hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - جورج غرّه

الطبول قرعت... وحزب الله جاهز لمعركة القلمون

الإثنين ١٥ أيار ٢٠١٥ - 05:35

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

طبول حرب القلمون قرعت، حرب عرفت بـ"حرب الربيع"، تكلم عنها الجميع وتوقعها بشكل حتمي، الربيع إنطلق ولم يتغير شيئ في المنطقة. لبنان يتابع تطورات المعركة المقبلة بقلق كبير، والجميع توقع إنطلاقها منذ شهر وأكثر، فالتحضيرات مكتملة من الجانبين، أي الجيش السوري وحزب الله من جهة، وتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة والفصائل المسلحة الأخرى من جهة أخرى.
الجيش السوري وحزب الله أطلقا الحرب التي أعدا لها بشكل خافت من خلال إستهداف أماكن إنتشار المسلحين عبر عمليات نوعية نفذها سلاح الجو السوري بشكل يومي. واليوم طبول الحرب تقرع في القلمون من جديد وبصوت عال هذه المرّة، وحزب الله حشد للمعركة، كما حشد في الماضي لمعارك القصير ويبرود وغيرها. والمعلومات الواردة تؤكد أن حزب الله إستدعى فرقاً مقاتلة من مناطق عدة من سوريا كما سحب فرقة كبيرة من الداخل اللبناني، لأنه يعتبر أن هذه المعركة مصيرية في منطقة فيها أكثر من 4000 مسلح سوري لا مكان لفرارهم لا نحو الداخل السوري، ولا نحو الداخل اللبناني، كما يتطلع الحزب إلى حسم المعركة سريعا لكي لا تتحول إلى حرب إستنزاف.
أما الجيش السوري النظامي، فهو على إستعداد جزئي لهذه المعركة بسبب سحبه فرقا عسكرية كبيرة مؤخرا نحو جسر الشغور وإدلب وحلب ودرعا، حيث تخاض معارك ضارية في تلك المدن، والنظام هو بحاجة لكل عنصر موجود على الجبهات هناك. وفي ظل هذا التعثر السوري "هل يخوض حزب الله معركة القلمون منفردا؟". المصادر المطلعة تشير إلى أن حزب الله قادر على خوض هذه المعركة منفردا على الأرض ولكنه بحاجة لدعم من سلاح الجو السوري، لافتة إلى أن هذا الإسناد الناري السوري من الجو مؤمن ومحسوم.
النظام السوري وحزب الله يحكمان الطوق الداخلي على المسلحين من الجانب السوري، بينما الجيش اللبناني يحكم السيطرة على الحدود اللبنانية وأنظاره على المسلحين وتحركاتهم، وقد علم أن حزب الله حشد أكثر من 3000 عنصر لخوض المعركة معظمهم ممن شاركوا في معارك القصير ويبرود، تم تجهيزهم بأسلحة جديدة صاروخية موجهة وبراجمات سريعة الحركة والتنقل، ومدافع تجر بواسطة سيارات رباعية الدفع وصلت مؤخرا إلى لبنان وجرى نقلها إلى البقاع ومنه إلى القلمون.
في هذا الوقت، تدور المعارك بين فصائل القلمون الشرقي وتحديدا بين فصائل أحرار الشام و"داعش"، حتى أن تنسيقيات المعارضة تعترف بوجود ‏خلافات كبيرة بين الفصائل وترجع السبب الى تعاطف جيش أحرار الشام مع "داعش"، وتؤكد أن الأوضاع تسوء بشكل متسارع إلى حد الإقتتال. وفي وقت يتحضر جيش أحرار الشام الى مبايعة "داعش" في القلمون، تتوعد جبهة النصرة برد قاس. وتنفيذا لمشروع داعش في المنطقة إقتحم التنظيم مقرا لأحرار الشام في منطقة الرهوة وإعتقل قائد الحركة أبو حمزة الطفيلي، وذلك لإخضاعه لمبايعة التنظيم.
الخلافات بين الفاصائل المسلحة تطورت أكثر ووصلت الى أن قام تنظيم "داعش" بقتل أحد أبرز قادة "جبهة النصرة" وأميرها المدعو "ابوعامر" في القلمون خلال معارك بين الطرفين في منطقه المحسة بسبب الخلافات بينهم. يذكر ان "أبو عامر" هو قيادي عسكري هام في "النصرة" إستلم مهمة قيادة قطاعها في القلمون الشرقي بعد ان قسمت "النصرة" منطقة القلمون إلى ثلاثة قطاعات عسكرية.
الجيش السوري وحزب الله يستمران في إستهداف الفصائل المسلحة عبر الطيران والصواريخ بشكل دوري وشبه يومي ضمن عمليات عادية وخصوصا في الجرود القريبة من لبنان في عرسال والجراجير وفليطا وعسال الورد وذلك بهدف منع المسلحين من التمدد أكثر، بإنتظار أن يتم اتخاذ قرار انطلاق المعركة بشكل نهائي.
حزب الله أطلق إستعداداته بشكل علني وهو قام بنقل السلاح والعتاد والصواريخ من البقاع عبر السلسلة الشرقية نحو نقاط سيطرته، وأجرى مناورات واسعة ايضا للعناصر الذين لم يقاتلوا بعد في معارك كبيرة لمعرفة مكامن الخلل في صفوفهم قبل المعركة لتفادي الخسائر البشرية، في حين اقتصر دور الجيش السوري على الإسناد الناري الجوي.
وهنا يجب التطرق إلى قضية العسكريين المخطوفين لدى "داعش" والنصرة"، لأن الجميع يتخوف من اندلاع المعركة ومن أن يصاب المخطوفون بأي مكروه لأنهم متواجدين في منطقة ستشملها المعارك بشكل حتمي، ولكن المصادر تؤكد أن الحزب قد حدد مكان تواجد المخطوفين في 5 نقاط سيتم تحييدها عن المعركة، ولكن هل سيتم إستعمالهم كورقة ضغط على الجانب اللبناني لوقف المعارك؟ وهل ستعود التصفيات؟
وعلى الصعيد السياسي، حزب الله تلقى جرعات الدعم والمعنويات من حلفائه، فالتيار الوطني الحر يدعمه في المعركة إلى أقصى حدود، كما ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يقف إلى جانب الحزب، في حين أن الفريق الآخر يتطلع نحو المعركة من منظار الخسارة والربح ويتطلع إلى نتائجها في حال خسر الحزب المعركة.
معنويات عناصر حزب الله عالية جدا، وهم ينتظرون إنطلاق الزحف الأرضي في القلمون لتحقيق التقدم السريع على الأرض في وجه مئات المسلحين الذي لا مفر من أمامهم نحو الداخل السوري، وحتى من ورائهم نحو الداخل اللبناني، حيث ينتشر الجيش اللبناني من جرود رأس بعلبك مرورا بالقاع وصولا إلى جرود عرسال. وتقول المصادر في هذا الإطار، إن الجيش لن يسمح بتقدم أي مسلح نحو الأراضي اللبنانية عبر غطاء ناري كثيف وهو قام بتحصين مراكزه وإستحداث نقاط جديدة عززها مؤخرا بالعديد والعتاد.
حزب الله جاهز والجيش السوري جاهز جزئياً للمعركة التي تقرع طبولها بشدة وينتظرها الأطراف كافة في لبنان، والجميع يعرف كيف ستنطلق المعركة ولكن لا أحد يعرف كيف وأين تنتهي، لأن سيناريوهاتها غامضة جدا ومفتوحة على كل الإحتمالات، في ظل التخوف من تدفق المسلحين إلى الحدود اللبنانية لأن الهجوم سيبدأ من الجانب السوري نحو الحدود اللبنانية.

 

 


 

  • شارك الخبر