hit counter script

مقالات مختارة - نبيه البرجي

حرب الملوك

الأحد ١٥ أيار ٢٠١٥ - 07:05

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

هي حرب الملوك. من يحطم تاج من.. من يحطم رأس من!!

شلدون ادلسون، الميلياردير اليهودي الذي يتماهى عاطفياً، واستراتيجياً، مع بنيامين نتنياهو، يقول «دعوا ذئاب الشرق الاوسط تأكل بعضها البعض»، لماذا لم يقل «دعوا آلهة الشرق الاوسط تأكل بعضها البعض؟»

اذاً، هي حرب الآلهة ام حرب الملوك؟ مفكر عربي كبير، ومشع، سألني «في ضوء كل تلك الفتاوى، والشطط الفقهي، وفي ضوء كل تلك الحروب، هل ما زلت تعتقد انه لا يزال هناك إله واحد للمسلمين؟» نكتفي بالسؤال..

ثمة من قال لنا انه عام التسويات، معتبراً أن هذا الذي نراه امامنا، وحيث العمليات العسكرية تأخذ ذلك الايقاع الهيستيري، ليس اكثر من محاولة لتكديس الاوراق على الطاولة. هذه، قطعاً، ليست مؤشرات صفقة، الجميع لا يعلمون الى أين يذهبون. حالياً، نحن في وسط.. جهنم.
الجميع يتكئون على الله ويطلبون العون من الشيطان!

منذ حوالى عامين، قال لي احد الوزراء «قرأت مقالتك وانا في الطائرة، واستغربت لماذا انت متشائم الى هذا الحد، كما لو اننا نقترب من خراب الدنيا». قبل يومين اتصل بي ليقول لي «انه حقاً.. خراب الدنيا».

زميل سعودي قال لي «لا تتصور ان الملك سلمان بن عبد العزيز يمكن ان يتراجع، وانت الذي تعلم ماذا يعني قيام سلطة مناهضة للمملكة في اليمن».

اضاف «نعلم اننا في عنق الزجاجة، ولكن الا تعتقد ان الايرانيين في قعر الزجاجة؟ ماذا يمكن ان يقدموا للحوثيين سوى الكلام وسوى الفستق الحلبي الا اذا كنت تطن انهم ملأوا الصناديق التي على الباخرة بالكافيار»؟

«لم تعد السعودية تثق بأميركا. قد نكون قد اكتشفنا ذلك بعد فوات الاوان، ولا ريب ان الذين طالما مدننا لهم يد العون وفي ظروف حالكة، خذلونا، هذه مشكلة، لكن القرار هو استعادة اليمن، حتى ولو استغرقت الحرب عشر سنوات او عشرين سنة».

يقول هذا الزميل السعودي ليتابع: «لا حدود مشتركة بين السعودية وايران والا لكانت تصفية الحسابات أخذت منحى آخر. هناك اكثر من مسرح للصراع. لاحظ كيف يتقهقر الايرانيون وحلفاؤهم في سوريا. بعد ادلب جسر الشغور، وبعد المسطومة اريحا. حلب لن تبقى في يد النظام. ما المانع هنا ان نتعاون مع الاتراك؟»

قرار الرياض «لن نتراجع لا في اليمن ولا في سوريا، ولن نفاوض لا على اليمن ولا على سوريا. لا حل سوى بأن يعود الايرانيون الى الهضبة التي انطلق منها الفرس الاخمينيون منذ اكثر من الفي عام، وانطلق منها حديثا الفرس الخمينيون او الخامينيئيون.
الزميل السعودي يؤكد انه «منذ الان وحتى 30 حزيران ستتبدل أشياء كثيرة على الارض. اذا استطاع آيات الله توقيع الاتفاق النووي مع واشنطن، وكذلك الملاحق المتعلقة ببعض ملفات المنطقة، فلن يجدوا مكاناً يقفون عليه لا في اليمن ولا في سوريا ولا حتى في العراق».
لا يستطيع الزميل السعودي الا ان يتحدث هكذا ويفكر هكذا. بعد شهرين من الغارات الهائلة ماذا تحقق على الارض، حتى ان مؤتمر الرياض الذي قال بدولة اتحادية، راح يبحث عن مكان يحط فيه عبد ربه منصور هادي الذي يختزل بشخصيته الباهتة، الشرعية في اليمن. رجاء ابحثوا عن رجل آخر يتمتع بمواصفات الحد الأدنى للاضطلاع بذلك الدور...
الباحث الاستراتيجي الاميركي انطوني كوردسمان ينصحنا بـ«ان نضع عظامنا في الثلاجة بدل المقبرة»، ليلاحظ ان كل الصراعات التي تحدث الآن في المنطقة انما تعمل لمصلحة ابي بكر البغدادي الذي بات تأثيره (الايديولوجي) في العالم الاسلامي أشد بكثير من تأثير السعوديين والايرانيين على السواء...
لكن الرياض التي تتعامل مع انقرة لتعزيز «جبهة النصرة» وتفعيلها، واثقة من انها ستضيّق الخناق اكثر فاكثر على النظام في سوريا بالرغم من صدمة القلمون، كما انها واثقة من ان القنابل الذكية دمرت 70 في المئة من مخازن السلاح والذخيرة في اليمن، وهي بانتظار من يرفع الرايات البيضاء...
في الافق، الافق العربي بوجه خاص، لا شيء سوى... الرايات السوداء!
ملاحظة: من اطرف ما يتردد في احدى العواصم العربية ان النظام في سوريا تعمد تكتيكيا الانسحاب من تدمر أمام «داعش» ليستدرج القوى الدولية الكبرى لتغيير موقفها منه والتعاطف معه. مجرد ملاحظة...

"الديار"

  • شارك الخبر