hit counter script

خاص - ملاك عقيل

بين والد العريس... ووالد الشهيد!

الجمعة ١٥ أيار ٢٠١٥ - 06:25

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عُيّر الرئيس نجيب ميقاتي على مدى أيام وليالي الزفاف الاسطوري في المغرب بـ "عرس الاحلام" الذي ليس وقته ولا زمانه ولا مكانه. هو ابن طرابلس الفقيرة جدا، حيث بطون الامهات لا تنجب سوى اطفال المآسي والكبت والحرمان. بنزعة الابوة لا يمكن معايرة "الحاج نجيب" حتى لو أقام عرس نجله مالك على المريخ. أموال، وملايين، لا بل مليارات، تتعدى مليارات الرئيس سعد الحريري، يحق له صرفها كيف واينما يريد.
 رجل الاعمال راكم ثروة لم يضربها احد بحجر الفساد وتبييض الاموال والسرقة من جيب الشعب، إلا من جانب من استخدمها ضده في مجال المزايدات السياسية. هي ثروة كغيرها من الثروات اللبنانية الملتبسة التي لم يعرف يوما "من اين لها هذا". عمليا، طرحت علامات استفهام عدّة في الماضي حول مصدر مليارات نجيب وشقيقه طه ميقاتي في مجال الاتصالات وتجارة الخليوي في لبنان (بدأت منذ العام 1988) او في سوريا، إضافة الى شبهات لاحقته في مجال تهريب المكالمات الدولية.
ميقاتي، كالغالبية الساحقة من الزعماء أصحاب رؤوس الاموال، طالته سهام الفساد من دون دليل يقود الى المحاسبة. لكن مَن يعاير مَن؟ ومَن يحاسب من؟ الطبقة السياسية مضروبة من اساسها، فإذا لا مجال للنفاذ الى "الحاج نجيب" من هذه الثغرة. لماذا المغرب؟. الرجل أولا وأخيرا "بيزنس مان". وإذا كان الزفاف الملوكي يقوي "المصلحة"، فلما لا؟
المأخذ الاخر. لماذا استفزاز الفقراء؟ ولماذا هذه الاستعراضات في ظل موت سريري تعيشه الجمهورية المخدّرة؟ ولماذا لا تُنعِش السياحة بإقامة عرس الاحلام على الاراضي اللبنانية؟ تصحّ هذه الاسئلة فقط إذا تبيّن فقط ان زملاء الرئيس ميقاتي من حاملي المليارات لا يفعلون الامر نفسه... ومع حبة مسك.
الرجل أراد ان يفرح بابنه. ما المشكلة؟ ولماذا الغيرة، في غير محلها، على فقراء مدينته. فمن يبالي أصلا من اصحاب المليارات بمشاعر من اوصله الى سدّة الحكم والنفوذ. هل من سمع بتكلفة سفرة واحدة على طائرة خاصة لزعيم او سياسي لبناني؟ هل من عاين فاتورة اصحاب النخب في مطعم فخم؟ هل من يعرف تكلفة عرس لبناني من اصحاب الجاه في "البيال" حيث تتحوّل الصالة الضخمة هناك احيانا الى Venise صغيرة او ميني مملكة او مسرح شبيه بـ "مولان روج"؟ هل يعرف أحد سعر ساعة ثمينة تضعها زوجة مسوؤل ركب على اكتاف الفقراء ليصل الى السلطة؟

لا يستطيع احد ان يلوم الحاج نجيب. لا فرحة أكبر من هكذا فرحة. رزقه وحرّ فيه وأمواله بعرق ذكائه وحنكته. وهزّ الخصور في المغرب لا يشبه بشيئ هزّ الخصور في لبنان الذي قد يختلط بسمّات البدن. الدولة سائبة وليس هو من سيأتي وحده ليصلح "المقتاية".
فقط فقط، يمكن طرق باب ميقاتي ووضع العين بعينه لنقل رسالة والد الملازم الشهيد نديم سمعان اليه. سؤاله عن تلك السقطة التي حوّلته ابّان توليه الحكومة الى مدافع عن "الحقوق الانسانية" للارهابيين. يوم حوّل شادي المولوي الى بطل لا يقهر. وحده والد نديم سمعان يستحق ان يصرخ ويعبّر عن ألمه ويعاير من يفرح بإبنه... حتى لو فعلها ميقاتي في منزل من تنك في باب التبانة!

 

  • شارك الخبر