hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

فرعون في مهرجان الابجدية: لبنان يحترم الجميع وليس بحاجة للانحياز الى أي حضارة

الإثنين ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 12:16

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 نظم المجلس الثقافي في بلاد جبيل بالتعاون مع لقاء الاثنين - كسروان، مهرجان الابجدية الشعري الثاني، برعاية وزير السياحة ميشال فرعون في قاعة البطريرك الحويك لثانوية راهبات العائلة المقدسة في جبيل، بمشاركة الشعراء: حيدر محمود من الاردن، عبد الرحمن مجيد الربيعي من العراق، عز الدين المناصرة من فلسطين، غسان حنا من سوريا، جمال الصليعي من تونس وجورج شكور من لبنان.
حضر المهرجان رئيس إقليم جبيل الكتائبي المهندس روكز زغيب ممثلا الرئيس امين الجميل، طوني ابي يونس ممثلا رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، النواب: نعمة الله ابي نصر، وليد الخوري، عباس هاشم ونبيل نقولا، الوزير السابق جوزف الهاشم، النائب السابق بيار دكاش، راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، نقيب المحررين الياس عون، القائمقام نجوى سويدان فرح، الامين العام السابق للكتلة الوطنية المحامي جان الحواط ورؤساء بلديات ومخاتير وممثلو الاحزاب اللبنانية وحشد من المدعوين.

بعد النشيدين الوطني والمجلس الثقافي وتعريف من الاب جوزف دكاش، مهد نائب رئيس المجلس الثقافي الدكتور نوفل نوفل للحفل بكلمة قال فيها: "في زمن يحاولون فيه محو ثقافة الشرق واعادته الى مجاهل الامية وتحطيم آثار المدنية وفصل الماضي عن الحاضر ونحر الاحياء واغتيال قمر النور واطفاء نجوم المنارات وحجب شمس الحقيقة لتخيم علينا عتمة الظلم والظلام، في هذا الزمن بالذات ولاننا ابناء الثقافة وورثة الحضارات ونور العالم ولان أحدا لا يستطيع ان يصنع لنا تاريخا مغايرا نلتقي مجددا في جبيل لنقيم المهرجان الثاني للابجدية".

والقى رئيس المجلس الثقافي الشاعر انطوان رعد كلمة شكر في مستهلها النائب ابي نصر الأب الروحي لعيد الابجدية، مشيرا الى ان "المهرجان يتزامن مع اليوبيل الذهبي لتأسيس المجلس الثقافي الذي يحرص على احترام التراث انطلاقا من تطويره وضخ دم جديد في شرايينه وليس تحنيطه لان التراث لا يعني النوم على وسادة الماضي واجترار مآثر الاجداد لكنه ذخيرة للحاضر وحافز لاستشراف آفاق المستقبل ولذلك تستحق جبيل ان نجعل كل يوم من أيام السنة مهرجانا للفرح والفن".

والقى رئيس بلدية جبيل زياد الحواط كلمة اشار فيها الى ان "استضافة شعراء العرب في وطنهم الثاني لبنان، يحمل دلالات متصلة بواقع المنطقة العربية وما يحصل فيها من أحداث للتأكيد على رغبتنا في نقل الصورة الحقيقية التي تجسد لغة العلم والحوار والثقافة والثورة النظيفة. وكشف ان بلدية جبيل وضعت في أولويات استراتيجتها مشروع انشاء متحف الابجدية لتكون هذه المدينة منسجمة مع تاريخها الفكري ومستقبلها السياحي، مؤكدا ان هذا المشروع سيبصر النور خلال الاشهر المقبلة بتمويل من المغترب اللبناني كارلوس سليم، مثمنا مبادرة الوزير فرعون بترشيح مدينة جبيل لتكون عاصمة السياحة العربية لعام 2016.

والقى أوسكار الحاج كلمة رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل فادي مرتينوس، فشدد على ان "المهرجان بات يشكل موعدا ربيعيا زاهرا نابضا بسحر الاوزان والقوافي"، منوها ب"الشعراء اللبنانيين الذين لمعت اسماؤهم في العالم العربي يدافعون عن قضاياه المحقة".

والقى النائب ابي نصر كلمة اعتبر فيها ان "مهرجان الابجدية الشعري الثاني في جبيل، هو تحية تكريم لحضارات هذا المشرق التي يغتالها التطرف، ورسالة مزدوجة يوجهها لبنان الى العالم والى جميع حملة المطارق التي لا ترحم بشرا وحجرا والى ابناء العراق وحلب الذين هز المخربون أسس حضاراتهم الاولى، ورسالة الى الدول التي دعمت مارد التكفير والتطرف والارهاب قبل ان يرتد عليها، ورسالة ايضا الى الدول القادرة على تجفيف منابع الارهاب وضربه واقتلاعه من جذوره الفكرية قبل فوات الاوان، وقبل ان يبتلعها ومجتمعاتها، فيغير وجه الحضارة لقرون طويلة".
وقال: "بينما برابرة العصر يحرقون الكتب ويحطمون الروائع المنحوتة ساعين الى محو اثر اهم الحضارات، مدعين زورا انهم ينفذون ارادة الله ووصاياه على الارض. نحتفل نحن، في لبنان بعيد الابجدية. عيد نكرم فيه الله، مبدع الكون، ونكرم الانسان اللبناني الخلاق. عيد الابجدية هذا العام، هو صرخة الايمان في وجه التكفير، صرخة الحضارة في وجه الهمجية، صرخة العلم في وجه الجهل وصرخة الحق في وجه الباطل، انه صرخة اهل الشعر، قادة الفكر، بوجه الارهاب".
أضاف: "بالسيف والمطرقة والنار قطعوا الرؤوس، حطموا المنحوتات، واحرقوا الكتب والبشر. اما نحن بالقلم والحبر والازميل، نكتب ابجدية السلام والتواصل والحوار والمحبة والانفتاح. وليس خفيا على احد، ان لبنان كسائر دول المنطقة يتعرض اليوم، في هذه المرحلة من تاريخه، لهجمة شرسة تحاول القضاء على رسالته التاريخية ودوره الانساني الرائد، وعلى حضوره المميز في مسيرة التقدم والرقي العالمي، كل ذلك بهدف اظهار هذا الشعب العريق بتراثه، كشعب مختلف او ارهابي".
وتابع: "نحن في لبنان تحدينا العالم بأسره، وراهنا على انه يمكن للحضارتين الاسلامية والمسيحية ان يؤسسا سوية في لبنان لدولة واحدة، موحدة ارضا وشعبا ومؤسسات، خلافا لما هو قائم في الكثير من دول العالم. نحن نؤمن بديمومة الشعب اللبناني ووحدته كما نؤمن بأنه لا يمكن لاي طائفة من الطوائف اللبنانية مهما كثر عددها، وعظم شأنها، وكبرت امكاناتها، ان تستأثر في لبنان، ولنا من تجارب الماضي العبر".
وبعد ان شدد على ان "احياء هذا العيد، في ظل هذه الظروف بالذات، له مدلولاته في التاريخ اللبناني القديم والحديث، اذ أرسى في الامس البعيد الانتشار الكنعاني الفينيقي القديم لغة التواصل والتخاطب والتفاهم والتبادل بين شعوب البحر الابيض المتوسط فكرا وتجارة، يثبت الانتشار اللبناني الحديث عبر دول العالم بأسره، ان اللبناني اينما حل هو رسول سلام ومحبة وانتفاح على كل الحضارات، امل ان تحدث هذه المناسبة صدمة شعرية ايجابية تجمع ابناء الوطن حول ما يجمعهم من قواسم تاريخية غير طائفية وغير مذهبية وغير عرقية وغير مناطقية لتعزيز التلاحم وترسيخ الانتماء وتأكيد التواصل والحوار لانه بدون الانتماء والولاء لا يوجد وطن اسمه لبنان".

والقى الوزير فرعون كلمة أثنى في مستهلها على "دور مدينة جبيل وحيويتها السياحية والثقافية والفنية وحرص وزارة السياحة على دعم وتشجيع المناسبات التي تؤكد على حب اللبنانيين للحياة وتقديمهم النموذج الذي يعكس حضارة لبنان والمشرق في زمن نشهد فيه في محيطنا على تدمير حضارات عمرها آلاف السنوات على يد الجهل والتكفير"، مقدرا "أهمية الابداع الشعري وعمق رسالته، جازما بأن الشعر، حتى لو كان مكسورا، قادر على ايصال رسالات أعمق بمعانيها السياسية والانسانية من بعض التصريحات السياسية التي نرغم على سماعها يوميا والتي تتكرر أحيانا كوجبة من دون جدوى أو فعل"، معربا عن "محبته الخاصة لمدينة جبيل التي تعتبر اليوم احدى ابرز واجهات التاريخ والسياحة في لبنان حيث لا يكاد يمر شهر واحد من دون ان تشهد حدثا سياحيا او فنيا او ثقافيا وسنعود اليها بعد ايام للاعلان عن نشاطات مهرجان بيبلوس الدولي بعد ان رشحناها لتكون عاصمة السياحة العربية على أمل فوزها".
وبعد ان أبرز أهمية "المهرجان في تسليط الضوء على تاريخنا الفينيقي المجيد وعلى النموذج الفريد في الانفتاح والسفر لنشر الابجدية والحضارة والتجارة خلال أكثر من الف سنة دون اللجوء الى القمع واستخدام الجيوش"، قال: "اشجعكم على الاستمرار في ما تقومون به وعلى تطوير المهرجان لاننا بأمس الحاجة الى امثالكم ممن يحفظون لهذا الوطن صورته الحضارية في مقابل الكثيرين الذين يعملون على تشويهها لنؤكد اننا قادرون على ان نجتمع على اعادة احياء تاريخنا الحضاري الذي يضاهي حضارات العالم كلها، وان نؤكد ان لبنان يحترم الجميع انما ليس بحاجة لان ينحاز الى أي حضارة خارجية أكانت فارسية او عثمانية، فله حضارته الفينيقية العربية والمتأثرة باروربا والبحر المتوسط والتي هي ملك المسيحيين والمسلمين".
أضاف:"اننا ندعو غيرنا الى ان ينحاز الى ثقافة الحوار والسلام والعيش المشترك والانفتاح والحرية واحترام الاخر وان يوقف محاولة السيطرة وتوجهنا للعيش الواحد، لكن نأسف فعلا لان هذا الشعب العظيم الذي صدر الابجدية الى العالم غير قادر على تطبيق ألفباء النظام الديمقراطي اي انتخاب رئيس للجمهورية واقرار قانون انتخاب وهذه مهمتنا بدءا مني ومهمة النواب".
ختاما نشيد جبيل من غناء باسكال صقر وكلمات انطوان جباره والحانه ، ثم توالى الشعراء على القاء قصائدهم.  

  • شارك الخبر