أنهت منذ أيام الكاتبة نور الشيشكلي كتابة الحلقة الأخيرة من مسلسل "علاقات خاصة" الذي مُدّد من ثلاثين حلقة إلى أكثر من سبعين. وكشفت لموقع "ليبانون فايلز" بعضاً من تفاصيله الإجرائية، وأشارت إلى أنها ستعود إلى الكتابة الثنائية مع زوجها بعد طلاق طال كتابياً. وكذلك أفصحت عن مشروع مسلسل "بيانو" مع الفنان مروان خوري وعن مسلسل "جريمة شغف" مع المنتج مفيد الرفاعي. نور الشيشكلي قالت في حوار مع "ليبانون فايلز" الأتي:
س: ثمة من يرى في "علاقات خاصة" دراما سورية على أرض لبنانية، وبعضهم يراها دراما عربية قاعدتها الإنتاجية لبنانية. ما هو التوصيف الذي تعطيه لهذا العمل؟
ج: إنه دراما عربية حتى إن لم أرغب منحها صفة، انها الأحداث الكثيرة التي تراعي البيئة في سوريا ولبنان ومصر وكل الوطن العربي.
س: وماذا عن اتهامك بجعل الممثلة اللبنانية شريرة والممثلة السورية طيبة؟ هل هي مؤامرة المخرجة مع الكاتبة؟
ج: أنا أنصفت شخصياتي، وحين كتبتها لم أكن اعلم ما هو الكاستينغ. لا يوجد انسان شرير بالمطلق. هل "جو" أكثر الشخصيات شراً هو لبناني أي الممثل ماجد المصري؟! وهل ديما قندلفت (مايا) الأكثر أنانية لبنانية؟ أنا لم أتحيّز في كتابتي، لكنني راعيت اختلاف المجتمعات في لبنان وسوريا ومصر. فالفتاة اللبنانية التي يهرب عريسها لا تقدم على احراق نفسها مثلاً؟!
س: كان المسلسل بثلاثين فتجاوز الستين حلقة؟
ج: ربما لكثرة غوصنا في التفاصيل لم نستطع اختتام الحكاية. صدقني "ما خلصت الحكاية" بالستين ربما لكثرة ما طوّرنا بالشخصيات والخطوط. وأظن أن المسلسل سيصل إلى سبعين حلقة بسبب "القفلات" التي وضعناها لكل دور وشخصية.
س: في العالم الدرامي والسينمائي حصل معهم ما حصل معكم في رحيل الممثل عصام بريدي، كيف سيتم تدارك غيابه كتابياً؟
ج: دعني أقول اولاً ان فقدان عصام كان مروعاً ولا اصدق موته. لا شك سنكمل الخط الذي اشتغله عصام وترك بصمة فيه. هو صور جزءاً مقبولاً من مشاهد الحلقات المقبلة. صحيح أنه لم يصوّر الحلقة الأخيرة ،لكنه ترك لنا مشاهد يمكن لي أن أبني درامياً عليها. من المتوقع أننا سنلتقي مع المنتج زياد الشويري والمخرجة رشا شربتجي وبفكر جماعي سنتوصل إلى صيغة. لكن بين البديل عن عصام وابقاء المشاهد التي صورها عصام، نُصر على الحل الثاني، اذ لا يجوز أن نرى بديلاً عنه في حلقة ثم في الحلقة التي بعدها يعود عصام الذي اوجعنا غيابه. نريد حلاً إنقاذياً ومقنعاً للعمل.
س: أن يكون مدير التصوير سورياً (حمادة جمال الدين)، كم أصبح الحضور السوري متناغماً بين كاتبة ومخرجة ومدير انتاج...
ج: والله ليس الأمر كما تقول. أنا لا أنظر إلى حمادة بجنسيته، بل بقوته كمدير انتاج ولكونه رجل قرار في موقع التصوير.
س: حين تمت سرقة مسلسل "علاقات خاصة" في مصر وعرضته مقرصناً إحدى المحطات المصرية ألم تقل انانيتك ككاتبة: كم هو رائعاً لتسرقه بغض النظر عن شجب القرصنة؟
ج: أبداً. لم افكر بهذه الطريقة. كنت مستاءة للخسارة التي يتكبدها منتج أخلاقي ومتميز اسمه زياد الشويري عاملنا كعائلة له. كنت إذا شئت منزعجة بقدر زياد وانتظر حلاً للمشكلة وعقاباً للمتورطين.
س: وفرح النجاح ب"علاقات خاصة"، ألم يجعلك اليوم تطرحين التساؤل: كيف راهن على نجاحي منتج لبناني ولم يفعل المنتج السوري؟
ج: المشكلة اليوم في الظروف القاهرة التي تشهدها سوريا وكان لنا بعض المشاريع التي توقفت. لا تنسى ان أجزاء مسلسل "صبايا" كانت الأولى جماهيرياً في الوطن العربي.
بين الإبنة ووالدها؟
س: من المعروف بأن ضغط الهواء حتم عليكم أن تفتحوا كاميرا في سوريا وأن يتولى والد المخرجة رشا شربتجي، المخرج الكبير هشام شربتجي، الإخراج. هل اختلفت الصورة؟
ج: كان هذا حلاً معقولاً. ثمة كيمياء كبيرة بين رشا ووالدها الأستاذ هشام. انهما من مدرسة واحدة وان كانت رشا تقرأ النص بإحساس الأنثى الرائع، هي قارئة مهمة للأحداث بين السطور.
س: وابنتك مايا ابنة الستة أعوام ممثلة في الحلقة الأخيرة ؟
ج: (تبتسم ابتسامة عريضة) مايا ستكون ابنة إحدى الشخصيات أو الثنائيات وسنراها بإسم مايا في آخر حلقة.
س: وكيف وجدتِ الممثل اللبناني؟
ج: في "صبايا" تعاملت مع عدد منهم لكن ليس بهذا الحجم وهذه الكثافة وهؤلاء النجوم في "علاقات خاصة". أعتقد ان الممثلين اللبنانيين بقدراتهم العالية كانوا مظلومين بالصيغة التي أظهرتهم سابقاً، اذ كان عدم انتشار أعمالهم سببها البيئة المحددة. هنا أحببت عدا الخليط وأنني لم أكتب لنجم محدد أو نجم يقول لي "اكتبيلي"، أحببت أن نجوم لبنان أبهرونا بما قدموه من أداء في مشاهدهم الجماعية والثنائية والفردية.
مروان خوري والبيانو
س: صداقة كبيرة تجمعك وزوجك الكاتب مازن طه بالفنان مروان خوري الذي وضع شارة مسلسل "علاقات خاصة"؟
ج: حضرته في "كازينو لبنان" وكان أكثر من رائع. لقد فهم نص العمل "عالطاير" واختزله بأغنية. قرأ بعض الحلقات وتحاور معي في مضمون العمل ثم مع المنتج زياد الشويري ليجيء عمله صائباً. ثم أتعرف أن مروان من المتابعين للمسلسل وأحداثه؟
س: وهو أعادكما إلى الكتابة الثنائية أنت وزوجك مازن بعد طلاق، لمسلسل له هو "بيانو"؟
ج: (تضحك) وصلت أنا ومازن إلى مرحلة قلنا فيها إما أن نتطلق في الحياة وإما في الكتابة، فاخترنا الثانية. لكننا اليوم سنعيد كتب كتابنا وندخل في شراكة كتابية في مسلسل "بيانو".
س: من أجل لاعب "البيانو" مروان خوري؟
ج: الفكرة تحتاج إلى فنان مثل مروان خوري، وهو أحد الأبطال وليس البطل الوحيد في المسلسل الذي فيه قصة الحب والإنتقام والصراع بين الخير والشر، لكن هناك الموسيقى وكيف تؤثر بالشخص. المشروع في بداية الحلقات الأولى وكتابته دقيقة تحمل كل ما له علاقة بجمل موسيقية وأنغام وليس مسلسلاً درامياً عادياً.
الكوميديا؟
س: قبل"علاقات خاصة" كتبتِ أنت وزوجك مازن طه والفنان المصري هيثم سعيد مسلسلاً كوميدياً لشركة "أونلاين برودكشن" اسمه "نص متر" وهو من 27 حلقة لم يبصر النور بعد؟
ج: أولاً ثمة حلقات لم تنجز بعد. بالأساس الكوميديا لا تستهويني، أما سبب توقف المشروع مؤقتاً فله علاقة بالإنتاج والتمويل وهو بحلقات منفصلة وليست متصلة.
س: هو تجربتك الكوميدية الأولى؟
ج: بل سبق وكتبت النفس الكوميدي في لوحات "ببقعة ضوء" و"صبايا"، ولكنني ميالة الى التراجيديا أكثر.
جريمة شغف
س: ما قصة مسلسل "جريمة شغف"؟
ج: هو مسلسلي الجديد الذي سيكون مع المنتج مفيد الرفاعي، ومن المرجح أن يكون بطله الممثل قصي الخولي. هي جريمة ترتبط بدوافع الحب والشغف. هذا الحب الذي يؤدي الى ارتكاب القتل. أربع نساء تريد قتل رجل واحد. لكن حين تقع الجريمة تبدأ التساؤلات من منهن أقدم على القتل.
س: ومن التي قتلت؟
ج: حسب نصي الكامل أنا سأقتله على الورق، وتمثيلياً كل واحدة من الأربع نساء لديها دافع لقتل هذا الرجل.
الكاتب ديكتاتوري
س: على سيرة الكتابة الثنائية أو الورش الكتابية، بعد تجاربك هل أنت معها أم أنانيتك تلفظها؟
ج: ورشة الكتابة هي حالة صحية وحاجة ملحة في عالمنا الدرامي، وهل أفعل وأجمل من المشاركة بخلطة الأفكار لإغناء النص؟ لكن مع الأسف فالكاتب ديكتاتوري على الورق وفي اختراع الشخصيات. يميل الى الكتابة بمفرده ومزاجه. من الصعب أن تكتب رهن المزاج لدى الشخص الآخر، فكيف بالنسبة لي أنا التي هي كتلة مزاج بل over بالمزاج.
س: لكنك أقدمت عليها مع زوجك؟
ج: وكانت تجارب ناجحة قبل طلاقنا الكتابي من "صبايا" بجزئين الى "أيام السراب" لكن هكذا أفضل لنا.
س: هل "علاقات خاصة" هو أفضل أعمالك؟
ج: هو عمل جميل ويحقق إنتشاراً ونجاحاً لكنني راضية عنه كما عن سلسلة "صبايا" و "أيام السراب" ومشاركتي في كتابة مسلسل "وجه العدالة" وأفلام: "ساكنات في قلوبنا"،...
وفي ختام جلستنا مع الكاتبة نور الشيشكلي يصل زوجها الكاتب مازن طه الذي يخبرنا أنهما استقرا في لبنان كعائلة منذ سنتين ونصف، وأنه فرح لنجاح مسلسل "علاقات خاصة" الذي يرى في قصة "أحمد زاهر وصفاء سلطان" بعض الملامح من قصته مع زوجته في الحياة كما رأى أن هذا المسلسل حقق نجاحاً بنسبة 80%،
اذ برأيه لا يوجد نجاح مئوي. كما لاحظ أن المستفيد من هذا النجاح هو الممثل اللبناني أولاً اذ أثبت العمل أن نجوم الدراما في لبنان هم من نجوم العرب الكبار.
ورداً على سؤال قال بأنه يختلف عن نور في اسلوبها الكتابي اذ هو من جيل متحفظ في الكتابة فيما هي لديها جرأة زائدة. لكنهما اليوم توصلا إلى آلية معينة من الإتفاق للعودة إلى الشراكة الكتابية.