hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

السيد حسين: المدخل لنجاحنا يكون بالتعليم ومكافحة الفقر

الأربعاء ١٥ أيار ٢٠١٥ - 13:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

القى رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين محاضرة بعنوان "واقع المجتمعات العربية بعد الربيع العربي" في ندوة نظمها المعهد العالي للدكتوراه في الاداب والعلوم الانسانية في سن الفيل، بحضور عميد المعهد الدكتور طلال عتريسي والعميد السابق الدكتور محمد توفيق الشهال والدكتور وليد عربيد وعدد من الاساتذة وطلاب الدكتوراه.
بداية النشيدين الوطني اللبناني والجامعة اللبنانية، ثم القى مقدم الندوة الدكتور وليد عربيد كلمة رحب فيها برئيس الجامعة ومشيدا بدوره الأكاديمي والبحثي.
والقى عتريسي كلمة اعرب فيها عن سروره ب"تلبية رئيس الجامعة وذلك يعبر عن تعاونه الكبير مع طلابنا هو الاستاذ الكبير والباحث في العلاقات الدولية، والسؤال هل هذا صحي وطبيعي ان نتطرق لواقع المجتمعات العربية وهل نذهب الى وضع افضل ان اسوأ".
ثم القى السيد حسين محاضرته لافتا الى ان "هذا العمل يبشر بأن البنية العلمية والثقافية ستكون افضل، وهذه الروحية تؤكد أن جامعتنا هي الافضل في لبنان والشرق الاوسط وهي بألف خير، ولو تعرفون حجم الكفاءات التي تضمها وهي تسجل افضل النتائج في مختلف القطاعات وقد اثبتت كفاءتها على صعيد الابحاث والمختبرات واهم شيء انها جامعة الوطن التي توحد، لا اصطفافات فيها ولا فرز ولا فئويات".
اضاف :"اننا نمر بظروف صعبة"، سائلا، :"هل يوجد ربيع عربي؟ أم يوجد ثورات أم حركات فوضى، وقد ناقشنا في السنة الماضية مسألة الحركة الشعبية العربية بشكل مجازي، فنحن لا نلقي قصيدة شعر بل نتحدث عن واقع سياسي واجتماعي له علاقة بأوضاع دولية واقليمية، لذلك فضلنا ان نتحدث عن الحركات الشعبية العربية، وقد لاحظنا اختلاف الظروف الاجتماعية والسياسية بين كل بلد والخلافات القائمة بين الشعوب العربية".
ولفت السيد حسين الى انه "مع تعريف المرحوم ادمون رباط بأن الشعب هو مجموع المواطنين الموحدي الولاء للوطن والمتساوين في الحقوق والواجبات امام القوانين الوضعية المعاصرة، فالشعب مجموعة مواطنين وهذا ما توصل اليه الفقه الدستوري والسياسي بعد مئتي سنة على الثورة الفرنسية والقوانين الوضعية المعاصرة، لذلك قلنا منذ زمن للفكر الاسلامي العقلاني عليه ان يجتهد في مسألة فكرة الدولة أو فقه الدولة. لأن الفكر الاسلامي شدد على مفهوم الامة بين القرن السابع والتاسع عشر قبل نشوء فكرة القومية سنة 1648 في معاهدة وستفاليا التي انهت الحروب الدينية واسست لدولة الشعب، ومن فكرة دولة الشعب نبعت فكرة السيادة ومن فكرة دولة السيادة نبعت فكرة القانون العام الذي يجمع شمل الامم وعلى هذا الاساس قامت عصبة الامم ومنظمة الامم المتحدة عام 1945 وكل الدول المنضوية فيها هي دول قومية باستثناء دولة الفاتيكان هي دولة دينية فالسعودية دولة قومية وايران دولة قومية. وسأل، هل نحن العرب انشأنا دولة قومية بالمفهوم المعترف به عالميا؟، وكي تنشىء دولة قومية يجب ان يسود القانون الذي يعتبر اهم انجاز عالمي وكي يطمئن اكثر المسلمون فقوانين نابليون بنيت على افكار ابن خلدون وابن رشد. وقد صارت محاولات عديدة لبناء دول قومية كما في مصر عبد الناصر وغيرها لكن كل هذه المحاولات فشلت لأننا امة العصبيات ولم نخرج من عصبياتنا المدمرة".
اضاف: "فكرة العروبة لا يمكن ان تنجح طالما هي تجمع كيانات هشة، ففي علم الرياضيات صفر زائد صفر زائد صفر يساوي صفر ولا يصبح رقما، فمصر اليوم غير مصر عبد الناصر، وابسط شيء كان يعبر عن العروبة انها تنظيم اقليمي والجامعة العربية هي هيكل عظمي، اذ كان ثلاثة خيارات سنة 1945 وهي اطروحة الوحدة العربية الشاملة، الاتحاد الفيدرالي العربي الذي يجمع الدول العربية في سياسة خارجية واحدة ودفاع واحد وعملة واحدة ولكنه استبعد لاننا غير مهيئين وبقي الخيار الثالث وهو التعاون العربي الأضعف بين مكونات الجامعة، وحتى هذه الحلقة الاضعف سقطت، والمفارقة ان دول اوروبا حاربت بعضها بعضا فترات طويلة خرجت هذه الدول الى فضاء جديد سوق اوروبية مشتركة واتحاد جديد. بقدر ما تكون الدول الاقليمية المتجاورة دولا حديثة بقدر ما تصل الى فكرة التنظيم الاقليمي الصحيح والفاعل القائم على التفاعل الاقتصادي والامن الدفاعي، ونحن كعرب اختلفنا في الامن الدفاعي وحاربنا بعضنا البعض، والسبب اننا لم نتخلص بعد من العصبيات التي تفتك بنا وكل السياسات القومية والليبيرالية لم تنفعنا في التخلص من عصبياتنا".

وتابع :"دعونا نركز من اليوم وصاعدا على البنية الاجتماعية، ولنخرج من افكارنا انه يوجد شعب محكوم عليه بالفشل الدائم وشعب محكوم عليه بالتفوق الدائم، وقد اثبت العلم نهاية النظرة العنصرية ونقول ان المدخل لنجاحنا اولا التعليم وثانيا مواجهة الفقر ودونهما لن يكون لا تنمية اجتماعية ولا تنمية سياسية. كنا في الجامعة اللبنانية كطلاب ابعد ما يكون عن الاطفافات الطائفية وتشكل تيار وطني جامع ولكن حصلت الحرب لاسقاط هذا التيار الوطني".
وقال: "الضغط الدولي على ايران في المجال النووي ليس من اجل القنبلة النووية فايران لن تنتج قنبلة نووية بل لمنع انتاج الطاقة النووية المستخدمة في الطب والزراعة والعلوم والطاقة المستخدمة للاغراض السلمية وعلى العالم الثالث أن يبقى تابعا لا أن يتحول الى عالم منتج، فأين المنافسة العربية في العلوم والتكنولوجيا واذا كان العامل الخارجي مؤثر فأقول نعم فاسرائيل لها دخل في كل قضايانا فالمسألة اليهودية التي نشأت في الغرب ارسلوها لنها وابعدوها عنهم".
اضاف: "وعندما اعلنوا عن قيام ربيع عربي في الصحافة الغربية اعلن بريجنسكي مستشار الامن القومي الاميركي في نيسان 2011 قائلا: فوجئنا بالحركة الشعبية في تونس وفي مصر ولا يجب ان نفاجأ بعد الان وعلينا ان نحافظ على علاقاتنا الوطيدة مع الضباط المصريين الذين بنينا علاقاتنا معهم منذ كامب ديفيد وعلينا مراقبة المشهد العربي بكامله. اذا العالم الخارجي مركز على هذه المنطقة من اجل النفط وهو احد العوامل من اجل اسرائيل وهي احد العوامل والمهم ان نبقى متخاذلين وان لا نقوى بانفسنا كي نبني الدولة الحديثة ونصبح في مصاف الدول الاسلامية كتركيا وايران وماليزيا".
وقال: "ان المشكلة ليست في الدول الاسلامية بل في بعض المسلمين فالاسلام اعطانا ابن خلدون وابن رشد وممكن يعطينا داعش واخواتها، والموضوع عندنا وهذه الحقيقة وصلها محمد عبده مفتي الديار المصرية قبل 120 سنة وقد تخلينا عنه مثلما تخلى المسيحيون في لبنان تخلوا عن الارشاد الرسولي عام 1997، وكان غبطة البطريرك الراعي عندما كان مطرانا اذ قال نخشى ان يتخلى المسيحيون في بلادنا عن هذا الارشاد الذي دعاهم الى الانفتاح مع اهل المنطقة والاندماج معهم. ولكن اليوم اذا غلب المسيحيين علينا الدفاع عنهم دفاعا عن بلادنا ومنعا لخيارات سيئة، ويجب وقف مهزلة التكفير ومهزلة صكوك الغفران في العالم العربي".
وختم السيد حسين قائلا: "انتهى عصر العيش على الامجاد وعلينا ارجاع الاعتبار للعلم والقضاء على الفقر فلن نقبل ان يبقى لصوص الهيكل يحكموننا طول الوقت، ومن يأخذ لقمة الفقير يكون مخالفا لشرع الله وضد كل الاديان، فالوضع العربي اليوم خطير ومضطرب وهل نحن مقبلون على تقسيمات ما دون سايكس بيكو وهل نحن مقبلون على استعادة تحركنا لمستقبل افضل، ولكن ما أعرفه ان السياسات الدولية ليست قضاء وقدرا امام الشعوب".

تلا ذلك حوار مع الحضور.
 

  • شارك الخبر