hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

اليونسكو تحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة في بيروت

الإثنين ١٥ أيار ٢٠١٥ - 22:31

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

برعاية معالي وزير الإعلام السيد رمزي جريج، وحضور نخبة من الإعلاميين والأكاديميين والحقوقيين والناشطين في مجال حرية التعبير، نظّم مكتب اليونسكو في بيروت احتفالاً باليوم العالمي لحرية الصحافة حول موضوع هذا العام:

"دعوا الصحافة تزدهر! نحو تقارير أفضل، ومساواة بين الجنسين، وسلامة وسائل الإعلام في العصر الرقمي".
عُقِدَت هذه الندوة اليوم الاثنين، 4 أيار مايو في مكتب اليونسكو في بيروت، وتناول خلالها المشاركون في حلقتين متتاليتين:
أ) الإعلام المستقلّ والنوعي في العصر الرقمي
ب) التحدّيات التي تواجه حرّية التعبير في العصر الرقمي
انطلقت فعاليات هذا الحدث بكلمة ترحيب من د. حجازي إدريس ممثلا الدكتور حمد الهمّامي، مدير مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت. ثم كانت كلمات افتتاحية لكلّ من مسؤول برامج الاتصال والمعلومات جورج عوّاد، المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، ومعالي وزير الإعلام رمزي جريج. كما تخلّلت مداخلات لمديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان، لإعلامي في المؤسسة اللبنانية للإرسال بسام أبو زيد، ، مدير تحرير صحيفة النهار غسان الحجّار ، ناشر موقع "ليبانون فايلز" ربيع الهبر، الإعلامية نجاة شرف الدين، مدير منظّمة "تبادل" للإعلام الاجتماعي محمد نجم، المدوّن والناشط الإلكتروني عماد بزّي، والمحامية ديانا رحيّم.
في كلمة اليونسكو بهذه المناسبة، أشاد السيد عوّاد بما يمثّله اليوم العالمي لحرية الصحافة، والذي يتزامن مع الذكرى السبعين لتأسيس اليونسكو، كونه "فرصة للمنظّمة وجميع شركائها لإعادة تأكيد نظرتها الخاصة حول حرية التعبير كشرط أساسي للسلام، وكركيزة للعمل الصحفي في العصر الحديث".كما ركّز السيد عوّاد في كلمته على علاقة وسائل الإعلام بأهداف التنمية المستدامة لمرحلة ما بعد 2015، ولاسيما من حيث "التشجيع على إقامة مجتمعات مسالمة لا يهمَّش فيها أحد من أجل تحقيق التنمية المستادمة، وإتاحة إمكانية وصول الجميع إلى العدالة، وبناء مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة وشاملة للجميع على جميع المستويات".
كما تطرّأ مسؤول قسم الاتصال والمعلومات في اليونسكو إلى مسألة السلامة، ولاسيما ببعدها الرقمي، ذاكراً بعض التهديدات الخطيرة التي يتعرّض لها الصحفيون على الانترنت، ومنها: حجب الخدمة وتشويه صفحات المواقع الإلكترونية والترهيب والتحرّش، وحملات التضليل وتشويه السمعة، فضلاً عن مصادرة منتجات العمل الصحفي.
وقد أشار عوّاد إلى مسألة تكريم الصحفي والناشط في مجال حرية التعبير في سوريا مازن درويش، والذي فاز بجائزة اليونسكو -غييرمو لحرية الصحافة لهذا العام تقديراً للعمل الذي قام به في سوريا لأكثر من عشر سنوات من تضحية شخصية عظيمة، وتحمّل حظر السفر، والملاحقة، وكذلك الاعتقال المتكرر والتعذيب، وهو معتقل منذ شباط فبراير 2012.
توجّهت المنسّق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيدة سيغريد كاغ في كلمتها إلى الصحفيين أنفسهم: "يمكنكم أن تفتخروا لكونكم موجودين في لبنان، فقد شكل لبنان دوماً واحةً لحرية الصحافة في المنطقة". وأضافت كاغ "إن الإعلام في لبنان نموذج لللإعلام الحرّ وخاصةً للإعلام في هذه المنطقة الذي لا يحظى بحرية التعبير التي هي بمتناول الإعلام والمواطنين اللبنانيين. ولذلك فأنتم قناة لصنع القرارت على النطاق الوطني ولكن أيضاً قوة دفع للتغيير على النطاق الإقليمي". وتابعت كاغ "إن تعددية وجهات النظر في لبنان مهم جداً. ولكن مع هذه التعددية وإمكانية الحصول على المعلومات تأتي المسؤولية وبالنسبة لي أيضاً المحاسبة". فيما وجّهت تحيّة إلى "الكثير من المدونّين والصحفيين الغير قادرين على حضور هذه اللقاءات لمجرّد أنهم رفعوا صوتهم".
وفي كلمته، رأى معالي وزير الإعلام رمزي جريج أن "هذا اليوم الذي تحتفل به منظمة اليونيسكو كل عام هو مناسبة نعود بها الى ذواتنا محاولين تقييم مدى التزامنا بالحرية الصحافية وما تفرضه علينا من موجبات. ففي مراجعة، ولو سريعة، لمسار هذا الالتزام منذ اليوم الاول لاعتماد اعلان ويندهوك في العام 1991 حتى اليوم، نجد ان ثمة عثرات كثيرة لا تزال تحول دون قيام الصحافي بمهمته على اكمل وجه، بما تتطلبه من هوامش لممارسة الحرية المسؤولة".
"ارفعوا ايديكم عن الصحافة لكي تستطيع ان تزدهر"، قال جريج، معتبراً أن "الصحافة لا تزدهر معنويا إلا اذا كانت مزدهرة مادياً. وهذا الامر يتطلب تدخلاً على مستوى السلطة، بحيث يكون لها مساهمات فعلية تؤمن استمرارية معينة للوسائل الاعلامية لكي تستطيع القيام بمهمتها على اكمل وجه وتتحرر من الوصايات غير المنظورة".
في القسم الأول من هذه الندوة، والتي أدارته الإعلامية ريما كركي، تناقش المتحدّثون السادة لور سليمان، بسام أبو زيد، غسان حجّار، وربيع الهبر، في مسألة أخلاقية وجودة الإعلام والمصاعب والفرص أمام استقلاليته، إضافةً إلى التطورات التي طرأت على مختلف جوانبه في هذا العصر الرقمي. فقد اعتبر أبو زيد أنه "مهما كان الإعلام تقليدياً أم إلكترونياً، فهو يجب أن يتمتع بالمصداقية والموضوعية والجودة المهنية"، متحدّثاً عن خطر اعتماد الأخبار من غير التأكد من صحّتها. كما دعى أبو زيد إلى التمييز بين "السرعة والتسرّع"، مطالباً "بمصداقية وليس غوغائية" في العمل الإعلامي.
أشارت مديرة الوكالة الوطنية للأنباء لور سليمان إلى التغيرات الكبيرة الطارئة على الإعلام والحرّيات نتيجة التطور التكنولوجي. ورأت سليمان أن "السرعة لا تبرّر التسرّع في نقل الخبر ويجب أن يتم النقل بموضوعية ومهنية عبر نوع من رقابة ذاتية"، مضيفةً أن "الإعلام هو سلاح ذو حدّين وقد يؤدي إلى الفتنة". وذكّرت مديرة وكالة الأنباء الوطنية إلى أن "أهمية وحيوية حرية الإعلام تكمن في كيفية توظيفه في نحو هادف".
في مداخلته بهذه المناسبة، اعتبر غسان الحجار أن "الإعلام اللبناني يعاني من حيث النوعية"، مشيراً إلى "النقص في التمويل والعوائد"، وأن بعض المؤسسات تواجه خطر الإفلاس. وتكلّم حجار أيضاً عن تعلّق المحتوى بذوق القارئ أو الباحث، حيث أن "الواقع الحالي في المنطقة العربية لا يساعد الإعلام في هذا المجال". ولدى الحديث عن دور المرأة من حيث مكافحة أو تثبيت الصورة النمطية للمرأة الإعلامية والمرتكزة على المظهر الخارجي، رأى الحجّار أن الرجال والنساء "شركاء في الجريمة" من حيث الخيارات وجودة الإعلام والمواضيع المطروحة.
وكان المتكلم الأخير في هذه الجلسة الأولى، ناشر موقع ليبانون ربيع الهبر، الذي ركّز على أهمية الإعلام الرقمي، نظراً لمدى التهافت المتطرد عليه خلال السنوات القليلة الماضية. واعتبر الهبر أننا "دخلنا عصر العولمة الإعلامية منذ العام 2003، حيث أصبحنا جميعاً نتلقى وننقل الأخبار". وتابع الهبر أنه "لم يكن من السهل على الإعلام الإلكتروني الاعتراف بالعصر الرقمي"، مضيفاً أن الإعلام اللبناني سرعان ما وجد نفسه مضطراً على مواكبة هذه التطورات التكنولوجية". وفي مثال على أهمّية المواطن-المراسل، لفت الهبر إلى أن 89 في المئة من أخبار الحرب في سوريا كان مصدرها موقع يوتيوب، فيما 11 في المئة فقط كانت من مراسلين.
وفي الجلسة الثانية لهذه الندوة، والتي ادارها جورج عواد، كان هناك مداخلات لكلّ من نجاة شرف الدين، محمد نجم، عماد بزّي، وديانا رحيّم. وقد تركّزت النقاشات حول حرية التعبير والتحدّيات التي تواجهها على المستويين التقني والقانوني في لبنان.
وتحدثت شرف الدين عن أهمية حرية التعبير منتقدة "حملات الترهيب التي يتعرض لها الناشطون الذين يعبرون عن رأيهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي". ولفتت إلى "ضرورة ان تواكب وسائل الإعلام حملات الناشطين إذا تعرضوا لاعتداء كون أي نشاط لا يواكبه الإعلام لا يؤخذ على محمل الجد"، لافتةً إلى الدور الهائل الذي تلعبه وسائل الإعلام في الضغط لصالح قضية معيّنة.
أما مدير "منظمة التبادل الإعلام الاجتماعي" محمد نجم فأشار إلى "ضرورة ان يكون القضاء المدني ومحكمة المطبوعات هي الصالحة بالنظر في قضايا القدح والذم عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
بدوره، شرح الناشط والمدون عماد بزي تجربته حينما أخذ للتحقيق في أحد المخافر على خلفية إبداء رأيه بوزير في الحكومة. وذكر أنه "لولا مساندة الإعلام له لكان احتجز". ولفت إلى "ضرورة ان يكون هناك قانون يحمي كاشفي الفساد عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
وأشارت المحامية ديانا رحيم إلى "ضرورة تطوير الشرائع القانونية لتتماشى مع تطور العصر ولا سيما لجهة الإعلام الإلكتروني بحيث تحول تفاعل كل مواطن مع وسائل الإعلام إلى كل مواطن خفير ومراسل".
ويُمثّل هذا اليوم العالمي مناسبة لإعلام المواطنين بانتهاكات حرية الصحافة، تشجيع وتنمية المبادرات لصالح حرية الصحافة، وتذكير الحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة.
وفي ناحية أخرى لا تقلّ أهمّية، يمثّل اليوم العالمي لحرية الصحافة مناسبة لتقديم الدعم لوسائل الإعلام المستهدفة بالتقييد أو بإلغاء حرية الصحافة. بالإضفة لكونه يوم لإحياء ذكرى الصحافيين الذين فقدوا حياتهم خلال ممارستهم المهنة.
   

  • شارك الخبر