hit counter script

أخبار محليّة

اليونسكو تحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة في بيروت

الإثنين ١٥ أيار ٢٠١٥ - 16:21

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نظم مكتب اليونسكو في بيروت ندوة بعنوان "دعوا الصحافة تزدهر نحو تقارير أفضل، ومساواة بين الجنسين، وسلامة العصر الرقمي"، برعاية وزير الإعلام رمزي جريج، لمناسبة "اليوم العالمي لحرية الصحافة".

شارك في الندوة التي افتتحت قبل ظهر اليوم ممثل مدير المكتب الإقليمي للونيسكو بيروت الدكتور حجازي ادريس، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سسيغريد كاغ، مسؤول برامج الإتصال والمعلومات في الأونيسكو جورج عواد، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب، رئيس "نادي الصحافة" بسام ابو زيد، نقيب الصحافة السابق محمد البعلبكي، مدير تحرير جريدة "النهار" غسان حجار، ناشر موقع "ليبانون فايلز" ربيع الهبر، الإعلامية مي شدياق وحشد من الشخصيات الإعلامية.

واعلن خلال الندوة عن تقديم "جائزة اليونسكو لحرية الصحافة" للصحافي والناشط في مجال حرية التعبير السوري مازن درويش.

بداية النشيد الوطني اللبناني، ثم تحدث ارديس فقال: "انها ظروف استثنائية تستحق صحافة استثنائية في اليوم العالمي لحرية الصحافة، نحن نسميها في مصر صاحبة الجلالة. ان هذا الإنفتاح الإعلامي والثقافي غير المسبوق في المنطقة العربية، تأتي هذه الفعالية للتذكير بأهمية حرية الصحافة. ونحن كما ذكر الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام للأونيسكو، هناك تقريبا قتيل من الصحافيين كل اسبوع على مستوى العالم. وفي منطقتنا هناك الكثير من الحد لحرية الصحافة عامة، ولكن في الوقت نفسه نقول: كما ان هناك انفتاح وكما ان هناك كثير من الإيجابية للصحافة في منطقتنا هناك الكثير من السلبيات".

وألقى عواد كلمة مدير المكتب الإقليمي للونيسكو في بيروت الدكتور حمد همامي، لفت فيها الى أنه "خلال هذا العام، سوف تقوم منظمة الأمم المتحدة باعتماد أهداف التنمية المستدامة، فتثير بالتالي مسألة علاقة وسائل الإعلام بأهداف التنمية المستدامة لمرحلة ما بعد عام 2015، وإسهامه المحتمل في تحقيق الهدف 16 المتمثل في "التشجيع على إقامة مجتمعات مسالمة لا يهمش فيها أحد من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وإتاحة إمكانية وصول الجميع إلى العدالة، وبناء مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة وشاملة للجميع على جميع المستويات". 

وقال: "الجدير بالذكر أنه سيحتفل في عام 2015 أيضا بالذكرى العشرين لإعلان ومنهاج عمل بيجين الذي يتضمن جدول الأعمال لتمكين المرأة.
كما يتم تنظيم الاحتفال الرئيسي باليوم العالمي لحرية الصحافة هذه السنة في ريغا، جمهورية لاتفيا (2-4 أيار 2015).

أضاف: "يشير تقرير بشأن سلامة الصحفيين صادر عن مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في تموز 2013، إلى أنه كلما تزايد عدد صحفيي الإنترنت زاد تعرضهم لاعتداءات من قبيل اختراق حساباتهم الإلكترونية بصورة غير مشروعة ورصد أنشطتهم على شبكة الانترنت واعتقالهم واحتجازهم تعسفا وحجب المواقع الشبكية التي تضمن انتقادات للسلطات. وتشمل التهديدات التي تتعرض لها الجهات الفاعلة في مجال الصحافة في العصر الرقمي ما يلي: تقفي الأثر، استغلال البرمجيات والأجهزة من دون علم الجهات المستهدفة، المواقع المزيفة، هجمات حجب الخدمة، تشويه صفحات المواقع الإلكترونية، تعريض حسابات المستخدمين للخطر، الترهيب والتحرش، حملات التضليل وتشويه السمعة، فضلا عن مصادرة منتجات العمل الصحفي. وغالبا ما تستهدف هذه الاعتداءات الرقمية النساء بشكل خاص بوصفهن مروجات للمعلومات".

وأوضح أن "اليونسكو اختارت الصحافي السوري مازن درويش، تقديرا للعمل الذي نفذه في سوريا لأكثر من عشر سنوات من تضحية شخصية عظيمة، وتحمل حظر السفر، والملاحقة، وكذلك الاعتقال المتكرر والتعذيب"، لافتا الى أن المكرم "تم توقيفه في شباط 2012، وهو محتجز منذ ذلك الحين".

أما المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان فقالت: "أريد أن أعبر عن سروري لرؤية هذا العدد الكبير من النساء في هذه القاعة وفي حقل الإعلام. ونود أن نرى عددا أكبر من النساء في صناعة القرارات والسياسة وفي مجلس النواب. أظن أن كون معظم الحضور في هذه القاعة نساء هو مؤشر للإحتمالات الواردة وللتغيير".

أضافت: "وبالعودة الى صلب موضوعنا اليوم، إحتفلنا بالأمس باليوم العالمي لحرية الصحافة واليوم نحتفل بهذا اليوم في لبنان. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قررت إعتماد يوم 3 أيار يوما عالميا للصحافة منذ العام 1993 من أجل التشديد على أن حرية التعبير هي حق أساسي لكل شخص كما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
أهمية حقوق الإنسان ليست مرتبطة فقط بالتنمية الذاتية لحقوق الإنسان وخاصة حرية التعبير، وللصحافة دور رئيسي في تعزيز السلام والأمن والإستقرار والتنمية المستدامة على المدى الطويل. وقد أظهر الربيع العربي، الذي تجاوزته الآن المآسي والأحداث والصراعات، كم هو أساسي السماح للأشخاص التعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم بما في ذلك آراؤهم المعارضة. إن الحوار والنقاش يشكلان جزءا من مجتمع سليم. وفي لبنان، أنا بصفتي ممثلة لأمين عام الأمم المتحدة على رأس 24 زميلا وزميلة من وكالات مختلفة للأمم المتحدة تعمل في مجالات متنوعة تتوزع على حفظ السلام وتحقيق السلام والدعم الإنمائي والإنساني ولكن كلها تسعى الى تعزيز حقوق الإنسان. نعمل كلنا معكم لدعم نظرة شاملة للبنان والتي تركز على السلام والأمن والتنمية والمساعدة الإنسانية".

وتابعت كاغ: "إن جزءا كبيرا من عمل الأمم المتحدة في لبنان يتأثر ويعتمد على الأشياء التي نسمعها من خلالكم، أي من خلال الإعلام، إن كانت صحافة مكتوبة، مسموعة أو مرئية أو رقمية أو عبر شبكات التواصل الاجتماعية. كل ذلك مهم وجزء من النقاش، لذلك دوركم كممثلين رسميين للإعلام مهم جدا.
وإسمحوا لي هنا أن أغتنم هذه الفرصة للإشادة بالإعلام اللبناني الذي هو إعلام نابض بالحياة والإبداع، ولو كان أحيانا يرخي الضوابط التي اعتدت عليها في بلدان أخرى ولكن هذا رائع. كل واحد منكم ملتزم ببث الخبر ونشر المعلومات وتحقيق التغيير أو وضع الإصبع على المواضيع الحساسة. أنتم وضعتم الإصبع على النبض وهذا مهم جدا لبلد حيوي وشاب وعلى تواصل عالمي. أنتم تطلبون أيضا الإصلاح السياسي وتركزون على الفوارق الإقتصادية وتتكلمون عن المواضيع الحساسة إن كانت تداعيات الأزمات أو حقوق العمال المنزليين. اليوم قرأت في الصحف عن مظاهرات وعن مواضيع كثيرة التي ربما لا تثار في كل مكان ولكنها مهمة. وأيضا تعرضون دور المرأة في كل مجالات الحياة إن كان في المنزل بالنسبة للعنف الأسري ودور الأم كوالدة ولكن أيضا كصانعة القرارات".

ولفتت الى أن "حرية الصحافة من الصحافة المكتوبة أو الإعلام بكل أشكاله تجعل المعرفة بمتناول كل الأفراد، بما في ذلك الطلاب والشباب، وكل الذين بحاجة الى معلومات لهم الحق بإمكانية الحصول على المعلومات".

وقالت: "لقد شكل لبنان دوما واحة لحرية الصحافة في المنطقة. وأعتقد أن ميزة أخرى عند الإعلام اللبناني هي تعددية وسائل الإعلام على المستوى المحلي والوطني. تقدم هذه التعددية للجميع بما في ذلك المجتمع الدولي ولكن خاصة للمواطنين، آراء سياسية مختلفة وإمكانية الإطلاع على معلومات مختلفة تؤثر على حياتهم مما يمكنهم بالتالي من تحويل صوتهم الى قوة غير مباشرة لأخذ القرارات في بلدهم. إن الإعلام في لبنان نموذج للإعلام الخارجي وخاصة للإعلام في هذه المنطقة الذي لا يحظى بحرية التعبير التي هي بمتناول الإعلام والمواطنين اللبنانيين. ولذلك تصبحون قناة لصنع القرارت على النطاق الوطني ولكن أيضا قوة دفع للتغيير على النطاق الإقليمي. إن لبنان كنز ومثال يجب أن نرعاه ونحميه. لذلك، إن تعددية وجهات النظر في لبنان مهم جدا، ولكن مع هذه التعددية وإمكانية الحصول على المعلومات، تأتي المسؤولية وبالنسبة لي أيضا المحاسبة، للتأكيد بأن الإعلام ليس ضعيفا في ما يتعلق بالوقائع وأنه يرتكز على الدلائل ويقوم بالتحقق من الوقائع لأن هناك مسؤولية".

أضافت: "تثمن الأمم المتحدة غاليا الصحافة الأخلاقية وخاصة من قبل الإعلام في ما يتعلق بالحياة أو الموت. أشعر بالصدمة أحيانا عندما أرى صورا ينشرها الإعلام العربي فلحياة الإنسان كرامة كما في الوفاة. نظهر الكثير لاسيما ويلات الحروب ولكن يمكن القيام بذلك بطرق متعددة. هناك العديد من التوجيهات وأغتنم هذه الفرصة لأدعوكم للإطلاع من جديد لمعرفة ما يمكن القيام به كمراسلين أفرادا. هذا مهم جدا من أجل المجتمع الذي نريد بناءه وحمايته".

وتطرقت كاغ الى موضوع الإعلام الإلكتروني فقالت: "رغم قدرة هذا الإعلام على كسر الحواجز بين الأفراد، فهو يكسر أيضا سيطرة الدولة على إمكانية الحصول على المعلومات. ويمكننا أيضا أن سماع صوت الأكثرية الصامتة، الذين يجدون طريقهم. ولكن الموضوع يعود أيضا الى نقطة المحاسبة".

وتوجهت الى الصحافيين بالقول: "تحملوا مسؤولية ما تنشرون. عدم معرفة هوية الكاتب لا يمكن ان تكون ضمانة. إبقاء الهوية سرية يمكن ان يؤدي الى تشويه السمعة. في وسائل الإعلام كل المعلومات علنية ولكن أعتقد أن لدينا دورا لتذكير الآخرين بأن كل ما ينشر يمكن أن يكون له إمتداد عالمي وكما يقال في اللغة الإنكليزية- الأميركية، فإن ما ينشر يصبح "viral" وأظن أن معنى ذلك "الفيروس" الذي هو من الأمراض لذلك أنا لا أعتقد أن "الفيروسية" يمكن أن تبدو إيجابية جدا. ربما تحظى بقراء كثيرين وعلى نطاق واسع، وبالتالي له تأثير، لكن علينا أن نكون حذرين، وأن نشجع النقاش والحوار بدلا من الانقسامات".

أضافت: "نحن في الأمم المتحدة أيضا نستخدم وسائل الاعلام الاجتماعية. وأود أن أقول أننا لسنا أكثر ميلا إلى المغامرة حتى الآن لأنه لدينا اسم ومسؤولية لحماية ميثاق الأمم المتحدة، لكن في بعض الأحيان في أوقات النزاعات، تكون وسائل الإعلام هي القناة الوحيدة للتواصل، والطريقة الوحيدة لإيصال الصوت بالنسبة للأوضاع الصعبة جدا وعن تداعيات الصراعات. ولكن مع ذلك، أود الإعتقاد أن الإعلام سوف يعمل على تعزيز رفاهية الآخر، أيا كان، وأن ينظر إلى البشر كواحد منا. إن إيصال الصوت واستخدام قوة الصوت ونشر المعلومات، يجب أن تساعد للترويج لعالم أفضل، عالم التشارك، عالم نفخر به، وكوكب نتركه وراءنا للأجيال القادمة".

وتابعت: "أود أيضا أن أغتنم هذه الفرصة لأشيد بكل هؤلاء الصحافيين والناشطين الذين يستخدمون مجال عملهم للتعبير من خلال وسائل الإعلام أو التقارير والذين لا يستطيعون الحضور معنا. وأعتقد أن مازن درويش هو رمز لكل هؤلاء، وجائزة اليونسكو لحرية الصحافة التي حصل عليها كانت لسبب محدد جدا، ولكنه رمز لجميع الأفراد الآخرين والصحافيين، رجالا كانوا أو نساء، ليسوا هنا، لأنهم يستخدمون صوتهم ومكانتهم للدفاع عن حقوق الآخرين".

وختمت: "آمل أن ننظر العام المقبل الى التقدم المستمر المحرز في لبنان والذي سيقوده الإعلاميون اللبنانيون إذ إنكم ستهيؤون الطريق للآخرين. وآمل أن تكون تأملات هذا الإجتماع مفيدة لإعلام أخلاقي ومسؤول حول كل المواضيع الحساسة. إن الأمم المتحدة من خلال زملائي في اليونسكو أو مفوضية حقوق الإنسان أو مركز الأمم المتحدة للإعلام، كلنا هنا ونريد العمل معكم من أجل مستقبل أفضل وأكثر أمانا وحماية للبنان".

وألقى راعي الحفل وزير الإعلام كلمة قال فيها: "قد يكون هذا اليوم الذي تحتفل به منظمة اليونيسكو كل عام مناسبة نعود بها الى ذواتنا محاولين تقييم مدى التزامنا بالحرية الصحافية وما تفرضه علينا من موجبات.
ففي مراجعة، ولو سريعة، لمسار هذا الالتزام منذ اليوم الاول لاعتماد اعلان ويندهوك في العام 1991 حتى اليوم، نجد ان ثمة عثرات كثيرة لا تزال تحول دون قيام الصحافي بمهمته على اكمل وجه، بما تتطلبه من هوامش لممارسة الحرية المسؤولة. وقد تكون الامثلة صادمة في بعض الاحيان، حيث لا يزال عدد من الصحافيين في انحاء كثيرة من العالم يتعرضون لشتى انواع الضغوط المعنوية والمادية، وقد تصل الى حد التوقيف والسجن.
فالحرية تأتي في سلم اولويات القيم في المجتمعات التي لا تزال الكلمة فيها تفعل فعلها، وهي المحرك الاساسي للتطور في شتى المجالات. من هنا كان التشديد على ان تتضمن مختلف المواثيق والدساتير العالمية، ومن بينها لبنان، ضرورة الحفاظ على الحرية وعل صونها".

أضاف: "الحرية الاعلامية كما نفهمهما وكما نمارسها هي كل متكامل، ولا يمكن بالتالي تجزئتها، وهي تترافق مع ما تفرضه من التزامات درج على تسميتها مواثيق شرف، هي بمثابة خارطة طريق لكل اعلامي ملتزم ومسؤول، ويقدر اهمية الدور الذي يقوم به.
فإذا كان عنوان احتفالية هذه السنة يركز على ازدهار الصحافة بصيغة الامر "دعوا الصحافة تزدهر"، فأنا اذهب الى ابعد من ذلك لأقول ارفعوا ايديكم عن الصحافة لكي تستطيع ان تزدهر، لأنها ان لم تكن محررة من كل القيود فإنها آيلة الى التقهقر، خصوصا في ظل الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها قطاع الاعلام بكل اوجهه، سواء اكان ورقيا ام مسموعا ام مرئيا ام الكترونيا، وقد شاهدنا في الفترة الماضية عددا من وسائل الاعلام المقروءة تلجأ الى التقشف الذاتي فقلصت صفحاتها وترافق ذلك مع الاستغناء عن خدمات بعض العاملين فيها مما خلق حالة غير مستحبة، خصوصا ان هؤلاء يفتقدون في الاساس الى الحد الادنى من الامان الاجتماعي. وهذا الامر ينسحب ايضا على الاعلامين المسوع والمرئي، حيث بات السوق الاعلاني محصورا ويكاد لا يكفي لتغطية جزء يسير من متطلبات كلفة التشغيل".

وتابع جريج: "الصحافة لا تزدهر معنويا إلا اذا كانت مزدهرة ماديا. وهذا الامر يتطلب تدخلا على مستوى السلطة، بحيث يكون لها مساهمات فعلية تؤمن استمرارية معينة للوسائل الاعلامية لكي تستطيع القيام بمهمتها على اكمل وجه وتتحرر من الوصايات غير المنظورة.
وعندما تزدهر الصحافة معنويا وماديا يصبح كل ما هو على علاقة بها معززا ومقتدرا، وتمسي التغطية الاعلامية متاحة على نطاق واسع، بحيث تشمل مختلف الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية، ويتساوى العاملون فيها من الجنسين، ويكون للمرأة فيها حصة وازنة، وهي بدأت في رسم طريقها في خارطة مهنة المتاعب، وقد يكون عدد الجنس اللطيف في كليات الاعلام يفوق بكثير عدد الذكور، وفي هذا نواح ايجابية كثيرة لما للمرأة من قدرة على التأقلم مع مختلف الظروف، مع التشديد على ضرورة تأمين الحماية الكافية لهن وضمان عدم تعرضهن للمضايقات على شتى انواعها".

وختم: "ان إحياء هذه المناسبة فرصة لنا جميعا ننتظرها مع اطلالة كل شهر ايار من كل عام، والفضل بذلك يعود الى منظمة اليونسكو والى مدير مكتبها الاقليمي في بيروت الدكتور حمد بن يوسف الهمامي ممثلا بالسيد حجازي ادريس، فله منا ومن جميع العاملين في القطاع الاعلامي الف تحية وشكر".

الجلسة الأولى
والتأمت الجلسة الأولى تحت عنوان "الإعلام المستقل والنوعي في العصر الرقمي"، أدارتها الإعلامية ريما كركي وتحدثت فيها مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب فقالت: "ان كان من حق الرأي العام ان يعرف حقيقة ما يجري من احداث محلية واقليمية ودولية، فإن التعامل مع الأحداث ونشرها ومتابعة ما يجري منها، يجب ان يتم وفق ضوابط مهنية ومعايير اخلاقية وانسانية وموضوعية تراعي ظروف المجتمع ومزاج الرأي العام، وهو ما يعني ضرورة التوازن بين حق الجمهور في المعرفة، ومرجعيته الثقافية والأخلاقية والدينية باعتبار ان المعايير الفاصلة بين اعلام وآخر هي في النهاية معايير مهنية واخلاقية، تجسد اطرا مرجعية يمكن الإستناد اليها في التمييز بين السلوك الإيجابي والسلوك السلبي، وبالتالي يسهل التفريق بين ظواهر سلوكية مقبولة واخرى مرفوضة".

ورأت ان "الإعلام سيف ذو حدين، فمن الممكن ان يكون اداة هدم واشعال فتنة بين ابناء الوطن الواحد عبر الإفراط في الإثارة وتشويه الحقائق ونشر اخبار مغلوطة وغير دقيقة وتفضيل السبق الصحافي على اعتماد الدقة والموضوعية في نقل الخبر، كما يمكن ان يكون اعلاما مسؤولا يحترم المعايير المهنية والأخلاقية ويلتزم المسؤولية الوطنية في نقل الخبر".

وقالت: "هنا تكمن مسؤوليتنا نحن الإعلاميين في ان نقيم رقابة ذاتية على كل ما نقوله او ننشره وان نعتمد الدقة وعدم التسرع في نقل الخبر الذي يكون مغلوطا وقد نتسبب من دون قصد بالإخلال بالسلم الأهلي ولاسيما اننا اشد ما نكون بحاجة الى المحافظة عليه في هذه الظروف".

ولفتت صعب الى ان "الاعلام يؤدي دورا مهما ومؤثرا في توجهات الرأي العام واتجاهاته مما يؤكد قدرة الإعلام بكل صوره واشكاله على احداث تغييرات في المفاهيم والممارسات الفردية والمجتمعية عن طريق تعميم المعرفة والتوعية، في وقت باتت فيه وسائل الإعلام جزءا اساسيا من حياة الشعوب والمجتمعات".

ودعت الى "ضرورة اعتماد شرعة سلوك مهني تتركز على طريقة تعامل وسائل الإعلام مع موضوع تغطية اعلامية عقلانية وواقعية، تتقيد بأخلاقيات المهنة واهداف المصلحة العامة بعيدا عن التسرع والإثارة، لأن السرعة في نقل الخبر في ظل المنافسة الشديدة لا تبرر التسرع في الإستغناء عن المصادر الموثوق بها وعدم التحقق من صدقيتها".

ثم تحدث ابو زيد فاعتبر ان "حرية الرأي والتعبير امر مقدس للصحافي وهناك الكثير ممن ضحوا بحياتهم بسبب رأيهم"، وقال: "نحن لسنا افضل منهم".
ورأى ان "التطور التكنولوجي جعل من كل مواطن مراسل بإمكانه ان ينشر خبرا او صورة، وهذا النشر وان أتى من مواطن عادي فلا تتوافر فيه احيانا شروط التأكد من الخبر وصحة المعلومات او الفيلم".

وقال: "لقد زاد التطور الرقمي الإلكتروني من المنافسة بيننا كإعلاميين وبين الوسائل التي نعمل في اطارها، اذ اصبح المطلوب مزيدا من السرعة في التفرد بنشر الخبر والصورة والفيلم وهي منافسة مشروعة، لكن يجب ان تبقى ضمن اطر القواعد المهنية والأخلاقية ولا اعتقد ان اعلاميا مهنيا يقدم على مخالفة هذه القواعد. ان وسائل التواصل الأجتماعي مصدر مهم للأخبار والمعلومات للصحافيين الا انه علينا ان ندقق في هذه المعلومات. وقد لاحظت خلال عملي ان كثيرين ينشرون معلومات عبر هذه الوسائل يتمتعون بمصادر وتفاصيل لا تتوافر لدى كثير من الصحافيين. وأثبتت التجربة ان هؤلاء مصدر ثقة ولا سيما لجهة التعاطي مع اي احداث او تطورات امنية في لبنان".

وخلص ابو زيد الى القول: "مع هذا التطور الإعلامي الإلكتروني نريد سرعة وليس تسرعا، نريد مصداقية وليس غوغائية، نريد عملا اعلاميا صحيحا وليس عمل هواة، نريد ان نستخدم كل هذه التكنولوجيا في التأثير الإيجابي على مجتمعنا ومواجهة تأثيرها السلبي".

أما حجار فرأى ان "الإستقلالية والجودة تكاد تكون معدومة في الوسائل الأعلامية حاليا، فالتلفزيونات تعاني من الإفلاس والصحف بمعظمها تعاني عجزا كبيرا وتكاد لا تدفع رواتبها، والمواقع الإلكترونية تعتمد القرصنة والإذاعات الشيء نفسه، وقانون الإعلام اسوأ لأنه وزع المؤسسات المرئية كوتا على الطوائف والأحزاب، ولا احد من المؤسسات الأعلامية يلقى تمويلا سهلا الا من تخلى عن استقلاليته للممولين".
ولفت الى "تراجع مستوى اللغة العربية ولغة الصحافة بشكل خاص". ورأى ان "التسابق يجعل الوقوع بمطب الأخطاء مضاعفا واصبح الإعلام اللبناني اعلاما محليا يغرق بمحليات سخيفة وتافهة".

وطالب ختاما، "بورشة اعلامية لبحث وضع الإعلام في البلد"، كما طالب الدولة "بدعم الإعلام اللبناني اسوة بدعمها الصناعة والزراعة وغيرها من القطاعات".

ثم تحدث الهبر فقال: "لم تعد المؤسسات الإعلامية مستقلة اليوم، فمن لم يدخل العالم الرقمي اصبح خارج هذا العالم الإفتراضي المسيطر".

أضاف: "لم يكن سهلا على المؤسسات الإعلامية ان تعترف بدور وقوة شبكات التواصل الإجتماعي لما لها من قدرة على ان تحل مكانها، فكان ان اضطرت هذه المؤسسات الى التعاطي مع شبكات التواصل فأفردت مقاطع اساسية في برامجها واخبارها لنقل ما يرد على هذه الشبكات".

وإذ أشار الى أنه "تأكد خلال الثورات العربية ان غالبية الأفلام التي بثتها قنوات الأخبار مصدرها ما بث على الفايسبوك واليوتوب"، قال: "الحرية تكمن في خلق الملايين لا بل المليارات من الناس القادرين على تحميل مواد تنقل الواقع كما هو، من دون تحريف او تجزئة مواد مصنوعة من مواطنين لا يملكون اي خلفية سياسية. انه المواطن المراسل والمراقب الراغب في المشاركة".

ولفت الى أن عدد مستعملي الفايسبوك في العالم هو 1,39 مليار، وهناك نحو 890 مليونا يدخلون الفايسبوك يوميا، اما عدد مستعملي الإنترنت في لبنان فهو 1,7 مليون شخص.

الجلسة الثانية
وعقدت الجلسة الثانية بعنوان "تحديات حرية التعبير في العصر الرقمي" وترأسها مسؤول برامج الإتصال والمعلومات في الأونيسكو، وتحدثت فيها الإعلامية نجاة شرف الدين عن أهمية حرية التعبير منتقدة "حملات الترهيب التي يتعرض لها الناشطون الذين يعبرون عن رأيهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي". ولفتت إلى "ضرورة ان تواكب وسائل الإعلام حملات الناشطين إذا تعرضوا لاعتداء كون أي نشاط لا يواكبه الإعلام لا يؤخذ على محمل الجد".

أما مدير "منظمة التبادل الإعلام الاجتماعي" محمد نجم فأشار إلى "ضرورة ان يكون القضاء المدني ومحكمة المطبوعات هي الصالحة بالنظر في قضايا القدح والذم عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

بدوره، شرح الناشط والمدون عماد بزي تجربته حينما أخذ للتحقيق في أحد المخافر على خلفية إبداء رأيه بوزير في الحكومة. وذكر أنه "لولا مساندة الإعلام له لكان احتجز". ولفت إلى "ضرورة ان يكون هناك قانون يحمي كاشفي الفساد عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

وأشارت المحامية ديانا رحيم إلى "ضرورة تطوير الشرائع القانونية لتتماشى مع تطور العصر ولا سيما لجهة الإعلام الإلكتروني بحيث تحول تفاعل كل مواطن مع وسائل الإعلام إلى كل مواطن خفير ومراسل".

  • شارك الخبر