نظمت ندوة بعنوان "أنواع الأشجار المحلية في لبنان والبلدان المجاورة: أهميتها الايكولوجية والاقتصادية والثقافية"، في نقابة المهندسين في بيروت، للمؤلفتين الدكتورة السا ستوت والدكتورة هلا زهر الدين، في حضور نقيب المهندسين خالد شهاب وحشد واسع من المهندسين والباحثين الزراعيين ومهتمين.
وتضمنت المحاضرة مقدمة عن مكونات التنوع البيولوجي في حوض البحر الابيض المتوسط وبخاصة في الشرق الاوسط، وركزت على اهمية اعتماد نظرة شمولية من حيث تفاعل النظم الايكولولوجية والانسان ودور الدينامكية الاجتماعية في تأثيرها الايجابي والسلبي على غنى التنوع البيولوجي، النظم الايكولوجية والمناظر الطبيعية في الشرق، حيث أن هذه الأخيرة تبرز بصمة ثقافة المجتمعات واستعمالات الثروات الطبيعية منها الغابات والأراضي الزراعية.
والقت الضوء على اهمية التنوع البيولوجي في شرق البحر الأبيض المتوسط والخطر المهدد به في المنطقة وبخاصة في لبنان منها استعمال الانواع الدخيلة من اشجار ونباتات وتأثيرها على احداث تغيير في النظم الايكولوجية واستنزاف الثروات الطبيعية في بعض الاحيان والتغيير في المعالم الفيزيوغرافيا والبيولوجية للنظر الطبيعية. ومن هنا جاءت فكرة العمل على الكتاب الاول من مجموعة كتب ستشكل موسوعة علمية وثقافية حول الأصناف المحلية واستعمالاتها في برامج التحريج وزراعتها في المساحات العامة منها الطرقات والحدائق العامة وذلك بالاضافة الى الحدائق الخاصة.
ومن ثم تحدثت عن خلفية الكتاب الذي يقدم 68 نوعا من الأشجارالمحلية المتواجدة في لبنان، سوريا، الاردن، فلسطين وتركيا؛ وامكان استخدامه من قبل الطلاب والأكاديميين والباحثين / العلماء والمهنيين وهواة ومحبي الطبيعة والمتجولين.
واشارت الى ان لكل نوع من الاشجار المحلية يجد القارىء الاسم اللاتيني والإنجليزي والفرنسي والعربي للشجرة، وصف لخصائص الشجرة موثق بمجموعة من الصور (الورق، الزه، الثمر، لحاء الجزع، شكل الشجرة)، نظامها الايكولوجي وميزاته، الطيور المعششة فيها، رمزيتها في الاساطير والقصص في لبنان والبلدان المجاورة، وطرق استعمالها من قبل المجتمعات المحلية وقيمتها الاقتصادية. هذا اضافة الى مكان تواجدها في لبنان والبلدان المجاورة ووضعها اي اذا كانت مهددة، شائعة أو نادرة، وطرق المحافظة عليها.
وتشرح مختلف الطرق المتوفرة لانبات وتكاثر الاصناف المحلية منها البذور، العقلة، التطعيم والاكثار في المختبرات وفق تقنيات متطورة، وتكلمت بايجاز عن محتويات مرفقات الكتاب منها تلك التي تتضمن فترة الازهار واعطاء الثمر، خريطة لمختلف أنواع الغابات وتوزيع المحميات الطبيعية، رسوم بيانية تظهر توزيع اماكن نمو انواع الاشجار المحلية وفق المناطق النباتية ( الطوبوغرافيا والأمطار والتربة، الخ.)، يظهر الاماكن الاكثر مناسبة لنمو / زراعة أنواع الأشجار المحلية68 في لبنان، معجم للمصطلحات التقنية والعلمية المستخدمة في الكتاب، الرسوم لميزات الخصائص الرئيسية للأشجار لمساعدة المستخدم لتعريفها.
وختمت ستوت مركزة على اهداف الكتاب، ومن أهمها: القاء الضوء على انواع اشجار محلية جديدة لاستعالها في برامج ومشاريع التشجير والمساحات العامة والحدائق الخاصة وحض الباحثين وتشجيعهم على العمل على دراسات ميدانية حول مختلف الجوانب التي نوقشت في الكتاب اضافة الى تعزيز تنمية المشاريع البحثية المبتكرة بين الباحثين في لبنان والمنطقة للعمل على أنواع أشجار محلية جديدة وللتحقيق في تقنيات إكثارها والجوانب الأخرى التي نوقشت في الكتاب حيث أن على مدى العقود الماضية تم التركيز على المشاريع والبرامج البحثية، وتلك المتعلقة بالتشجير لانواع محددة كالأرز،الصنوبر، والشربين.