hit counter script

أخبار محليّة

العلامة فضل الله: تعبنا من الحوارات المعلبة ومسؤوليتنا حماية لبنان

الخميس ١٥ أيار ٢٠١٥ - 14:40

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

شدد العلامة السيد علي فضل الله على "أهمية أن تنطلق في البلد ورشة حوارية تقود حوارا شفافا، لأننا تعبنا في لبنان من الحوارات الشكلية المعلبة التي لا تنتج شيئا"، مبديا خشيته من أن "نكون قد دخلنا مرحلة رسم الخرائط الجديدة في المنطقة، والتي ترسم على أساس الدم والقتل"، مؤكدا "مسؤوليتنا جميعا في حماية لبنان ووقايته شر العواقب وعواصف المنطقة".

عقد في مدرسة الإمام الحسين في سحمر البقاع الغربي، لقاء حضرته شخصيات مثلت فاعليات المنطقة وأحزابها الرئيسية، إضافة إلى شخصيات أدبية وثقافية واجتماعية متنوعة، وكان من بين الحضور: النائب أمين وهبي، النائب السابق ناصر نصرالله، الأب إدوارد شحادة، وكيل الداخلية في الحزب التقدمي الاشتراكي في البقاع الغربي وراشيا رباح القاضي، المسؤول عن "حزب الله" في البقاع الغربي الشيخ محمد حمادي، الشيخ بشير حماد من مؤسسة العرفان، الشيخ علي الجناني من أزهر لبنان، وقائمقام بعلبك سابقا عمر ياسين.

وأكدت المداخلات التي تحدث فيها النائب وهبي، الشيخ الجناني، والنائب السابق نصرالله، القائمقام ياسين، والشاعر صالح الدسوقي، والشيخ حماد، "أهمية الحوار المنتج"، مشيدة ب"المؤسسة التي احتضنته، ودور العلامة السيد علي فضل الله في استكمال ما بدأه والده المرجع فضل الله في هذا المجال".

ثم كانت كلمة للعلامة السيد فضل الله، شكر في بدايتها الجميع على تلبية الدعوة، قائلا: "إننا نريد لهذه الصورة الجامعة لمختلف أطياف المجتمع اللبناني، والتي هي ميزة البقاع الغربي وراشيا في الانفتاح والتواصل بين أبنائه ومختلف طوائفه ومذاهبه ومواقعه السياسية، أن تعمم على سائر المناطق اللبنانية.
حرصنا على أن يكون هذا اللقاء لقاء شفافا وصريحا ومن القلب، نتناول فيه مختلف القضايا الأساسية وندرسها في العمق، لأننا في لبنان تعبنا من الحوارات الشكلية المعلبة التي لا تنتج، إنما تهدف إلى تبريد الأجواء لفترة معينة. ومن هنا، مسؤوليتنا جميعا كبيرة في الحفاظ على هذا البلد الذي بني على التنوع وعلى تعاليم الرسالات السماوية، التي تدعو إلى الحوار والمحبة والسلام، وخصوصا في هذه المرحلة الصعبة والمعقدة من تاريخنا، التي تعتبر من أصعب المراحل على مستوى المنطقة".

وأضاف: "نخشى أن نكون قد دخلنا مرحلة رسم خرائط جديدة للمنطقة. وللأسف، فإن هذه الخرائط والتقسيمات تقوم وترسم على أساس الدم والقتل والأحقاد والعصبيات، وهي مقدمة لجولات أخرى من الفتن والقتال".

ولفت الى ان "المطلوب من الجميع أن يعيشوا الهواجس والخوف على مصير البلد، وماذا سيحصل له، وما هي تداعيات ما يحصل في محيطنا على داخله"، معتبرا أنه "لا يوجد قرار دولي وإقليمي بتحييد لبنان، بقدر ما هناك انشغال لدول القرار بمواقع أخرى، وبالتالي، فإن ما يعيشه لبنان من استقرار، هو استقرار نسبي مع بقاء فتيل الأزمات، حتى يأتي اليوم الذي قد يتقرر فيه إشعال البلد".

وتابع: "من هنا، مسؤوليتنا جميعا أن نعمل على حماية لبنان وأن نقيه شر العواقب والهزات والعواصف عبر تثبيت الاستقرار الداخلي، وبناء الدولة القوية، والتعامل بحكمة مع الملفات التي هي موضع اختلاف بين اللبنانيين، وإبقاء الحوار بين الأطراف السياسية المختلفة، والعمل على توسعة أطر هذه الحوارات لتشمل أفرقاء آخرين".

وحذر من "الخطاب المتشنج الذي يهدف إلى شد عصب الجمهور هنا وهناك"، مؤكدا على "الجميع ضرورة التصرف بوعي وحكمة، ووعي أخطار كل كلمة يطلقونها، ولا سيما في ظل وجود وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، التي قد تستخدم الكثير من الكلمات لإثارة أجواء الفتنة".

ولفت إلى "خطورة استخدام سلاح المذهبية والطائفية في هذه المرحلة"، قائلا: "قلنا سابقا ونكررها، إن المشكلة ليست دينية ولا مذهبية، بل هي مشكلة سياسية تستخدم فيها مفردات المذهبية والطائفية وأدواتهما".

وختم مؤكدا أن "هذا التنوع وهذه الصورة الجامعة لكل الطيف اللبناني، يفرضان علينا مسؤوليات كبيرة في أن نحافظ على هذا التواصل والانفتاح، وأن نكون إطفائيين وحاضرين في الساحات من أجل التخفيف من أي احتقان أو توتر في ظل ما يتهدد لبنان في حدوده الجنوبية والشرقية".

وفي نهاية اللقاء، اتفق على "لقاءات عملية تكون مقدمة للقاءات أوسع على مستوى المنطقة والوطن".

  • شارك الخبر