hit counter script
شريط الأحداث

باقلامهم - حنان لحود

أنقذوا الأسرة لإنقاذ الوطن

الإثنين ١٥ أيار ٢٠١٥ - 06:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كثيرة هي المفاهيم التي باتت تدخل ضمن نطاق "الحرية الفردية" في مجتمعنا وبات كل من يعترض على الترويج لأي من هذه المفاهيم يصنف بأنه إنسان بدائي، قمعي، جاهل، لا يتقبل الآخرين ولا يحترم حريتهم....
الترويج لبعض المفاهيم في وسائل الإعلام أمر لا بد من التوقف عنده، خصوصا في ظل الظروف والتحولات الحالية، وفي ظل تحول هذه الوسائل الى السلطة الأولى في الدول كافة، لما لها من تأثير على جميع فئات المجتمع وبشكل خاص على الشباب والمراهقين.
يصادف السابع عشر من شهر أيار من كل عام "اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية" ما دفع القنوات التلفزيونية الى التركيز على هذا الموضوع وقد عمدت بعض البرامج الى الدفاع المستميت عنه.
لكن، وللمفارقة، قبل يومين فقط من "اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية"، أي في الخامس عشر من شهر أيار، كان "اليوم العالمي للأسرة"، لكن هذه القنوات لم تحرك ساكناً حيال هذا الموضوع ولم يتناول أي برنامج التحديات التي تواجه "الأسرة" في لبنان، وما أكثر هذه التحديات. بل على العكس، تلجأ هذه القنوات الى بث مسلسلات وبرامج تركز على إظهار الخيانة الزوجية، الطلاق والتفكك الأسري كما وكأنها صورة المجتمع اللبناني.
مما لا شك فيه أن هذه الظواهر تكتسح مجتمعنا للأسف، وأسبابها عديدة، لكن هذه الظواهر وبالرغم من تصاعد وتيرتها، ليست سمة المجتمع اللبناني ليتم التركيز عليها بهذه الطريقة في جميع المسلسلات التي يتم عرضها، وبشكل خاص المسلسلات والبرامج المحلية. الخيانة ليست سمة مجتمعنا، بالرغم من تنامي هذه الظاهرة، إلا أنها لا تنطبق على الجميع، وأمام كل منا أمثلة كثيرة عن أشخاص أوفياء في مجتمعه الصغير.
التفكك الأسري يؤدي الى الإنحلال الأخلاقي ويؤثر كثيراً على الأفراد، خصوصا وأنه يشكل السبب الأول لدفع أكثر من 90% من المدمنين على تعاطي المخدرات، وعواقبه كبيرة جداً على الفرد الذي يشكل نواة المجتمع، الذي يشكل بدوره نواة الوطن.
لوسائل الإعلام، وبشكل الخاص المرئية منها، دور كبير في بناء المجتمع أو هدمه وفي التأثير على أفكار المشاهدين وفي توجيهها، فبدل التركيز على الظواهر السيئة التي تجتاح مجتمعنا وتضخيمها وتسويقها ليعتاد المشاهد على رؤيتها وسلوكها، يجب التركيز على "القيم" وما أبعد هذه الكلمة عما نشاهده اليوم.
في ظل زحمة المفاهيم التي نشهدها حالياً، ربما بات على منظمة الأمم المتحدة إطلاق مفهوم جديد والترويج له وهو "محاربة الإتجار بالمجتمع".
لا تنجرفوا بالشعارات الرنانة، أنقذوا الأسرة، أنقذوا المجتمع، أنقذوا الوطن، وأوقفوا الإتجار!
 

  • شارك الخبر