hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - جورج غرّه

عصام بريدي ضحية ل 30 دولارا

الثلاثاء ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 05:43

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

من منا لم يلقِ نظرة ولو سريعة على المكان الذي وقع فيه حادث السير الذي أودى بحياة الممثّل والفنان الشاب عصام بريدي، على المسلك الشرقي من جسر الدورة؟
مكان الحادث يقع ضمن آخر نقطة من نطاق بلدية الجديدة ـ البوشرية ـ السد، وفي أول نطاق بلدية برج حمود، ومن المعروف أن وزارة الأشغال العامة هي المسؤولة عن الأوتوسترادات وصيانتها وترميمها وتعبيدها وعن الجسور المشيّدة عليها أيضاً. وبعد مقتل عصام بريدي في حادث أفجع اللبنانيين وعائلة بريدي والوسط الفني، بادرت بلدية الجديدة ـ البوشرية ـ السد إلى دهن أطراف الجسر بالأصفر والأبيض لكي تظهر ليلاً واضحة لتجنّب الإصطدام بها.
أعمال الدهان طالت أيضاً جسر "السيتي مول"، الذي شُيّد بطريقة غريبة في وسط الأوتوستراد ووقع ضحيته عدد كبير من المواطنين، وذلك لتجنّب خطر الإصطدام بجوانبه، البلدية قامت بالمبادرة تجنباً لحصول كارثة جديدة تودي بحياة شاب آخر.
كلفة برميل الدهان المضيئ تصل إلى 30 دولارا أميركي، ولو وضعت العلامات مسبقاً منذ سنوات، كنا ربما تجنّبنا حوادث عدّة أودت بحياة خيرة شبابنا. إهمال الدولة وتغاضيها عن وضع أدنى شروط السلامة العامة أدى إلى ما وصلنا إليه. وزارة الاشغال العامة لم تتحرّك بعد الحادث لتفادي كارثة أخرى، حيث يجب أن توضع براميل مائية على أول حائط الجسور كما في كل الدول المتطوّرة والمتخلّفة حتى، كتلك الموضوعة على مفترق الأشرفية وعلى أوتوستراد إميل لحود الذي يمتدّ من بعبدا إلى الكرنتينا.
30 دولاراً كانت كفيلة بتخليص حياة شاب، ربما لم ينتبه في ليلة عاصفة إلى حائط بداية جسر الدورة. ولو كانت العلامات موجودة لكانت انعكست أنوار سيارته عليها وتنبّه لها.
قانون السير الجديد وُضع حيز التنفيذ في بلد لا توجد فيه أدنى شروط السلامة المرورية، ويقع فيه المواطن يومياً ضحية طرقات قديمة لا زفت عليها ومليئة بالخنادق ومن دون إنارة.
 

  • شارك الخبر