hit counter script
شريط الأحداث

التدخين «يَخنق» الأنفاس ويسرق... نوم العينين

الإثنين ١٥ أيار ٢٠١٥ - 06:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الجمهورية

ربط العلماء تدخين السجائر بتطوّر عدّة مشكلات صحّية خطِرة كأمراض القلب والسرطان. وفي حين أنّ الكيماويات السامّة والمعادن الثقيلة المستهلكة أثناء التدخين هي المُلامة على هذه الآثار الصحّية المُدمِّرة، إلّا أنّ مادة النيكوتين التي تعزّز الإدمان على التدخين تُعطّل جانباً آخر من الصحّة هو النوم. فما هي أبرز الإنعكاسات التي توصّلت إليها الدراسات؟

يمكن للتدخين المنتظم أن ينشر الخراب والفوضى في عادات النوم الطبيعية، والأخطر أنّ بعض هذا الدمار لا يمكن التراجع عنه. وفي ما يلي ستة تفسيرات لطريقة تأثير التدخين في النوم:

1 - تغيير إيقاع الساعة البيولوجية الطبيعية: وجدت دراسة أجراها باحثون من University of Rochester Medical Center عام 2013 أنّ دخان السجائر قد يغيّر عمل الساعة البيولوجية عند مستوى الرئتين والدماغ من خلال تأثيره في بعض الجينات، الأمر الذي يعوق إمكانية النوم الهادئ والمُريح.

فبعد تعرّض الفئران لدخان السجائر بشكل مزمن وحادّ، لاحَظ الباحثون اضطراباً كبيراً للساعة البيولوجية الطبيعية لديها، والذي تفاقم فقط مع ارتفاع التعرّض للتبغ. واللافت أنّ انعكاسات التغيّر في الساعة البيولوجية لم تقتصر فقط على قلّة النوم، إنما شملت أيضاً زيادة خطر الكآبة، والعصبيّة واضطرابات مزاجيّة أخرى.

2 - تعزيز خطر الإصابة بانقطاع التنفّس أثناء النوم: إستناداً إلى بحثٍ أُجريَ عام 2011، إنّ المدخّنين الحاليين هم مرّتين ونصف أكثر عرضة لمعاناة انقطاع التنفّس أثناء النوم (Sleep Apnea) الناجم عن ارتخاء العضلات في الجزء الخلفي من الحلق.

ويعود سبب تعرّضهم مراراً وتكراراً لوَقف التنفّس إلى أنّ الدخان الذي يستنشقونه يؤدي إلى تهيّج أنسجة الأنف والحلق، الأمر الذي يسبب التورّم ويحجب أكثر تدفّق الهواء.

3 - الاستيقاظ أكثر خلال الليل: حَلّل علماء من Johns Hopkins University أنماط نوم 40 مدخّناً و40 غير مدخّن عام 2008. وقال 5 في المئة من المشاركين غير المدخّنين إنهم واجَهوا نوماً غير هادئ، في حين أنّ 22,5 في المئة من المدخّنين قالوا إنهم يكافحون النوم السيّئ.

وبعد استخدام مخطّط كهربائي للدماغ لمراقبة النوم في المنزل، وجد الباحثون أنّ الفئة المدخّنة حصلت على مزيد من النوم الخفيف، في حين أنّ المجموعة غير المدخّنة تمتّعت بنوم أعمق.

4 - صعوبة النوم والشعور بعدم الراحة صباحاً: على غِرار الكافيين، يمكن لمادة النيكوتين أن تؤثّر في نوعية النوم في حال استهلاكها بجرعات عالية وقبل وقت قصير من النوم. واستناداً إلى دراسة أجريت عام 2013 في جامعة فلوريدا، يفقد الشخص العادي 1,2 دقائق من النوم لكلّ سيجارة يدخّنها بسبب آثار النيكوتين المحفّزة.

إنّ الأشخاص الذين يدخّنون في غضون ساعتين من الخلود إلى الفراش يواجهون صعوبة في النوم لأنّ النيكوتين يَعوق دورة النوم واليقظة الخاصّة بهم، ويشعر المدخّن غالباً بعدم الراحة صباحاً واضطراب أكبر.

5 - زيادة احتمال معاناة الأرق: وفقNational Sleep Foundation، يمكن للأرق أن يظهر بسبب مجموعة من الظروف النفسية والطبية، وكذلك بسبب أسلوب الحياة والعادات. وبما أنّ مادة النيكوتين هي مُنبّه قويّ، فإنّ المدخّنين قد يواجهون بسهولة الأرق إذا كانوا يدخّنون بانتظام وفي وقت قريب من ساعة الخلود إلى الفراش. وقد بيّنت إحدى الدراسات أنّ النساء المدخّنات في أواخر منتصف أعمارهنّ هنّ أكثر عرضة لمعاناة الأرق.

6 - النوم لن يعود كما كان قبل التدخين: إنّ وضع حدّ لعادة التدخين سيحقّق العجائب في تحسين نوعيّة النوم. لكن من جهة أخرى، يجب معرفة أنّ الأشخاص الذين لم يدخّنوا إطلاقاً أثبتوا أنهم ينعمون بأفضل حال من النوم. صحيحٌ أنّ فرَص التحسّن بعد الإقلاع موجودة وقد أُثبت ذلك، ولكن بالتأكيد من الأفضل عدم البدء إطلاقاً.

يُذكر أخيراً أنّ الإقلاع عن التدخين من شأنه خفض خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتات الدماغية، والسرطان، والعصبية، ومشكلات الأسنان (التسوّس، أمراض اللثة، سرطان الفم)، وتأخير ملامح الشيخوخة، وتحسين المزاج وحاستي الشمّ والتذوّق، وزيادة فرَص الحمل، والأهمّ أنّ العمر سيطول!
سينتيا عواد

  • شارك الخبر