أكد عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب ناجي غاريوس في حديث خاص لموقع "ليبانون فايلز" أن "العماد عون والتكتل يتصرفان بمواطنية عالية، والجولة التي قام بها النواب على باقي الكتل النيابية كانت تهدف إلى نقل أسباب إقتراح الحلول الأربعة للخروج من الفراغ الرئاسي".
وذكّر غاريوس بـ "مفهوم الدولة" قائلاً "الدولة مكونة من الشعب، وهذا الشعب أي المواطن هو مصدر السلطة يقوم بإنتخاب ممثلين عنه أي النواب الذين يعطيهم "براءة ذمة" لمدة أربع سنوات محددة في الدستور اللبناني، وعند إنتهاء المدة يعود القرار إلى "الشعب" من جديد الذي يتوجه الى صناديق الإقتراع وينتخب ممثلين جدد، وعلى هذا المبدأ إرتكزت المبادرة واللقاءات".
ومن جهة ثانية، أشار غاريوس إلى "مناقشات عديدة بين الكتل أهمها وظيفة مجلس النواب ووظيفة مجلس الوزراء"، قائلاً "إما أن تكون الحكومة قادرة أو لا تكون، وعليها أن تتخذ القرارات لحماية لبنان ودستوره وإحترام قوانينه".
وأضاف: "من المتعارف عليه أن كل موظف سيصل يوماً إلى "نهاية خدمته" وهذا السن محدد بالقوانين وعند إنتهاء المدة القانونية يجب على الموظف التنحي من منصبه ليحل مكانه شخص جديد مؤهل ومدرب لإستلام المركز، في إشارة منه إلى ملف التعيينات الأمنية، وأكمل هذه النقاط واضحة في نص قانون "الدفاع" في حال عدم التوصل إلى إتفاق بين أعضاء الحكومة على إسم جديد لمركز معين تلقائياً يكون الخلف له بحسب التراتبية العسكرية إلى حين تعيين المسؤول الجديد".
وأشار غاريوس إلى أن "أعضاء التكتل حملوا كلّ هذه المعطيات وجالوا بها على الكتل التي إختلفت طريقة تقبل الطرح من رافض حتى للإستماع إلى من ناقشنا ببنود المبادرة بكل دقة ومهنية".
وعن لقاء كتلة المستقبل برأسة الرئيس فؤاد السنيورة لفت غاريوس إلى "الإستقبال الملفت الذي تمّ، على الرغم من الإختلاف بين الفريقين في مقاربة بعض الأمور أهمها الملف الأمني، وأكدنا على موقفنا من التعيينات المختلف عن نظرة الرئيس السنيورة الذي إعتبر أن هذه التعيينات سياسية خاصةً في موضوع "قيادة الجيش". وبالتالي "نحن نرفض هذه المقولة التي تقلّل من قيمة قيادة الجيش وتجردّها من أهميتها وتضع قائد الجيش في خانة الألعوبة الصغيرة بيد وزير أو جهة سياسية معينة وهذا الأمر مرفوض رفضاً قاطعاً".
وفي ملف رئاسة الجمهورية استغرب غاريوس "عدم تقبل البعض واقع أن العماد عون هو رئيس لأكبر كتلة نواب مسيحية، وبالتالي رفض ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية"؟ متسائلاً "هل العماد عون لا يتمتع بالمواطنية الكافية؟".
وعند طرح موضوع الرئاسة مع كتلة المستقبل عاد وناقش الرئيس السنيورة "كتاب الإبراء المستحيل" وأكد نواب التكتل أن "مجلس شورى الدولة هو المسؤول عن هذا الكتاب ومحتواه والمدعي العام المالي وحده المخوّل التصرف في هذا الملف والتيار الوطني الحر ليس بصدد رفع أي شكوى ضد أي جهة والمرحلة الحالية تقتضي تخطي هذه الخلافات لنصل إلى إعادة بناء الدولة ومؤسساتها"، وأتابع: "النواب في المجلس النيابي بمثابة "إخوة" يتولون إدارة شؤون الدولة ومن غير المقبول التعاطي الأمور بشكل شخصي"، والسؤال هنا: "لما هذا الهجوم على العماد عون وإعتباره وحزب الله من خط غير لبناني بسبب "ورقة التفاهم" ولما يتناسون "الإتفاق الرباعي" في إنتخابات الـ2005"، ويتناسون الحوار اليوم بين "تيار المستقبل" وحزب الله.
أما عن ملف عرسال شدد غاريوس على "أن عرسال وجرودها محتلة من قبل التكفيريين، والدفاع عنها واجب ونرفض أن تكون تلك المنطقة بيئة حاضنة للإرهاب".
وعن لقاء بكركي إعتبر غاريوس أن "الردّ كان واضحاً من البطريرك الراعي ومن رئيس مجلس النواب نبيه بري حول طرح إنتخاب الرئيس "بالنصف +1"، فأصبحت الأمور أكثر وضوحاً حول "الطروحات الوطنية" التي يقوم بها العماد عون، من قانون الإنتخابات القائم على النسبية فيكون التمثيل الصحيح إلى الطروحات حول ملف الرئاسة، التي من الطبيعي أن تزعج البعض لأن قانون النسبية سينتزع من البعض قدرته على السيطرة المطلقة على الساحة السياسية اللبنانية، ومؤسسات الدولة".
ورداً على سؤال عن تحميل رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال سليمان التيار الوطني الحر وحزب الله مسؤولية الفراغ الرئاسي أجاب غاريوس: "خلال فترة السنوات الست من حكم الرئيس سليمان كنا في فراغ رئاسي".
وعن حوار "التيار" و"القوات" شدد غاريوس على "أن هدف الحوار ليس فقط "رئاسة الجمهورية" فنحن في صدد حوار شامل ومتكامل يطال التشريع والأمور الحياتية التي تهم اللبنانيين وتأمين الوجود المسيحي الفاعل والمشاركة الحقيقية في الحكم"، وأضاف ما من "إشكال كبير مع القوات اللبنانية إنما خلافات سياسية يمكن تخطيها، وإعلان النوايا بات قريباً وأريد طمأنة المشككين بفعالية الحوار، أنه أكثر من جدي وعلى السكة الصحيحة ولقاء عون جعجع سيحدد في الوقت المناسب".