hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

باسيل من راشيا: لبنان بلد التوازن وسيبقى جسرا بين الشرق والغرب

الأحد ١٥ أيار ٢٠١٥ - 16:16

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

قام وزير الخارجية والمغتربين المهندس جبران باسيل بجولة في قرى وبلدات قضاء راشيا، بدأها عند التاسعة صباحا في بلدة عيتا الفخار، حيث زار مبنى البلدية وكان في استقباله رئيس البلدية ميشال الغريب، واعضاء المجلس البلدي والمخاتير وأهالي البلدة، ثم شارك في قداس أقيم في كنيسة البلدة ترأسه الأب متري الحصان، ثم انتقل الى كنيسة السيدة في راشيا الوادي، وشارك في قداس ترأسه الاب ادوار شحادة الذي رحب به في حضور النائب انطوان سعد الذي القى كلمة ترحيبا بباسيل ودعاه لتكرار الزيارة الى راشيا الوادي، كما رحب النائب السابق فيصل الداود بباسيل موجها التحية للنائب العماد ميشال عون.

وبدعوة من بلدية راشيا الوادي، أقيم احتفال على مدرج قلعة الاستقلال تحدث فيه رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ العميد المتقاعد مروان زاكي الذي امل "انتهاج سياسة الاعتدال"، مشددا على "الحوار بين اللبنانيين لان لغة العنف هي دليل تخلف المجتمعات".

اما سعد مهنا فحيا الجيش والقوى الامنية، ودعا الى "استكمال اللقاء بخطط انمائية واقتصادية تنال منها راشيا حصة وافرة".

بدوره ألقى رباح القاضي كلمة الوزير وائل ابو فاعور رحب فيها بباسيل والحضور، موجها رسالة "ملؤها التقدير والاحترام لشخص الوزير باسيل ودوره في المجالين السياسي والوزاري"، مؤكدا ان "الحزب الاشتراكي مقتنع بحسن العلاقة والتواصل الدائم مع التيار الوطني الحر لما فيه خير البلد ومستقبله واستكمالا للمصالحة الكبرى".

باسيل

أما باسيل فحيا الحضور على "هذا اللقاء الذي يكتسب رمزية مهمة بموقعه وزمانه"، وأكد ان كلمته ستكون "مستوحاة" من كلمات الذين سبقوه بالكلام "وستكون مبنية على الصدق والصراحة والمحبة بقول الحقيقة ولو كانت جارحة، لأن هذه المنطقة قائمة على حقائق تاريخية، من هذه القلعة الصامدة التي ترمز لإستقلال لبنان، وهو أغلى ما يكون عندنا بعد وحدتنا، ولا نستطيع المحافظة على إستقلالنا بدون وحدتنا، ولكن وحدتنا يجب ان تبنى على الخير وليس على الباطل على الحق والحقيقة، حتى نتابع المشوار، والذي لا نقوم به كلبنانيين حتى نتغنى بالعيش المشترك، لأننا نعطي المثال لأن الإنسان يستطيع أن يعيش مع الإنسان الآخر، وهذا المثال يعطى في بلد امتزجت فيه الحضارات ونجحت وتصادمت وتفاهمت وتصارعت وعادت وتصالحت وتحاربت، وهذا المسار طبيعي بين الشعوب، وفي تطور الشعوب وفهمها لحقائق تتغير في أوقات وأوقات تبقى كما هي، لأن المفهوم المطلق لله وللخير لا يتغير، إنما كيفية التعبير عنه بالتجلي على حرمون او على مقربة منه، طالما التجلي هو تجلي الفكر حيث اراد المسيح أن يعظمه فكرا للسلام والمحبة المناقض لردة الفعل المتطرفة على فعل متطرف، فالشر يقابل بالخير وهنا القيمة المطلقة التي قبلناها نحن كلبنانيين حتى ولو اختلفنا لنعود للتفاهم فيما بيننا".

وقال: "هذا مفهومنا وهذا الإصطفاف السياسي الذي نجده خيرا للبلد إنما عندما يكون الانسان اعمى بخيارات غير لبنانية فهذا يضر بالوطن، إننا نختلف بالسياسة لكن ليس بكل شيء. وهنا نحن بحاجة لأناس من أجل تجسير بين الضفتين لنعبر من ضفة الى اخرى ونعود الى طبيعتنا اللبنانية، نختلف بالسياسة إنما ليس بشكل دائم لأن لا صحة سياسية فيها".

وقدر باسيل موقف "الذين يعملون على التواصل بين اللبنانيين فلدينا القدرة والمسؤولية للقيام بهذا العمل ويشجعنا على هذه الطريق الحزب الاشتراكي الذي يجمعنا في مفاهيمنا الوطنية وتاريخنا الوطني، فنحن "قلب لبنان" وفي بداية مفهوم التعايش، وفي راشيا انتم تجسدون هذا المفهوم ليس بالصدفة، وتخطيتم الحرب اللبنانية وحافظتم على حد ادنى من العيش الواحد، إذ نصلي معا ونتواصل ونتشارك ونفرح ونحزن معا، وهذا ما نبني عليه لأنه قناعة شعبية، عندها نحن كسياسيين مهما عمقنا خلافاتنا السياسية ستبقى الإرادة الشعبية أقوى".

وتابع: "العلاقة العمودية والأفقية للانسان التي تحدث عنها ممثل الوزير وائل أبو فاعور رباح القاضي، تدفعنا للتفكير بأن الإنسان مع الإنسان الآخر بعلاقته الافقية قائمة على انتمائه وانتسابه لدولة، وعلاقته العمودية قائمة على ايمانه فلا يجوز ان يتعارضوا مع بعضهم، لأنهم يوميا يشكلون تقاطعا مليئا بالخير، وهذا ما نؤمن به نحن اللبنانيين ونحافظ عليه. للأسف في اوروبا علمنة الدولة تعني الالحاد فضعفت العلاقة بالله الخالق، اما نحن بالشرق باتجاه عمودي واحد لا نتحدث مع الانسان الا على اساس علاقتنا مع ربنا".

أضاف: "لبنان بلد التوازن يجب المحافظة عليه وعلى خصوصية انسانه لأن التنازل عن المصالح والمكاسب ممكن ولكن التنازل عن الذات هو انكار للذات وينهي التعايش، لذا، لا يوجد ام في العالم تتنازل عن ابنها بل يمكن ان تموت من اجل ولدها. والشعب الذي يتنازل عن كرامته وعن حقه في الوجود الحر لا وجود له، لذا نحن نتنازل عن حياتنا من اجل وطننا ولكن لا يمكن ان نتنازل عن وطننا وحقوقنا فيه".

وقال: "هذه المعادلة نؤمن بها ونتحدث مع بعضنا فيها بقلب مفتوح ويجب ان نقبل بالاخر من اجل المحافظة عليه، من هنا سيبقى لبنان غنيا وسيبقى جسرا بين الشرق والغرب، فإخوتنا في الحزب الاشتراكي وكثير من اللبنانيين ونحن التيار الوطني الحر مدعوون للعمل على جسر التواصل لنحافظ على حياة الناس وهذا ليس قليلا في بلد مثل لبنان حيث نخسر فيه حقنا بالحياة الطبيعية لأن في الضفتين مسؤولين عن هدر حقوق الناس وهدر اموال الدولة، فثروات لبنان الكبيرة موجودة بالاغتراب، لأن المغتربين يشكلون اربعة اضعاف وهم ثروة لبنان، ويجب أن نعطيهم حقوقهم ولا نتنكر للبنانيتهم لأننا يجب ان نحافظ على اللبناني لأنه يأتي بالمال والسياسة وهو بارز في كل دول العالم بفكره وثقافته وعمله وحضارته وانسانيته من خلال قدرته على فهم الاخر في كل دول الاغتراب، فاللبناني الفريد بحذاقته نشد على يده ونحافظ عليه وعلى كل اللبنانيين لاننا كلنا واحد من اجل لبنان".

وختم: "المشهد الموجود حاليا في لقائنا في راشيا من كل الاحزاب والطوائف هو دليل حقيقة يجب ان نتمسك به، فليس لنا الا بعضنا البعض مهما اختلفنا لاننا اخيرا سنجلس معا ولبنان لا يتقسم، لأن التقسيم هو "آفة"، لذا، فإن رسالتنا ودورنا أكبر من لبنان، ولبنان لن نتخلى عنه لا بحكمه ولا بمساحته ولا بدوره".

بعد ذلك تابع باسيل جولته فزار بلدات كفرمشكي وحوش القنعبة وبيت لهيا وعين حرشا واختتمها في عين عطا حيث كان في استقباله رؤساء بلديات هذه القرى ومخاتيرها ومجالسها البلدية وفاعلياتها واهاليها.

في محطته في عين حرشا، تحدث باسيل عن "معنى التجلي في جبل حرمون"، وقال: "إنه كانت له زيارة سابقة الى هذا الجبل"، ثم تطرق الى موضوع "داعش"، فسأل "هل من أحد في لبنان بمنأى عن خطر داعش مهما كانت طائفته أو مذهبه؟ واذا كان أي طرف على قناعة أنه بمنأى، فليخبرنا بذلك".

في عين عطا، تطرق الى موضوع العسكريين، داعيا الى "إطلاق سراحهم مهما بلغت التضحيات".

واختتم زيارته الى عين عطا بزيارة كنيسة مار الياس، حيث كانت استراحة قصيرة في صالون الكنيسة.

وزار باسيل خلال جولته مقر اتحاد بلديات قلعة الاستقلال، حيث كان في استقباله، رئيس اتحاد بلديات قلعة الاستقلال عصام الهادي، الذي ألقى كلمة انتقد فيها "زيارات المسؤولين لهذه المنطقة يوم عيد الاستقلال فقط على مدار السنة"، مشيرا الى "عرقلة المشاريع المقررة لهذه المنطقة"، مثنيا على "دور الوزير أبو فاعور في دعم هذه المنطقة في الإدارات الرسمية".

ثم ألقى باسيل كلمة، تحدث فيها عن "الجهود التي يبذلها على صعيد السفارات اللبنانية في الخارج".

وبعد نقاش حول عائدات البلديات من شبكات الهاتف الخليوي، ووضع المسؤولية في وزارات الداخلية والاتصالات والمالية، انتقد "عدم وضع المرسوم ليتسنى للبلديات قبض مستحقاتها من العائدات فصليا، أي كل ثلاثة أشهر"، وتمنى أخيرا "عدم تضييع الفرص من خلال وضع العراقيل أمام المراسيم التطبيقية لاستخراج النفط والغاز".

المحطة الاخيرة في جولة باسيل، كانت في دار الافتاء في بلدة خربة روحا، في المنطقة، حيث كان في استقباله المفتي الدكتور أحمد اللدن وحشد من الفاعليات، وركز اللدن في كلمته على: "النموزج اللبناني في العيش المشترك، الذي هو مرآة للنموذج في منطقة راشيا الوادي، والتي نفتخر أن نقدمها نموزجا لكل لبنان، وأن القضية واحدة بين المسلمين والمسيحيين، وهم واحد ومصيرهم واحد"، مرحبا في الختام ختمها ب"الوزير باسيل".

من جهته، رد باسيل التحية بمثلها للمفتي اللدن، شاكر له "كلمته التي يشعر فيها الانسان بالعمق الديني، عدا ضيافته".

ثم تحدث عن النموذج اللبناني، الذي اعتبره اليوم "تحديا كبيرا اتجاه العالم أجمع، لأنه قدم للعالم نموذجا خاصا بالعيش المشترك، فاذا سقط يكون بسقوطه قد أثبت عجزنا أمام هذه التحديات".

وأكد أن "بعض المتطرفين يصورون الإسلام عكس ما هو عيله من محبة وتسامح"، معتبرا أن "هذه مسؤولية تقع ليس على المسلمين وحدهم، بل على المسيحيين أيضا، وهذا ما يجعلنا أن نبقى بمنأى عن المخاطر التي تحيط بنا".

وانتهت الزيارة بغداء أقيم على شرف باسيل في مطعم الكنز في راشيا الوادي.
 

  • شارك الخبر