hit counter script

أخبار محليّة

جنبلاط: الحريري لم يكن موافقا على الـ1559 وتم تخريب العلاقة بينه وبين وسوريا

الأربعاء ١٥ أيار ٢٠١٥ - 12:55

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أعلنَ رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، في اليوم الثالث مِن إفادته أمام المحكمة الدوليّة الخاصّة بلبنان، أنّهُ التقى رئيسَ الحُكومة اللبنانيّة السابق الراحل رفيق الحريري في 13 شباط 2005، أي عشيّة اغتياله، وحذّرهُ حتّى اللحظة الأخيرة من خَطر استهدافِه.
وقالَ جنبلاط أمام المحكمة الدوليّة التي تنظر في قضيّة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري، إنَّ "السوريين أرادوا فرضَ مشروع إنتخابيّ لتحجيمي أنا والحريري، لكنّنا رَفَضناهُ لأنّنا شعرنا أنّهم يريدون فرضهُ لمعاقبة المعارضة اللبنانية، ولو فرضوه بالقوّة، لكانوا ألغونا انتخابياً وبالتالي سياسيّاً". وأضاف: "تمَّ تخويننا أنا والحريري، واعتُبِرنا عملاء لإسرائيل، وهذا يعني في الفهوم السوري أنّنا كُنّا قابلَين للتصفية السياسيّة والجسَديّة"، موضحاً أنَّ "الحريري لم يَكُن يريد عداوةً مع سوريا وكان يسأل لماذا وضعونا أنا وإيّاهُ في خانة الأعداء لسوريا وفي صَفّ الخَوَنة التابعين لإسرائيل وأميركا".
وفي سياق إدلاء جنبلاط بإفادته، استمعت هيئة المحكمة إلى تسجيل صوتيّ للقاءٍ جمَعَ الحريري إلى وزير الخارجيَّة السوريَّة وليد المعلّم، في الأوّل من فبراير/ شباط 2005، أي قبلَ أقل من أسبوعين من اغتيال الحريري، شرَحَ خلاله الأخير للمُعلّم كيف أنَّ مشروع قانون الانتخاب الذي أرادَ السوريّين فرضه في لبنان "كانَ سيؤدّي إلى نعراتٍ طائفية".
وقالَ الحريري للمعلّم في التسجيل: "مهما حصَل، ستبقى سوريا في قلبي، وأنا تعرّضتُ لكلامٍ قاسٍ من سوريا، والأيّام ستُثبت مَن كانَ صائباً ومَن كان مُخطئاً، لكن اعلموا أنَّ مشروع قانون الانتخاب الذي تُريدونه وُضِعَ بكيديّة ويُثير النعرات، لأنّنا اتّفَقنا مع المسيحيّين أن يُحكَم لبنان بالمُناصفة بينَ المسلمين والمسيحيّين".
وبعدَ انتهاء التسجيل الصوتيّ، واصَلَ جنبلاط الإدلاء بإفادته، فقال: "النظام االسوري أرسَلَ المعلّم للقاء الحريري، لكنّهُ كانَ في الوقت عينه يُعِدّ لعملية اغتياله".

 وأعلن النائب جنبلاط، ان الرئيس رفيق الحريري "اشتكى من التقارير المشوهة التي كانت ترسل للقيادة السورية"، مشيرا الى انه "تم تخريب العلاقة بين سوريا والحريري من خلال اميل لحود".

وأكد جنبلاط انه "من المستحيل ان يكون للحريري علاقة بالقرار 1559 لأنه ضد قناعته". وقال: "سربت معلومات للنظام السوري بان هناك قرارا يصاغ اسمه 1559 والنظام السوري اتهم شيراك"، مشيرا الى "ان القرار 1559 ينص على انسحاب كامل وشامل للقوات السورية وتجريد الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من السلاح".

وقال: "لم يكن الحريري موافقا على القرار 1559، وبعد اغتيال الحريري طرح موضوع قضية سلاح "حزب الله".

واعلن جنبلاط ان السوريين ترجموا على طريقتهم القرار 1559 واعتقدوا ان الحريري متآمر مع شيراك ومع المجتمع الدولي على اخراج سوريا من لبنان، وهذا خطأ تاريخي"، مؤكدا "ان الحريري كان حريصا على العلاقة الودية بين لبنان وسوريا وقال للمعلم انه لا يمكن للبنان ان يكون محايدا عن سوريا لكن لا بد من تطبيق الطائف".

وكرر جنبلاط قوله: "لم يخبرني الحريري ان هناك من يحاول اغتياله ولكنه قال اما سيقتلونني او سيقتلونك".

وتم تقديم تسجيل صوتي بين الحريري والمعلم وقال جنبلاط: "حصل اجتماع عاصف مع بشار الأسد في حضور كنعان وأبو عبدو وخلوف. قال الحريري للمعلم انه لو كان معاديا لسوريا لأفشل مشروع التمديد لكنه بالرغم منه مشى بالتمديد لانه لا يريد ان يعادي سوريا".

واشار الى "ان الحريري قال لنا انه رفض التوصيات الاميركية والفرنسية لانه لا يريد ان يختلف مع سوريا"، مؤكدا "ان الحريري حاول ان يفهم فاروق الشرع انه لم يكن، في حياته، ضد سوريا".

واعلن انه "في الحديث بين الحريري وفاروق الشرع، يقول الحريري للشرع أنه جرى اتصال من موراتينوس بفاروق الشرع وجرى حديث حول تفادي اصدار القرار 1559".

واكد جنبلاط ان مهمة وليد المعلم كانت تحذير الحريري، وقال: "انا اعلم وسائل النظام السوري جيدا"، مشيرا الى انه "قبل 22 عاما حدث نفس الشيء مع كمال جنبلاط حين طلب منه بعث رسالة الى الاسد لتحسين العلاقة بينهما، وبعدما ارسلها اغتالوه عام 1977".

وقال جنبلاط: "الحريري أكد لوليد المعلم الثوابت التي كررها مرارا وهي ان العلاقة بين سوريا ولبنان يجب ان تتغير ولا يمكن ان تحكم سوريا لبنان بهذه الطريقة وتتدخل في أدق التفاصيل"، معتبرا ان الاسد يريد ان يحكم لبنان على قاعدة انه حليف مع سوريا ويريد ان يكون له حرية حركة".

واضاف: "اذا اصبح الحريري رئيس وزراء مخالفا للنظام السوري فهذه مخاطرة، وكان الحريري يصر ان يحكم لبنان من لبنان".

وتابع: "كان الحريري يريد ان يطمئن ولا يفكر باستلام السلطة خصوصا بعد التهديد الذي سمعه من الاسد وهو يعرف قدرة النظام على الالغاء".

واكد جنبلاط ان "وليد المعلم لم يكن يستطيع ان يأتي الى لبنان ويزور الحريري من دون علم الاسد".

ولفت الى انهم كانوا يلومون الحريري لان لديه اسهما في جريدة النهار وينسون حرية الصحافة في لبنان لانهم أساسا ليس لديهم حرية الصحافة".

واعلن "ان المخابرات السورية "لا تنام" وقد خف دورها نسبيا ولكنها باقية".

وواصل الادعاء استجواب جنبلاط الذي قال ردا على سؤال: "ان إرسال الرئيس الحريري باسل فليحان وغطاس خوري إلى البريستول 3 كان تتويجا للمعارضة. وكنا أنا والرئيس الحريري على اتفاق تام بعدم قبول الودائع السورية الإنتخابية.

وفي تسجيل صوتي يقول الرئيس الحريري: "أرسل لكم العديد من الإشارات بعد إرسال فليحان وخوري الى لقاء البريستول، ولكنكم لم تستوعبوا ولست طالبا اي شيء الا ان "تروقو".

وقال جنبلاط: " كان الهدف من اجتماع البريستول التصدي لمشروع التمديد والوصاية السورية. وما من أحد في لقاء البريستول طرح مسألة سلاح "حزب الله"، والرئيس الحريري حرص على طمأنة حزب الله بأنه لم يكن ينوي نزع سلاحه".

وهنا انتهى الادعاء من استجواب جنبلاط. ثم بدأ محامي الدفاع عن المتضررين باستجواب جنبلاط الذي قال ردا على سؤال: "بعد اغتيال والدي سرت شائعة بأن أشخاصا مسيحيين هم من قتلوا كمال جنبلاط".

اضاف: "لان كمال جنبلاط رفض التدخل السوري فاغتالوه، ورفيق الحريري طلب الإنسحاب السوري فقتلوه. فكل شيء كان متوقعا عندما اغتيل رفيق الحريري".

ثم استجوب الدفاع عن حسن حبيب مرعي جنبلاط فقال: "وسام الحسن كان من أكفأ الأشخاص المؤهلين استلام شعبة المعلومات. والضباط الأربعة كانوا في واجهة النظام الأمني السوري في لبنان".

اضاف: "كان الانقسام عموديا بعد اغتيال الحريري، فكنا نضع كل حلفاء سوريا بالخانة نفسها، وكنا نهاجم النظام وحلفاءه".

واوضح ان كلامه ل"الجزيرة" "أملته الظروف السياسية والتقيت بشار الأسد بعدها.

وقال: "طلب الأسد اعتذارا عن خطابي في الذكرى الأولى لاستشهاد الرئيس الحريري، فاخترت الكلمة التي تصعب ترجمتها وهي: "لحظة تخلي". مواقفي كانت دائما سياسية وما من مرة قلت أنني أملك قرائن محددة حول اغتيال الرئيس الحريري". 

واشار الى ان "النظام الأمني السوري اللبناني كان متحكما بكل مفاصل الدولة اللبنانية".

وهنا انهى الدفاع عن حسن حبيب مرعي استجواب جنبلاط، ورفعت المحكمة جلستها حتى صباح الغد.
 

  • شارك الخبر