hit counter script

خاص - ملاك عقيل

العونيون: wait and see!

الجمعة ١٥ أيار ٢٠١٥ - 05:59

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في السابع من حزيران من العام 2014 اطلق احد القياديين العونيين، في تصريح معروف الزمان والمكان، ما يشبه إعلان النوايا بحق الرئيس بري، مؤكدا ان العلاقة بين الطرفين انتقلت من معادلة حليف الحليف "لنصبح حلفاء". اشار الى "الخيارات السياسية الكبرى التي تجمعنا، خصوصا بعدما انفتحنا على زعيم تيار المستقبل سعد الحريري". وقال "بري يحمل مبادئ وتعاليم الإمام موسى الصدر التي تدعو للعيش المشترك والتلاقي الإسلامي المسيحي والعدالة الاجتماعية فكيف لا نكون حليفين"؟. القيادي نفسه بشّر بأنه بعد ذوبان جليد التباعد بيننا وبين رئيس مجلس النواب "بتنا على أبواب حلول للملفات الثلاثة الأساسية المتأزّمة، موضوع الرئاسة وعمل مجلسي النواب والوزراء"ّ!.
طبعا تنبّؤات القيادي العوني لم تصدق. في الرئاسة، وفي قانون الانتخاب وعمل مجلس النواب وتشريع الضرورة وغير الضرورة، وفي التعيينات الامنية والعسكرية المفترض طرحها على مجلس الوزراء والملفات الحيوية العالقة بين عين التينة والرابية، وفي الغاز والكهرباء ومشاريع المياه و"بيزنس" المغتربين اللبنانيين، يبدو نبيه بري في واد وميشال عون في واد آخر.
قبل التمديد الاول لمجلس النواب، ثم التمديد الثاني، والتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي ظهر من بين محيط الرئيس بري من يقول ما مفاده "معارك "الجنرال" ضد مجلس النواب ورئيسه وضد رأس المؤسسة العسكرية لا تقرّش مسيحيا. يجدر على عون ان يميّز الفارق بين لحظة عودته الى لبنان محدثا "تسونامي" العودة وبين مساره في قلب لعبة السلطة بعد 15 عاما. وربما عليه أولا ان يبدأ بجسّ نبض الشارع المسيحي حيال ما أضحى عليه ميشال عون نفسه!".
عمليا، هذا الكلام ايضا لا يقرّش في الرابية. ليست الكيمياء فقط عامل تباعد بين الرجلين. يكفي ان يردّد المحيطون ببري ان عون "ومن حوله" شكّلوا دائرة نفوذ أبعدت بعض "العونيين" عن "العونية"، بمفهومها النضالي والسياسي، ويكفي ان تتكلم قيادات برتقالية بكثير من الحسم بأن بري لم يتعوّد بعد على فكرة وجود شريك مسيحي قوي يتعاطى معه بندية ومن موقع صاحب حق وليس قابلا بفتاته، حتى يتبيّن حجم الهوة التي تفصل بين الطرفين.
رسالة الرئيس بري الاخيرة برفض استقبال الوفد العوني في عين التينة دفعت "الجنرال" الى التوجّه اليه مباشرة بعد اجتماع التكتل في ردّة فعل عكست حجم الازمة على خط الرابية- عين التينة. الامور لم تهدأ بعد حتى لو رُصِد النواب العونيون يداومون في لقاء الاربعاء النيابي، كالعادة، وكأن شيئا لم يكن، وحتى لو عمّمت توضيحات "حسن النية" من عين التينة ومن الرابية وعلى السنة المحسوبين عليهما.
حتّى الساعة لا شئ يدلّ على ان مسار الاحداث يُنبِئ بتخفيف الاحتقانات ليس فقط على جبهة حليفيّ "الامر الواقع"، بل بين ميشال عون والقوى السياسية الاخرى على رأسها "تيار المستقبل". أصحاب الرؤوس الباردة في "التيار الوطني الحر" يقولون "الامر المؤكّد ان لا عودة الى الوراء. طروحاتنا واضحة، وفي كل الملفّات. وثمّة رهان لدى ميشال عون على انه قادر على تغيير مسار البوصلة في ربع الساعة الاخير... wait and see".

  • شارك الخبر