hit counter script

الحدث - جورج غرّه

في ذكرى العام... نتقبل التعازي برئاسة جمهوريتنا

الإثنين ١٥ أيار ٢٠١٥ - 06:15

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عام مضى وقصر بعبدا من دون رئيس ماروني، الغبار أكل كرسي الرئاسة، والسوس نخر خشبها، والسبب الدائم المعلن انتظار المتغيرات الاقليمية، التي لا تزال في مربعها الأول، ولم تتقدم ولو خطوة واحدة إلى الامام.
الجميع يقف متفرجا على قصر يحلمون الوصول الى كرسيه الفاقد للصلاحيات، الاطراف السياسية تطالب يوميا بانتخاب رئيس للجمهورية، ولكن الإرادة مفقودة، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي فقد صوته من كثرة صراخه عسى قادة طائفته السياسيين يعون الخطر المحدق بالرئاسة، ولكن رغبتهم جميعا بالوصول الى الكرسي تمنع أي اتفاق في المدى المنظور.
ملفنا الرئاسي مرتبط بالحرب السورية وبالاتفاق النووي الايراني، وبالحرب اليمنية، وبحرب العراق، وربما الأحداث في أوكرانيا وبوروندي ايضا وأزمة الكوريتين. والعجز لدى القادة الموارنة مستمر ولا حبوب موجودة تشفيه لكي يتحرك، جميعهم لا يزال على مواقفه، رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون يرى أن الرئاسة من حق الماروني الأكثر شعبية، أما رئيس حزب القوات اللبنانية يقف بوجهه لمنع وصوله، في وقت يقف رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل متفرجا لكي ينقض على الرئاسة في أول فرصة سانحة، بينما رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية ينظر الى ما بعد هذه الدورة.
حلفاء القادة الموارنة يقفون الى جانبهم، يتفرجون عليهم يتقاتلون ويتعاركون، يدعمونهم تارة ويتركونهم طورا، لان لكل ارتباطاته الخارجية، وكل طرف يربط الرئاسة بملف خارجي شائك لا حل له.
رحم الله رئاسة جمهوريتنا، نتقبل التعازي في قصر بعبدا كل يوم وفي كل الاوقات، عله يأتي رجل ما إذا وجد يقض مضاجع القادة السياسيين ويدفعهم للنزول الى مجلس النواب لإنتخاب رئيس بمعزل عن المشاكل والمخاطر المحدقة بنا، ويمسح بمنديله الغبار عن الكرسي الرئاسي الذي يتطلع الجميع اليه من منظاره.
وفي هذا الوقت يعمل القادة الموارنة على البحث عن جنس الملائكة من دون التنبه إلى ان الوضع المسيحي يسير على طريق خطر ووعر على الصعد كافة، وهم يتفرجون ولا يفكرون بوسيلة تجمع فيما بينهم علهم ينقذون ما تبقى.
 

  • شارك الخبر