hit counter script

مقالات مختارة - غسان ريفي

«المستقبل» يُحرج الشعار

السبت ١٥ أيار ٢٠١٥ - 08:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

السفير

بغض النظر عن نتائج انتخابات المجلس الشرعي في طرابلس، والحسابات السياسية حول الربح والخسارة، فإن ثمة خسارة معنوية لحقت بمفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار الذي قاد تشكيل اللائحة التوافقية التي انهارت قبل ساعات من فتح صناديق الاقتراع.
وجاء قرار مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان بتعيين ثمانية أعضاء للمجلس الشرعي لم يكن الشعار أو من يمثله من بينهم، ليكشف «الأنانية» التي تعاطى بها «تيار المستقبل» مع الشعار، إن لجهة إطاحة الجهود التي بذلها من أجل التوافق نتيجة حرص «المستقبل» على تسديد بعض الفواتير السياسية في انتخابات «الشرعي»، أو لجهة مسارعته لتعويض خسارته في طرابلس عبر التعيينات التي غلب عليها اللون الأزرق، فضلاً عن عدم اكتراثه بإنصاف المفتي الشعار عبر تمثيله في المجلس الشرعي.
ويمكن القول إن «القيادة الزرقاء» لم تكن وفية مع المفتي الشعار، لا في الاستحقاق الانتخابي الأول عندما تراجعت عن وعدها له بانتخابه مفتياً للجمهورية لمصلحة الشيخ عبد اللطيف دريان، ولا في انتخابات «الشرعي»، ولا في التعيينات الأخيرة، حيث كان من المفترض أن تتبنى تعيينه تمهيداً لتسميته نائباً لرئيس المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى كما كان يتردد، فيما ينحصر التنافس اليوم على هذا المنصب بين الوزير السابق عمر مسقاوي وبين المشرف العام على «جمعية العزم والسعادة» الدكتور عبد الإله ميقاتي الذي نال أعلى نسبة من الأصوات على مستوى لبنان ككل.
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل تشير المعطيات الى أن تكليف الشعار بتشكيل لائحة توافقية من قبل قيادة «المستقبل» ومن ثم الدخول عليها من خلال فرض بعض الأسماء على حساب التوازنات السياسية والمناطقية وبالتالي انهيار التوافق، أدى الى خصومات بين الشعار وبين بعض القيادات السياسية في طرابلس، في وقت حاول فيه «التيار الأزرق» الالتفاف على مفتي طرابلس من خلال التبرؤ من المرشحين الخاسرين والإيحاء بأنه هو من قام بتسميتهم.
أمام هذا الواقع فقد ساهم تعاطي «تيار المستقبل» مع الشعار في إحراجه على أكثر من صعيد:
ـ إحراجه مع سنّة الكورة والبترون بسبب إصرار تيار «المستقبل» على إبعاد المرشح عن هاتين المنطقتين الدكتور هاشم الأيوبي عن اللائحة التوافقية، ومن ثم خسارة المرشحين الطرابلسيين الذين تمت تسميتهم بالتوافق مع الرئيس فؤاد السنيورة.
ـ إحراج الشعار أمام بعض القيادات السياسية في طرابلس بسبب التدخلات الزرقاء في عملية تشكيل اللائحة التوافقية.
ـ إحراج الشعار أمام المشايخ ورجال الدين بسبب رغبة الرئيس السنيورة بعدم تسمية أي منهم في اللائحة التوافقية، وقد أدى ذلك الى انتفاضة في صفوفهم أسفرت عن فوز شيخين هما مظهر الحموي وأمير رعد.
ـ إحراج الشعار في عدم تعيينه في المجلس الشرعي أو تعيين أي شخصية مقربة منه، وإظهاره بأنه خرج من هذا الاستحقاق خالي الوفاض.
في المحصلة، يبدو واضحاً أن مفتي طرابلس تعرض لظلم واضح من «تيار المستقبل» لم يتعرض له من أي تيار سياسي آخر، خصوصاً أن «المستقبل» لم يحفظ للشعار اندفاعته الدائمة للدفاع عنه في كل المناسبات، ومحاولاته المستمرة من أجل تقريب وجهات النظر بينه وبين خصومه.

  • شارك الخبر