hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

بوتين يفتح خطوط اتصالاته الدولية لحل الازمة الرئاسية

الجمعة ١٥ أيار ٢٠١٥ - 17:16

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ترصد اوساط سياسية مراقبة بدقة التحولات الاستراتيجية الميدانية في سوريا والسياسية في روسيا للبناء عليها في رسم الخطوط الاولى العريضة لخريطة منطقة الشرق الاوسط الجديد ومصير الازمة الرئاسية في لبنان. وتنطلق في رؤيتها من جديد المعطيات العسكرية في سوريا وميزان الربح والخسارة بعدما وسعت المعارضة رقعة سيطرتها داخل الأراضي السورية، إثر هجمات نفذها تنظيم الدولة الاسلامية وبات بعد سيطرته على كامل منطقة تدمر والغالبية الساحقة من البادية السورية، يفرض سلطته على أكثر من 95 ألف كلم مربع من المساحة الجغرافية لسوريا، ويتواجد في 9 محافظات ، هي حمص، الرقة، دير الزور، الحسكة، حماة، حلب، ريف دمشق والسويداء، كما يسيطر على الغالبية الساحقة من حقول النفط والغاز.

وهذه التطورات، تقول المصادر لـ"المركزية" انها شكلت سببا اضافيا في حمل الادارة في الكرملين على تليين مواقفها التي كانت حتى الامس القريب، تتسم بالتصلب لجهة استمرار النظام السوري برئاسة الرئيس بشار الاسد، وهو ما لمسه زوار العاصمة الروسية ممن تسنى لهم الاجتماع بكبار المسؤولين أخيرا، بعدما شعروا بملامح الانعطافة الروسية خلال التصويت في مجلس الامن الدولي على القرار 2216 الخاص باليمن، ثم باللقاء بين وزيري الخارجية سيرغي لافروف والاميركي جون كيري وبالاتصال الهاتفي بين الرجلين امس.

وتشير المصادر الى ان الرئيس سعد الحريري لمس بدوره خلال زيارته لموسكو هذا التوجه، حينما اثار ملف الرئاسة في لبنان وضرورة فصله عن ازمات المنطقة وتحديدا السورية التي يبدو ان حلها غير قريب، اذ بادر احد كبار المسؤولين الى استخدام عبارة لسنا ملتزمين بالاشخاص، موضحة ان أحد أعضاء الوفد الذي رافق الحريري استنتج ايضا من اجواء اللقاء ما يؤشر الى استعداد موسكو لولوج مرحلة جديدة من التعاطي مع ملفات المنطقة ، على قاعدة الاتفاق الاقل ضررا ومواكبة التغيير، وان روسيا لم تعد بعيدة عن صفقات الحلول التي ستكرسها اتفاقات دولية من ضمنها اتفاق اميركي- روسي علما ان بعض المعلومات كان اشار الى رسائل روسية وجهت الى المملكة العربية السعودية تخدم التوجه المشار اليه، ابرزها الاتصال الهاتفي بين الرئيس فلاديمير بوتين والملك سلمان بن عبد العزيز، ويتوقع ان يزور وزير خارجية المملكة عادل الجبير موسكو قريبا.

اما الملف الرئاسي، فتكشف المصادر لـ"المركزية" ان الرئيس الحريري ذكّر خلال محادثاته في روسيا بالدور الذي وعدت بالقيام به من منطلق حماية المسيحيين ووجودهم في المنطقة، وانها اوفدت وزير خارجية الكنيسة الروسية المتروبوليت هيلاريون الى لبنان، حيث اطلق مواقف اكدت ان موسكو هي حامية المسيحيين، غير ان هذه الوعود لم تترجم، والمسيحيون اليوم في خطر في ضوء ما يحصل في بلدان تواجدهم من حالات قتل وتهجير وتشريد، كما ان عدم انتخاب رئيس جمهورية في لبنان، وهو الرئيس المسيحي الاوحد في الدول العربية، يرفع منسوب "الاحباط" لديهم ويشكل خطرا على الاستقرار السياسي والاقتصادي خصوصا في ضوء تلويح بعض القوى السياسية بفرط العقد الحكومي، أضف الى ان التهديدات المتنامية للمجموعات الاصولية التكفيرية تعرض الاستقرار الامني الهش الى الانهيار في اي لحظة.

وتبعا لذلك، تمنى الحريري على الرئيس بوتين بذل الممكن من الجهود لانهاء هذه الازمة بعد عام على الشغور. واشارت الى ان بوتين وعد بالاهتمام شخصيا بالملف، وبدأ فعلا اتصالاته بما يخدم فك العقدة الرئاسية اللبنانية. وتردد انه قد يوفد مبعوثا الى عدد من العواصم الاقليمية والعربية لهذه الغاية، لاسيما طهران. وتوقعت ان تتظهر ملامح الاتصالات الروسية المنسقة فرنسيا واميركيا وفاتيكانيا من خلال حراك لسفراء الدول الخمس في لبنان وممثلة الامين العام للامم المتحدة سيغريد كاغ، خصوصا ان الملف الرئاسي كان حضر بقوة في اجتماع رئيس الحكومة تمام سلام مع سفراء مجموعة الدعم الدولي للبنان من بوابة انعكاساته البالغة السلبية على مؤسسات الدولة، موضحة ان احد السفراء اعتبر ان سلبيات الشغور الرئاسي أصابت أيضا صيغة الشراكة التي ارسيت في اجتماع نيويورك اذ باتت مفقودة بفعل ما وصفه بالتباين والاختلاف وحتى الصراع بين بعض مكونات الحكومة والمجتمع الدولي بما يوجب اتخاذ اجراءات تكفل اعادة الحرارة الى خطوط الشراكة الحقيقية.
 

  • شارك الخبر