نجح وفد جمعية مصارف لبنان برئاسة نائب رئيسها سعد الأزهري في الخروج بنتائج إيجابية من الزيارة التي قام بها إلى كل من نيويورك وواشنطن، خصوصاً في ما يتعلق بتقوية العلاقات مع المصارف الأجنبية المراسلة واستمرارها في التعامل مع القطاع المصرفي اللبناني، رغم الكلفة العالية التي تتكبدها.

وأثنى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في خلال اللقاء الشهري الأخير مع وفد جمعية المصارف برئاسة فرانسوا باسيل، على نتائج الزيارة وعلى إيجابية توجّه الجمعية الى المحافظة على مكانة لبنان في المنظومة المصرفية العالمية، ورأى أن "استمرار هذا الجهد يعزز الثقة بالقطاع المصرفي لدى المصارف المراسلة رغم المخاطر والتحديات الاقليمية والدولية المحيطة بالعمل، وبعمل المصارف المراسلة ذاتها التي تلجأ بدافع متطلبات الـ compliance ومتطلبات الرسملة، الى قطع علاقاتها من خلال سياسة الـ De risking في العديد من الدول (أميركا اللاتينية، أفريقيا...). كما أن تحرّك الجمعية مع المصارف من جهة، وتحرّك مصرف لبنان مع السلطات حالا دون تعرّض هذه العلاقة لأي مشكلة، وأكد الحاكم ان جهود الجمعية على هذا الصعيد، حمت لبنان من مخاطر الـDe risking ، والمطلوب تكثيف هذه الزيارات واستمرارها كجمعية مصارف وكمصارف كل على حدة.

مصادر مصرفية: مصادر مصرفية مطلعة ذكرت لـ"المركزية"، أن الزيارة إلى نيويورك وواشنطن حققت أهدافها، حيث التقى وفد الجمعية مسؤولي البنك الإحتياطي الفيدرالي، إضافة الى المسؤولين التنفيذيين في مجالي الاعمال والتحقق ( compliance ) لدى بنك "أوف نيويورك" و"سيتي بنك" و"جي.بي.مورغن"، كما التقى الوفد في واشنطن مسؤولي الخزانة الاميركية وعدداً كبيراً من الجهات المعنية بالشأن المصرفي والمالي.

واعتبرت المصادر ذاتها، أن هذه الزيارة تأتي ضمن الـ"لوبينغ" الذي تمارسه الجمعية حيث يزور وفد منها واشنطن ونيويورك مرتين في السنة، ليشرح للمسؤولين الاميركيين ومسؤولي البنك الدولي طريقة عمل القطاع المصرفي اللبناني والتزامه بالمعايير والقوانين الدولية، وأبدوا ارتياحاً لموقف المصارف اللبنانية في كل ما يحدث في المنطقة.

وأكدت أن وفد الجمعية شدد على "حرص النظام المصرفي اللبناني على استمراره في التقيّد بالمعايير المصرفية العالمية ولا سيما الاميركية منها، لكون أكثر من 80% من عمليات القطاع المصرفي اللبناني مع الخارج يتم بالدولار الاميركي وعبر حسابات المراسلة مع المصارف الاميركية".

وأبدى المسؤولون الاميركيون "ضرورة أن تستمر المصارف في العمل في الاتجاه نفسه في ما خص إدارة المخاطر، للمحافظة على علاقات المراسلة القائمة خدمة لمصلحة الزبائن والقطاع المصرفي والاقتصاد والوطن".