوز لكم قطعا التخلي عن المشاركة في السياسة، أي عن النشاط الاقتصادي والاجتماعي والتشريعي والاداري والثقافي. قيل لنا إن السياسة فساد، ولكن الكنيسة تقول إن السياسة فن شريف لخدمة الخير العام. قيل لنا إن السياسة كذب وتسلط واستغلال للناس. أما الرب يسوع فيقول لنا ليكن كبيركم خادمكم، والسلطة خدمة.

قيل لنا السياسة سرقة ونصب ووراثة. ونحن نقول لا تكنزوا كنوزا في هذا العالم حيث يسرق اللصوص ويفسد السوس والعث. والسياسة علم وكفاءة وخبرة وعصامية، وما زال هناك الكثيرون عندهم الاخلاق والقيم ومستعدون للمحبة والتضحية ولا يباعون ولا يشترون".

وحدد ناضر مسيرة الحركة وقال: "سنكمل مسيرة المصالحة للشفاء من جروح الماضي. سنبني مؤسسة حقيقية قائمة على الديمقراطية والانتخابات وتداول السلطة، وسنعمل باستراتيجية واضحة وبشفافية ووضوح لم يتعودهما شعبنا ماليا واداريا. سنعمل بجدية ومثابرة لتوسيع انتشارنا في المدن والقرى وتنشئة قادة جدد، وكل ذلك مع الكنيسة وفي ظل رعايتها ودعمها".

ثم كانت كلمة باسم المتخرجين ألقتها السيدة تانيا تابت صدقة التي قالت: "اليوم وتحت راية لبنان الرسالة، نلتزم الوطن الذي اراده الله ان يكون رسالة من نور، تجسدت في هذا الشرق، وجذبت إليها شعوبا متعطشة للحرية. نحن نلتزم في زمن ضاع فيه مفهوم المحبة والرسالة وصار الحقد ساكنا القلوب والكره لغة التعاطي. نلتزم لان الإنسحاب صفة الجبان ورفضنا ان نكون من الباكين والشاكين والندابين. لأجل لبنان الحداثة والعلم والإبداع، لبنان دولة الحق والقانون، لبنان الإنسان. لأجل لبنان الأفضل نحن نلتزم".

وشرب الجميع نخب المناسبة.
 

  • شارك الخبر