hit counter script

أهالي عرسال يطالبون الدولة بالحماية وسط ترقّب عودة المسلحين

الأربعاء ١٥ أيار ٢٠١٥ - 07:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الطريق الى عرسال قبل الوصول الى حاجز الجيش اللبناني تبدو شبه طبيعية، على رغم التراجع في حركة العبور من البلدة واليها. نصل الى حاجز مخابرات الجيش على مشارف البلدة،تدقيق في الاوراق الثبوتية ومنع الصحافيين من دخول عرسال، وتسجيل اسماء الوافدين من خارج المنطقة وتبرير سبب الزيارة، وبالتأكيد على من دون اسمه ان يراجع الجيش لدى المغادرة في اتجاه اللبوة التي تشكل الطريق اليها المنفذ الوحيد لعرسال.

البلدة التي اضحت محور الخلاف السياسي والتراشق الاعلامي يمارس اهلها حياتهم الطبيعية، ما خلا حذر المزارعين من تفقد بساتين الكرز والمشمش القريبة من الجرود حيث تستمر المواجهات بين الجيش السوري و"حزب الله" من جهة وفصائل المعارضة السورية والمسلحين من جهة اخرى، خصوصاً بعد سيطرة الحزب على التلال الاستراتيجية المطلة على جرود البلدة واهمها "طلعة موسى" وتلال اخرى في الجرود.
اما في ساحة عرسال فالحركة كثيفة، طلاب عائدون من مدارسهم واصحاب المحال والمؤسسات يواصلون عملهم، لكن اللافت هو إرتفاع اعداد النازحين والمقيمين السوريين في البلدة، حتى يكاد زائر البلدة يشعر بانه في مدينة سورية.
بعض اهالي عرسال تحدث الى "النهار" عن الاوضاع في البلدة، ويعتقد محمد الحجيري ان " استمرار المواجهات في الجرود سينعكس سلباً على عرسال خصوصاً انه لم يعد للثوار منفذ آخر، وهم مجبرون على العودة الى عرسال، مما يعني ان مواجهة حتمية ستشهدها البلدة الحدودية مع سوريا في مرحلة شديدة التعقيد".
اما "ابو خالد" فيدعو الدولة الى دخول عرسال وان "تقوم بواجباتها لحماية اكثر من 100 الف شخص من اهالي البلدة والنازحين السوريين فيها". بدوره يطلب حسين البريدي من الدولة الحماية، ويقول: "عرسال تركتها الدولة لعقود طويلة واليوم تتحمل اعباء كثيرة، وليس امامنا سوى طلب الحماية من الدولة، لان تجربة آب الفائت لا تزال ماثلة".
من الساحة نتوجه الى مسجد الشيخ مصطفى الحجيري، احد ابرز فاعليات عرسال، والحجيري يقيم في المبنى الذي يضم مسجداً ومستوصفاً .
قبل مقابلة "ابو طاقية" يستوقفنا حسام الزين احد الاطباء العاملين في المستوصف، والاخير يشكو قلة المساعدات الطبية وعدم اكتراث وزارة الصحة في تأمين مستلزمات ضرورية لتقديم العلاج لعشرات المرضى الذين يقصدون المستوصف ويطلق عبر "النهار" صرخة، مفادها " لا تتركوا المرضى من دون علاج، وليس لدينا تجهيزات كافية ولا أدوية".


الحجيري
بعد الاستماع الى شكوى انسانية، يشرح لنا الحجيري واقع البلدة داعياً الحكومة الى الاهتمام بعرسال في هذه الظروف الدقيقة ويقول: "منذ فترة طويلة نطالب الدولة بان تدخل عرسال وتقوم بواجباتها، ولا استجابة حتى اليوم، عدا انه وفي حال لم يبق للمسلحين منفذ آخر غير عرسال فلا نستطيع منعهم من ذلك، وليس في استطاعتنا ان نفعل شيئاً"، اما القضية الشائكة المتعلقة بالعسكريين المخطوفين في الجرود وكان عدد منهم وخصوصاً من قوى الامن الداخلي في منزله، فيلفت الى ما بذله من جهود لاطلاق اكثر من عشرة عسكريين ويتابع: "انا تعرضت لاطلاق نار اكثر من مرة وآخرها قبل ايام عندما اطلق مجهولون النار على منزلي، وساعدت عدداً من الاهالي لزيارة ابنائهم المخطوفين لدى جبهة النصرة، واليوم ليس لدي معلومات عن مسار المفاوضات التي تجري خارج لبنان".
وينفي الحجيري المعلومات عن قرب اطلاق 16 عسكرياً لدى "النصرة"، وكذلك ينفي بشكل قاطع وجود العسكريين في عرسال، ويختم: "اذا دخل هؤلاء البلدة فإن الامر لا ينجز دون موافقة الجيش اللبناني الذي يسيطر على المعابر بين البلدة وجرودها"، ويؤكد الشيخ ان الاتصالات مع "داعش" متوقفة منذ فترة ولا معلومات لديه عن مصير العسكريين التسعة لدى التنظيم".
نترك "ابو طاقية" ونتوجه برفقة احد شبان البلدة الى مسؤول في "داعش" يكشف لنا ان لا صحة للمعلومات عن نقل العسكريين المخطوفين الى محافظة الرقة السورية، ويوضح: "ليست صحيحة المعلومات التي نشرت عن نقلهم، ولا معلومات لدي عن مصير العسكريين حالياً لأن الامور معقدة"، وما لم يفصح عنه ابلغه الى اهالي العسكريين وبحسب معلومات لـ"النهار" ان العسكريين لدى "داعش" في الجرود بإستثناء احدهم الذي توجه طوعاً الى الرقة، الا ان مصادر اخرى لمحت الى نقل العسكريين من الجرود، الامر الذي لم يؤكده اي مصدر لبناني.
... انها عرسال التي تتنظر سقوط نظام الرئيس بشار الاسد وعينها على الطريق من اللبوة والتي تشكل المنفذ الوحيد لاهاليها.

 عباس الصباغ- النهار
 

  • شارك الخبر