hit counter script

أخبار محليّة

إنتخابات المجلس الشرعي الأحد... والمفتي يُرجح الكفّة

الأربعاء ١٥ أيار ٢٠١٥ - 07:19

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

«كيفك مولانا؟... صوتك جوهرة نهار الأحد». «شو الليلة لعب ريال؟» تتداخَل الأحاديث في أروقة دار الفتوى وتنشَط الحركة داخله: إجتماعات تنسيقية، ترتيبات لوجستية، إتّصالات استفسارية... إستعداداً لاستحقاقَين صباح الأحد: إنتخاب أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى وانتخاب أعضاء المجالس الإدارية في دوائر الأوقاف الإسلامية في الأقضية والمحافظات كافّة.
وسط سعيها لإبراز الوجه الإسلامي المعتدل مقابل التطرّف المستشري، تستعدّ الطائفة السنّية لخوض المحطة المفصلية الأولى في مسيرتها بعد انتخاب المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان في 10 آب 2014. خطوة تتمثّل في انتخاب أعضاء المجالس الإدارية في دوائر الأوقاف الإسلامية، وانتخاب أعضاء المجلس الشرعي.

وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أهمّية هذا الاستحقاق، فمنذ أكثر من 35 عاماً لم تشهَد المجالس الإدارية للأوقاف انتخابات بل تعيينات للأعضاء، أمّا المجلس الشرعي فولايتُه منتهية منذ العام 2009 وقد مدَّد لنفسِه حتى اليوم، نظراً للظروف الأمنية والسياسية في المراحل السابقة، والتي حالت دون إجراء الانتخابات على كامل الأراضي اللبنانية.

سماء الطائفة... زرقا؟

«إنتخابات محسومة النتائج»، «إنتخابات معلّبة»، «لوائح مقفَلة»،... تتعدَّد السيناريوهات التي تسبق هذين الاستحقاقين، نظراً لانعكاس تحالفات القوى السياسية وتأثير تمركُز القوى السنّية في تحديد أسماء المرشّحين ورسم اللوائح.

تتفاوت الرهانات حول التغيير الذي قد تُحدِثه هذه الانتخابات، بين «سما الطايفة بتبقى زرقا»، وبين «هناك من يُجري فحصَ دم للمرشّحين، لضمان تحكّمِه بالنتيجة»، وفئة ثالثة مطمئنّة، مؤمنة بأنّ الطائفة برُمّتها ستتمثّل في الاستحقاق، نظراً لصلاحية المفتي في تعيين 8 أعضاء إلى جانب الأعضاء الـ 24 المنتخَبين، ما يضمن «تلوينة».

بصَرفِ النظر عن الأسماء التي ستبرز بعد استحقاق الأحد، الأنظار مشدودةٌ إلى المجلس الشرعي الذي يرأسه المفتي دريان، نظراً للأدوار المنوطة به، فهو مجلس إشراف على الأوقاف وسلطة تشريعية للأوقاف التي لا تصبح قراراتها نافذة إلّا بعد عرضِها على اللجان المختصة للمجلس الشرعي، مع الإشارة إلى أنّ لكلّ مِن المجلس الشرعي ومجالس الأوقاف إجتماعاته الروتينية الخاصة المنفصلة.

مصادر دار الفتوى

في هذا الإطار يُثني مصدر مسؤول في دار الفتوى على أهمّية الاستحقاق والأسماء المطروحة، قائلاً: «هذه الانتخابات تاريخية، والأسماء المطروحة منوّعة وممتازة. أصحابها بعيدون كلّ البعد عن التطرّف، منفتحون، معتدلون، يمثّلون الخط الإسلامي الصحيح. ما يؤكّد أنّنا سنشهد فكراً جديداً يترافَق مع التجديد الذي وعَد به المفتي بعد انتخابه، من أفكار ومشاريع... وهذا التجديد لا شكّ في أنّه سيثمر على مستوى البلد برُمَّته».

أمّا بالنسبة إلى تعليمات دريان، فيوضح المصدر: «يَحرص مولانا على الحفاظ على مسافة واحدة من جميع أبناء الطائفة، تعليماته واضحة وصارمة: أعطوا الصورةَ الحضارية والشفّافة لإدارتنا للانتخابات».

وعن رأيه في التدخّلات السياسية والتجاذبات التي تظَلّل أسماء المرشّحين، يجيب المصدر: «لم أتبلّغ بأيّ تدخّلات مباشرة، عِلماً أنّها قد تحدث لاحقاً، ولكن حتى الآن ما يدور لا يتجاوز النقاشات، فكلّ طرَف يحاكي جمهوره، وهذا المشهد ليس غريباً عن الحياة الديموقراطية».

وعمّا إذا سيغيب صوت الرئيس سعد الحريري عن الانتخابات، يجيب المصدر متفائلاً: «قد يكون حاضراً من خلال إرساله مندوباً، من حقّه إرسال صوته، ضمن آليّة قانونية، مُصدّقة لدى كاتب العدل».

نوايا «المستقبل»

في سياق متّصل، يلفت مصدر نيابي في تيار «المستقبل»، إلى «أنّ التيار يدعَم النهج التطويري والإصلاحي لدار الفتوى في المرحلة المقبلة»، رافضاً اعتبارَ النتائج محسومة، «من المبكر الحديث عن النتيجة، لأنّ هذا الاستحقاق لا يخوضه التيار كتيار، إنما نسعى لإشراك الجميع في المسؤولية، ليس لدينا لا النيّة ولا الطموح لنحوّلَ المجلس الشرعي مجلساً لتيار «المستقبل»، بل لكلّ الطائفة». ويضيف: «المسعى ليس لتحالفات سياسية، بل تحسين التمثيل في المجلس الشرعي، على نحو تتحمَّل كلّ الأطراف مسؤولية التغيير المرتقَب».

يُذكر أنّ طلبات الترشيح لعضوية المجلس الشرعي بلغَ عددُها 135، أمّا لعضوية المجالس الإدارية في دوائر الأوقاف فبلغ عددها 194، ويبقى مجال الانسحاب مفتوحاً أمام المرشّحين حتى الأولى من ظهر السبت، أي موعد انتهاء دوام العمل في الدار.

في وقتٍ تُواصِل الطائفة السنّية خطواتها في ترتيب منزلها، من انتخاب مفتٍ إلى تحديد موعد لانتخاب المجلس الشرعي، والمجالس الوقفية، حتى إنَّ موقعها الإلكتروني قيد التجديد، يحِزُّ في نفس اللبنانيين كافّة العجز عن تحديد موعدٍ لانتخاب رئيس للجمهورية... إلى متى الرسوب في الاختبار الوطني؟
ناتتالي اقليموس -الجمهورية

  • شارك الخبر