hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

هيل شارك الحكمة هاي سكول بتخريج طلابها: ليس صحيحا أن من يريد النجاح يجب أن يهاجر

الثلاثاء ١٥ أيار ٢٠١٥ - 14:43

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

حل سفير الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دايفيد هيل ضيفا على احتفال التخرج لطلاب مدرسة الحكمة هاي سكول فرع "مريم أم الحكمة" في عين سعاده الذي دعا إليه رئيس المدرسة الخوري كبريال تابت ورعاه رئيس أساقفة بيروت ولي الحكمة المطران بولس مطر، وشارك فيه إلى أفراد الهيئتين التعليمية والإدارية، رئيس المنظمة الدولية للأنتربول نائب رئيس الحكومة السابق الياس المر الذي كانت إبنته ماريا من بين المتخرجين، ونائب رئيس مجلس النواب السابق ميشال معلولي، والنائب إبراهيم كنعان والوزير السابق دميانوس قطار والنائب الأسقفي للشؤون التربوية في أبرشية بيروت المونسنيور سوفور الخوري ورؤساء مدارس الحكمة.
بعد النشيدين الوطني اللبناني والأميركي، وكلمات لبترا رحال وربيكا إيغو وربيكا صعب ومارتين صايغ وإدوين عريضة وإميليو منصف وفانيسا عليا وفيليب بردويل واميل دكاش وماري جوزيه شعيا وجوزف الأشقر باسم الطالبات والطلاب المتخرجين ولوحات فنية من توقيع تلامذة المدرسة وتسليم علم المدرسة لخريجي العام المقبل، ألقى رئيس المدرسة كلمة هنأ فيها الطلاب على "روح الإنتماء إلى الحكمة وعلى كل جهد بذلوه من أجل أن يستحقوا النجاح"، شاكرا السفير الأميركي "لمشاركة الحكمة فرحة تخرج أبنائها إلى الجامعات والحياة".
وقال تابت: "ليس مفاجئا ان نرى السفير الأميركي في لبنان بين الحضور الكريم. إننا في الحكمة نتطلع الى النمو، والنمو يتطلب الإنفتاح على العلم والمرونة. ولطالما كنا مشدودين إلى القيم الإميركية المتمثلة بالديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية والفرص المتاحة والمساواة وذلك ليس فقط في برنامجنا التربوي الأميركي، بل في البرنامجين الدولي واللبناني. هذه القيم قد منحتنا المصداقية من قبل المجتمع الدولي. وهكذا اصبحت الحكمة هاي سكول المدرسة الاولى في لبنان التي تستضيف ورش العمل لمدارس أجنبية، تعتمد برنامج البكالوريا الدولية بفئته الثالثة في 4 و5 حزيران".
أضاف: "نحن نؤمن بهذه القيم التي تعتمدها الولايات المتحدة من أجل الإنسان. وقد تبنيناها وأضفنا اليها الصفات اللبنانية التي تتمثل بالوطنية والتنوع والوحدة والتي زرعها سيادة المطران بولس مطر في مدارس الحكمة وخصوصا في الحكمة هاي سكول".
وتحدث عن اهتمام الحكمة بالبيئة. وقال: "الأخضر يمثل كل ما يتعلق بالطبيعة وهو أيضا يرمز الى الصحة والنمو والحرية والإنطلاقات الجديدة والتطور. وهكذا فإن كنا نصبو لأن تكبروا وتنمو بالأخضر، فهدفنا هو لأن تصبحوا مؤمنين بحريتكم ونموكم ولكي تروا في كل صعوبة تحد لتبدأوا من جديد. ولا تجعلوا ثقتكم بنفسكم تفقدكم قيمكم".
ثم ألقى هيل كلمة توجه فيها إلى الطلاب المتخرجين داعيا إياهم "ليحسنوا اختيار الإختصاص الذي يحبونه لينجحوا به وينطلقوا معه نحو المستقبل".
وقال: "عندما كنت مثلكم على مقاعد الدراسة كنت محظوظا فعرفت بماذا اريد ان أتخصص عندما أكبر. وكنت أعرف أنني أريد ان اكون في السلك الدبلوماسي لأمثل الولايات المتحدة في الخارج. وعندما التحقت بجامعة جورج تاون كان أحد أساتذتي سفيرا سابقا في لبنان وكان قد بدأ حياته الدبلوماسية عام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية في وزارة الخارجية. وكان لديه تأثير كبير علي لناحية رغبتي في خدمة بلادي.أسمع الناس في لبنان يقولون أحيانا، يجب أن تهاجر من لبنان لكي تصبح ناجحا. فهذا ليس صحيحا، منذ الفينيقيين وحتى اليوم، ما زال رواد الأعمال في لبنان من الناجحين وأصحاب الأفكار الريادية وكذلك هم الأساتذة والفنانون والناشطون... نحن نعرف اسماء لبنانية من خلال نجاحاتها وتضحياتها، كغسان تويني ونادين لبكي واسما جديدا يضاف إليها هو زياد سنكري الذي كرمه الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض".
أضاف: "لسنوات عدة ذكرني لبنان بالشعار الأميركي، "من العديد، واحد". وهذا يتمثل بتعدد الثقافات والطوائف ووجهات النظر وهذه كلها تنتج لبنانا واحدا. لبنان سيستمر بنموه وتقدمه. لبنان المرن الذي ينتصر على الشدائد والذي لا ييأس. لبنان هو دائما، في مواجهة ناجحة مع كل الصعوبات والتحديات. الشعار الأميركي نفسه يذكرني بأن في لبنان فئة تؤمن بوطنها ولا تعتمد على الغريب لرسم مصيره، انما تعرف ان المصير هو بين يديها. لذا فإني أتقوى بالصداقة اللبنانية الأميركية الحالية. فالقيم التي نتقاسمها والعلاقات التاريخية بين بلدينا وشعبينا وتفاؤل شبابنا، يعطوننا الثقة التي لديكم، بتغيير وتثبيت بلدكم المتنوع والمنفتح نحو الأعمال والمنغلق بوجه كل فكر متطرف للأفضل والاقوى. فنحن نتشابه بأشياء عدة. وأنا أفتخر بالقيم الأميركية واللبنانية التي نعمل معا لتعزيزها. وهناك عدة أشكال مهمة لصداقتنا وأظن أن الشكل الأقوى فيها هو ما يجمع بلدينا معا منذ زمن والذي يكمن في التربية. فإن المربين الأميركيين قد وجدوا في لبنان منذ حوالي 200 سنة. وقد أنشئت مدارس أميركية كبيرة تستمر بالإزدهار وهي تنشر في لبنان أفضل ما في ثقافتينا وتجاربنا معا".
وتابع هيل: "الحكومات تأتي وتذهب والسياسات تظهر وتختفي، انما ما نتشاركه في التربية لا يهتز أبدا. وقد تحدث الرئيس باراك أوباما عن وجوب فكرة العمل معا كجماعة موحدة لمعالجة التهديدات العالمية قبل فوات الآوان. إذا فأنتم أيها المتخرجون من الحكمة، جزء من هذا الحل".
وختم قائلا: "لا تدعوا ما يعيشه الشرق الأوسط ولبنان من إحباط أن يؤثر على مستقبلكم، فواجهوه بالعزم والصلابة لتصلوا إلى تغييرات إيجابية تساعد لبنان، ولو مع بعض التضحيات، إلى تعزيز أحلامكم فتصبح واقعية".
وقبيل تسليمه والسفير الأميركي والخوري كبريال تابت والخوري كريم حداد وليدي معلوف الشهادات إلى المتخرجين، ألقى المطران مطر كلمة هنأ فيها إدارة المدرسة على جهودها "لتقديم ما هو أفضل للتلامذة والطلاب"، متمنيا لهم التوفيق في مستقبلهم.
وقال: "الحكمة هاي سكول هذا الذي تشرفون بزيارتكم هو جزء من مجموعة تربوية تنتمي إلى مطرانية بيروت المارونية التي بنت صرحها التربوي الأول منذ 140 سنة وكان لبنان حينها تحت نير السلطنة العثمانية. ولكننا كنا نتهيأ منذ ذاك الحين، بفضل الثقافة، لهذه المرحلة التاريخية التي أوصلت البلاد العربية إلى الإستقلال، وكذلك إلى استقلال لبنان الذي بقي تحت تأثير أحداث متعددة، أدت إلى الهجرة الأولى للبنانيين إلى الغرب والولايات المتحدة كانت في طليعة هذا الدول. وبعد قرن ونصف القرن على هذا التاريخ وأحداثه، أسسنا الحكمة هاي سكول لتكون منفتحة على البرامج التربوية الأميركية وكذلك على البكالوريا الدولية وذلك بهدف إعداد الطلاب للعمل في لبنان كما في أي مكان في العالم بحسب ظروف حياتهم ليستطيعوا الإندماج في كل المجتمعات. ونتطلع في كل ذلك تحديدا،نحو الولايات المتحدة العظيمة التي لنا معها قيم مشتركة".
وختم مطر: "سلمتم اليوم طلاب الحكمة شهاداتهم، وأنا متأكد أنهم سيجدون في ذلك بادرة صداقة ووحدة مصير بين وطنكم العظيم ووطنهم، ومعكم نعبر لهم عن محبتنا ونتمنى لهم الفرصة للمساعدة على بناء عالم أكثر عدالة وسلام ومجتمعات منفتحة كتلك التي يتميزان بها الولايات المتحدة ولبنان من أجل إنتصار الحرية وحقوق الإنسان، فيكون نجاحهم على الصعيد الشخصي والوطني والعالمي على حد سواء. و بهذه الرؤية تستحق الحياة أن تعاش".
وفي ختام الإحتفال تسلم السفير هيل من المطران مطر والخوري تابت درع المدرسة.
 

  • شارك الخبر