hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

سليمان: لا مكان بيننا لمنطق التبعية والتزلف والإرتهان لأننا نركع فقط أمام ربنا وعلمنا اللبناني

الأحد ١٥ أيار ٢٠١٥ - 14:40

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 إفتتحت رابطة البترون الانمائية الثقافية ندوات شهر أيار الثقافية تحت شعار "الولاء للوطن فوق كل إعتبار"، بحضور السفير بهجت لحود ممثلا الرئيس ميشال سليمان الذي اعتذر عن المشاركة في الندوة بسبب الوعكة الصحية التي ألمت به.
وحضر ايضا ممثل وزير الإتصالات بطرس حرب شقيقه كمال حرب، ممثل الوزير جبران باسيل المهندس طوني نصر، ممثلة نقيب المحامين في الشمال فهد المقدم المحامية جورجينا عسال وممثلون عن الأحزاب والتيارات السياسية وأعضاء الرابطة وحشد من رجال الفكر.
بداية النشيد الوطني ونشيد الرابطة، ثم كلمة ترحيب لرئيس الرابطة الدكتور سمير ابي صالح أكد فيها دور الجيش اللبناني في الحفاظ على الوطن.

ثم نوه نقيب المحررين الياس عون بنشاطات الرابطة، موجها التحية الى الرئيس سليمان وقال: "من أعلى الهرم في الرئاسة رحلة أمضاها فخامة الرئيس ميشال سليمان وفوق المنكبين إكليل المجد وفوق الرأس صولجان المسؤولية. ستة أعوام صرفها في قصر بعبدا عمل خلالها بكل جهد وتضحية وشفافية في سبيل مجد وديمومة لبنان، هذا الوطن الأغلى الذي نفديه بالغالي" .
وتابع: "عمل الرئيس السابق سليمان على جمع اللبنانيين في بوتقة الألفة والمحبة والتضامن، كما عمل مخلصا في سبيل توحيد صفوف السياسيين لخدمة لبنان. طيلة ولايته الرئاسية ظل الحكم بين جميع السياسيين من نواب ووزراء وعاملين في محراب السياسة والشأن العام، وما إعلان بعبدا إلا تأكيد على لبنان المستقر أمنيا والمتوثب دائما نحو الإنفتاح على محيطه العربي، ولا فرق بين دولة عربية وأخرى، هو اللبنان الذي إرتضيناه بعد إستقلال. مدد النواب لأنفسهم، والرئيس العماد ميشال سليمان لم يمدد، آثر مغادرة القصر الرئاسي والإنصراف الى عالم السياسة".

بعدها، ألقى المحامي ميشال قليموس كلمة الرئيس سليمان، قال فيها: "على أرض البترون الخضراء، على هذه الأرض المقدسة، والتي عانق ترابها بطريرك الحرية القديس يوحنا مارون وبطريرك لبنان الكبير الياس الحويك. على هذه الأرض المجبولة بالتاريخ وبدماء شهدائها الأبطال، أقف اليوم مرددا ما قاله أمين الريحاني يوم دخل غابة أرز الرب قال: "إخلع نعالك قبل دوس ترابه فتراب لبنان رفات رجاله".
اضاف: "بسبب ظروف طارئة حالت دون تمكنه من أن يكون معكم هذه الأمسية، كلفني وشرفني فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان تمثيله في هذا اللقاء الوطني والعائلي، وذلك بدعوة تكريمية من رابطة البترون الإنمائية والثقافية، ولقد كلفني فخامته بنقل كامل إحترامه ومحبته الى كل شخص منكم، فإلى رئيس الرابطة الدكتور سمير أبي صالح والأعضاء الأعزاء والحضور الكريم، أقدم كل التقدير والإحترام، وخصوصا لهذا اللقاء الذي تحتاجه كل منطقة من مناطق لبنان".
وقال: "نلتقي اليوم في ظل أجواء الفراغ والتشرذم والخوف على الكيان والمصير. نلتقي اليوم لنؤكد أننا أبناء الرجاء والقيامة وأننا سوف نكمل الطريق مهما كانت صعبة لأنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها كياننا للأخطار لأننا تعايشنا معها وصمدنا أمامها منذ مئات ومئات السنين. إن لبنان هو وطن الرسالة كما قال عنه القديس يوحنا الثاني وهو أيضا وطن الحرية، لأنه من دونها لا معنى لوجودنا. إن طبيعة لبنان تعكس تاريخه وحاضره ومستقبله، وإن جباله المنيعة كانت دوما رمزا للصمود أمام كل من حاول تطويع إرادتنا وكرامتنا، كما وإن سهوله كانت دوما رمزا للانفتاح، فتحول لبنان وعلى صغر مساحته وطنا يحمل في قلب هذا الشرق وعلى ضفاف المتوسط، رسالة حرية وحوار وعيش مشترك. سوف يبقى لبنان وطن الخصوصيات الذي يشكل مجتمعه الخصوصية اللبنانية، لا وطن الكثريات الساحقة والأقليات المسحوقة، وإذا نادينا بالخصوصية اللبنانية أساسا لإنتمائنا الوطني فهذا يعني ويجب أن يعني، توازنا بين كافة العائلات الروحية اللبنانية، وإذا شعرت واحدة منها بهواجس مشروعة، فعلى بقية العائلات الروحية موجب إزالة هذه الهواجس لأن الأوطان لا تبنى على واقع الخوف والغبن والحرمان، لا بل لا مكان بيننا لمنطق التبعية والتزلف والإرتهان لأننا نركع فقط أمام ربنا وعلمنا اللبناني".
أضاف: "في كل مسلم لبناني شيء من المسيحية يميزه عن كل مسلمي العالم، كما وانه في كل مسيحي لبناني شيء من الإسلام يميزه عن كل مسيحيي العالم. من هنا، فإن التنوع الطائفي هو مصدر غنى لبنان لأنه إستطاع أن يوفق عبر العصور بين الوحدة والتعدد والمعاصرة والأصالة وخصوصية الإنتماء والمواطنة. لم يبن لبنان أيها السادة على قاعدة العدد ولا على مبدأ الدين وإنما على أسس الوفاق والتوازن الوطني الصحيح والمناصفة الحقيقية، وذلك في إطار إحترام صيغة العيش المشترك وهي مبادئ أساسية نصت عليها وثيقة الوفاق الوطني. فلا لبنان المسيحي هو ضمانة للمسيحيين، ولا لبنان المسلم هو ضمانة للمسلمين، وحده لبنان، السيد الحر على كامل ترابه الوطني، بجيشه اللبناني البطل، وشعبه الأبي، الرافض والمقاوم لأي إحتلال أو إرهاب أو تكفير أو توطين، هو الضمانة الوحيدة لجميع اللبنانيين. لقد كرس القديس يوحنا مارون روح الحرية والصمود بين أبناء شعبنا، وإن وادي قنوبين هو خير دليل على تمسكنا بأرضنا كي نستحق كرامتنا وسيادتنا. وفي العام 1920 وبفضل الجهود الوطنية التي قام بها بطريرك لبنان المغفور له الياس الحويك إبن هذه المنطقة الحبيبة، تم إعلان دولة لبنان الكبير بحدوده المعترف بها دوليا. لقد نشأ لبنان كي يكون وطن الحاجة الضرورية. ولقد أتى الميثاق الوطني في العام 1943 ليؤكد على اللقاء المسيحي المسلم في تكريس الإستقلال وبناء الصيغة اللبنانية على مبدأ التوازن والوفاق. فالإنتماء الى الوطن يعني أن أغلب مصلحة وطني على أية مصلحة داخلية أو خارجية مهما كانت قريبة أو بعيدة. أن أكون لبنانيا يعني أن أسعى لتكريس مبادئ الحوار الوطني دون أن يكون ذلك ذوبانا بالآخر، لا بل أن أحافظ على تقاليدي وتراثي دون ان يكون ذلك إنغلاقا على الآخر. ان أكون لبنانيا فهذا يعني أن أحترم خصوصية الآخر وأن أتكامل معه بصورة مستمرة لبناء الهوية اللبنانية الكاملة. من هذا المنطلق يتكرس الإنتماء الوطني ومن هذا المنطلق أيضا تسود روح الطمأنينة وتسود روح العدالة والإستقرار.
فالوطن بحاجة الى إستمرار روح الحوار بين كافة قياداته خاصة وأن وثيقة الوفاق الوطني التي نصت على توازن السلطات الدستورية ومبدأ المناصفة وصيغة العيش المشترك نراها اليوم تترنح أمام رياح الفراغ في سدة الرئاسة، وذلك في ظل غياب قانون إنتخابات يؤمن التمثيل الصحيح والمناصفة الفعلية، لا بل في ظل تطبيق متوازن في صيغة العيش المشترك".
وتابع: "أمام هذا الواقع الدقيق، أرى بأن المصلحة الوطنية تقضي بإزالة الخلل الحاصل في تطبيق المبادئ التي بنيت عليها وثيقة الوفاق الوطني، والتي يتوجب تحصينها من خلال التوافق على سد الثغرات الدستورية ومنح رئيس الجمهورية الآلية الدستورية ليستطيع من خلالها تطبيق أحكام المادة 49 من الدستور، لأنه رئيس الدولة ورمز وحدة البلاد والساهر على حسن تطبيق الدستور. إن تحصين إتفاق الطائف يقوم ببناء رؤية وطنية واحدة لحماية لبنان من خطر الإرهاب والتطفير والتوطين، وكذلك لإزالة الإحتلال عما تبقى من أرض جنوبنا الحبيب. إن تحصين إتفاق الطائف يعني ضرورة تسليح جيشنا اللبناني البطل والقوى الأمنية بكافة الأسلحة المتطورة والقادرة على حماية لبنان. لا بل أن تحصين إتفاق الطائف يعني أن أحمي المواطن اللبناني من العوز والفقر والجوع وأن أؤمن له الحماية الإنسانية والقدرة على الطبابة كي يعيش بكرامة في وطن حر وآمن. هكذا نكون قد صححنا الخلل في مسيرتنا الوطنية. وهكذا نكون قد حافظنا على حريتنا وسيادتنا. وهكذا نكون قد اكدنا للمواطن اللبناني أنه أساس هذا الكيان".
وأكد قليموس أن "الإنتماء الى لبنان هو إنتماء الى الأرض التي شهدت الأعجوبة الأولى للسيد المسيح. إن الإنتماء الى لبنان، يعني أننا أبناء الوطن الذي أعطى العالم جزءا أساسيا من حضارته، فمدينة بيروت أم الشرائع كانت تعلم الحقوق يوم كان العالم قبائل متصارعة. ومدينة جبيل أعطت الحرف الذي كان أساس ثقافة الشعوب. كما وأن مدينة صور، هذه المدينة البطلة والمقاومة أمام الإسكندر كانت صرحا للديموقراطية يوم كانت الشعوب تكرس حق القوة مكان قوة الحق. وأن أكون لبنانيا فهذا يعني أن أحافظ على هذا التراث الوطني وعلى بيئة لبنان الخضراء وأن أكون حاملا لهذه الرسالة الحضارية أمام شعوب العالم قاطبة.
هذا هو لبنان الوطن، الصغير بمساحته والكبير بعمقه التاريخي. فهل أننا نفكر في أسس حماية هذا الإنتماء وهذا التراث؟ وهل أن الإنتماء أصبح في غير موقعه الوطني؟ وهل أننا نعمل على تدعيم وحدتنا الوطنية؟"
وقال: "بكل أسف أقول ان الأيام المقبلة تستوجب حوارا وطنيا صريحا وشاملا. إن الأيام المقبلة تستوجب عودة الى الذات، لا بل الى محاسبة الذات. لقد شبعنا إصطفافات وإرتباطات على حساب وحدة الوطن وإستقراره وإستمرار مؤسساته الدستورية لأنه ماذا ينفع لبنان إذا ربح العالم كله وخسر نفسه. إن لبنان والذي كان في الماضي رمزا مميزا لممارسة الديموقراطية في هذا الشرق، أصبح اليوم وبكل أسف، وطنا غير قادر على ممارستها، وبالتالي فإن الضرورة الوطنية تقضي بإنتخاب رئيس يعيد بناء الثقة والوحدة الوطنية مهما كانت التضحيات كبيرة.
فهل أن الأيام أو الأسابيع المقبلة سوف تشهد قيامة الذاكرة الوطنية، وهل أننا سوف نثبت أن ولاءنا للوطن هو فوق كل إعتبار؟ هنا تكمن مسؤوليتنا جميعا. إنها مسؤولية الإنتظار أمام هيبة التاريخ. هذا هو السؤال الذي علينا الإجابة عليه لنعلم مدى إلتزامنا بولائنا الوطني فوق كل إعتبار.
وإقتبس من كلام الرئيس ميتران قائلا: ذات يوم وفي ظل الإنقسامات السياسية التي شهدتها فرنسا أطلق الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران عبارته الشهيرة: "Dans les moments de crises, il ne suffit pas de parler la meme langue mais surtout le meme langage".
لقد آن الأوان كي يتفق قادة الرأي على أن مصلحة لبنان يجب أن تعلو فوق أية مصلحة أخرى، وأن يسعوا بروح مسؤولة ومن خلال الحوار الهادئ والمتوازن الى تأمين الوفاق الوطني لأن الوفاق الحقيقي لا يجب أن يبنى على التوافق على أخطاء وخطايا بإسم الوفاق".
واردف: "اليوم هو الأول من شهر أيار، إنه عيد العمال وهم ركيزة إقتصادنا الوطني وإنني أتوجه إليهم بأصدق مشاعر التضامن والإحترام، وتخطرني في هذه المناسبة عبارة وردت في الحديث الشريف: "إعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه". اليوم الأول هو الأول من شهر أيار وهو شهر العذراء أمنا مريم، أطلب منها أن تباركنا جميعا وتنير عقولنا وضمائرنا كي نسلك الطريق الصحيح. طريق الحق والمسامحة لأن لبنان بحاجة الى رجال يعملون على إنقاذ تاريخه وحاضره ومستقبله، فلبنان يستحق أن يكون وأن يبقى وطن الرسالة والحرية".
وختم: "في ظل المتغيرات التي تحيط بلبنان، أرى اليوم أن المصلحة الوطنية تكمن في تحصين وثيقة الوفاق الوطني وتطبيقها بشكل صحيح ومتوازن كي يتحول دستورنا الى نموذج تسعى الى تطبيقه أنظمة المنطقة لضمان إستقرارها لا بل كي تكون حياتنا الوطنية المشتركة مصدر غنى وقوة لنا، لأن طموحنا يكمن في أن تتحول قوة شعبنا اللبناني الأبي الى قوة هادرة لا الى طاقة مهدورة لأن لبنان سوف يبقى بإذن الله حقيقة واحدة، وإذا قسمت الحقيقة الى قسمين فهي بالتأكيد لن تتحول الى حقيقتين بل الى خطأين. المجد لك يا لبنان".
ثم كان حوار بين النقيب عون والمحامي قليموس الذي رد ايضا على أسئلة الحضور.  

  • شارك الخبر