hit counter script

الحدث - سارة الامين 2

سارة الأمين لم تمت... بل تقتل كل يوم الف مرة

الجمعة ١٥ أيار ٢٠١٥ - 05:30

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

فخامة الفراغ... دولة رئيس المجلس النيابي... رئيس مجلس الوزراء... سماحة أمين عام حزب الله رئيس تكتل التغيير والاصلاح... رؤساء أحزاب الكتائب والقوات والمردة والاشتراكي...  رئيس تيار المستقبل...معالي الوزراء... سعادة النواب الكرام... جميع القيادات الفاعلة... هيئات المجتمع المدني... ووسائل الاعلام المقصرة جداً في حقنا.
أعتذر لفائض جرأتي في أن أخاطبكم من دون تكلف حول موضوع تافه، وانتم منقسمون حول قضايا مصيرية تتعلق بالوطن ووجوده، وأسأل لماذا قد تجتمعون حول قضية وضيعة تافهة؟ وما الذي قد يدفعكم الى قراءة سطور حتى وان كانت مسطرة بأحرف وجع وخوف وقلق على مستقبل يطحنني ويقضم بلا رحمة أيامي العجلة... لكن أقول لعلّ الله يضع سره في أضعف خلقه، ولربما أنجح في كسر جدار صمت وتخاذل بُني بلُبَن الشرع، ودُعّم بأعمدة المجتمع الذكوري.
يا سادتي الكرام، أنا سارة الأمين 2، أنا لم اقتل بـ 17 رصاصة، انا ما زلت حية أنزف، وأقتل منذ أعوام وأعوام، في كل يوم ألف مرة، وما سقط مع سارة هو قطعة من جسد المرأة المتآكل على مر الأيام.
لمن يهمه الامر، أنا أقتل بدم بارد يا سادة، لأن الله العادل خلقني امرأة، ووضع الجنة تحت قدماي، فيما أنتم رفضتم عدله، وعززتم دور الرجل، لأصبح عبدة بين يديه لا حق لها بالعتق (حتى لو دفع أحد ثمن عتقها كما كان يحصل ابان الجاهلية) في حال لم يطب لمالكي فك لجامي، كوني تنازلت له عن كامل حقوقي المعنوية، وانضممت طوعاً الى خانة ممتلاكه، عبر عقد قران يطبّق روحاً ولا ينفذ بنوداً، ويستمر عصيّاً على الطعن والاستئناف حتى تاريخه".
يا سادتي الكرام، أنا حكاية تلك المرأة التي تصرخ بين الناس وحروفها تعجز عن القفز خارج شفتيها، أنا من لا تُرى ندباتي وتشوهاتي، انا تلك الراكضة خلف أحلامي المنثورة على أدراج المحاكم الشرعية، ما بين رجل دين وآخر، أحمل جسدي اللين، وأفرد أرشيف معاناتي امام الناظرين في قضيتي، لأعود وألملم أوجاعي وأبلعها تخنقني في داخلي، قبل ان تنفجر بي وبعائلتي".
يا سادتي أخاطبكم، بعد أن كفرت برجال الدين، ولا أريد أن اكفر بما يمثلون بعد أن اشترط عليّ أكثر من واحد منهم الزواج بهم في احال اتمام طلاقي، وبعد أن اخبرتني أكثر من صديقة أنها دفعت مبلغاً لا يستهان به من المال لطلاقها".
كتبت هذه السطور أعلاه، لأسألكم سؤال واحد على اختلاف طوائفكم ومذاهبم ومعتقداتكم "ما الفرق بين اغتصاب رجل غريب لامرأة، او اغتصابها من رجل لم تعد تريده ولم تعد تتقبله على الرغم انه كان زوجها في يوم من الايام، انما لم تعد تربطها به غير ورقة تسمتد قوتها من تراخي وابتعاد بعض رجال الدين عما يمثلون"؟ فأي دين وأي شرائع هي التي تنص على امكانية فرض رجل الاقامة الجبرية على امرأة لا تريده ويعطيه الحق في اغتصابها متى شاء حتى لو كانت ترفض ذلك، ويتيح له ضربها حتى تستكين؟ وأي رجل هو الذي يرضى أن يقرب امرأة لا ترغبه، فيرفض الطلاق حفاظاً على رجولته، ولا يهتز لجماعها وهي لا ترغبه ، حتى وان أقام معها علاقة حيوانية غرائزية؟
رميت كلماتي وأحرفي أمام أنظاركم جميعاً، وامام كل من سيقرأ.. واعلموا انه في حال قتلت سارة أمين أخرى.. ستكونون جميعاً شركاء في هذه الجريمة... فانزلوا عن كراسيكم وأبحثوا في الجرائم التي ارتكبت وترتكب وسترتكب يومياً باسم الدين".
 

  • شارك الخبر