hit counter script

أخبار محليّة

الراعي من سيدة لبنان في باريس: عدم انتخاب رئيس انتهاك للدستور وطعن للوطن

الأحد ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 14:31

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا احتفاليا في كاتدرائية سيدة لبنان في باريس، بمناسبة المؤية الأولى لوجود الموارنة في الكاتدرائية ولمناسبة تدشين مقر ابرشية فرنسا المارونية (مبنى المطرانية الجديد) في مودون، عاونه فيه السفير البابوي في باريس المطران لويجينو فانتورا، المطارنة: مارون ناصر الجميل، بولس صياح، منير خيرالله، سمير مظلوم، موسى الحاج وفرنسوا عيد، متروبوليت الروم الارثوذكس في فرنسا المطران اغناطيوس الحوشي، رئيس مجلس اساقفة فرنسا المطران جورج بونتييه، كهنة لبنانيون وفرنسيون.

وحضر القداس: وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، النائب الفرنسي فيليب كوجون، سفير الجامعة العربية في فرنسا بطرس عساكر، سفير لبنان لدى الاونيسكو الدكتور خليل كرم،القائم باعمال السفارة اللبنانية في فرنسا غدي الخوري، نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس ونجله نجاد، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، الوزراء السابقون: سليم الصايغ، دميانوس قطار وإبراهيم الضاهر، مفوض الحكومة في المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، رئيس الرابطة المارونية في بلجيكا مارون كرم، وفد المؤسسة المارونية للانتشار، وحشد من الفاعليات وابناء الجالية.

في بداية القداس، القى راعي ابرشية فرنسا المارونية والزائر الرسولي على اوروبا الغربية المطران مارون ناصر الجميل كلمة قال فيها: "منذ قرن من الزمن، في هذا المكان بالذات، كان المونسينيور بودريار يلقي خطابا بمناسبة افتتاح كنيسة سانت جونوفياف والتي سميت لاحقا كنيسة سيدة لبنان. ومنذ حوالي ثلاث سنوات، تحولت هذه الكنيسة الى كاتدرائية".

أضاف: "هذا كان في الماضي، أما في الحاضر، فان كنيستنا المارونية تتطور يوما بعد يوم في فرنسا، على صعيد الموارد البشرية وايضا المادية، هذه الكنيسة المشرقية، التي أثخنتها جراح الحروب، مليئة بالدينامية وتنوي التجذر في هذه الارض المضيافة. وما ستكون عليه كنيستنا المارونية والسريانية الانطاكية في فرنسا، الرب وحده يعلمه، لكن مستقبلها واعد".

الراعي

ثم القى الراعي عظة بعنوان "القوا الشبكة الى يمين السفينة تجدوا"، استهلها بالقول: "آية الصيد العجيب تدل ان المسيح حاضر في حياة الكنيسة والمؤمنين، فيوجههم بكلمته الهادية، ويعضدهم بنعمته القديرة، فتحقق الكنيسة صيدا عجيبا في رسالتها. اجرى الرب يسوع الصيد العجيب مرتين. في الاولى، عندما بدأ باختيار رسله الاثني عشر، يومها وعد سمعان- بطرس بانه سيكون "صيادا للبشر"؛ وفي هذه المرة الثانية، بعد قيامته، أوكل الى محبة بطرس رعاية الخراف، اي البشرية التي افتداها المسيح بدمه. يقدم لنا هذا الصيد العجيب رموزا عن سر الكنيسة ورسالتها سنتأمل فيها".

أضاف: "يسعدنا ان نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الالهية في كاتدرائية سيدة لبنان- باريس، مع سيادة راعي الابرشية اخينا الجليل المطران مارون ناصر الجميل وسيادة المطران Pontier رئيس اساقفة Marseille ورئيس مجلس اساقفة فرنسا، وسيادة السفير البابوي، والسادة المطارنة الآتين من لبنان، والقائم بأعمال السفارة اللبنانية والسفراء وممثل وزير الخارجية الفرنسية والشخصيات الرسمية اللبنانية والفرنسية ومع حضرة الخورأسقف أمين شاهين مدير هذا Foyer Franco-Libanais، وكاهن الرعية والمعاونين وسائر الكهنة والرهبان والراهبات، واعضاء المؤسسات المارونية والوفد الاعلامي الذين يرافقوننا من لبنان، وهذا العدد الكبير من المؤمنين الآتين من مختلف انحاء ابرشيتنا في فرنسا. اننا نحييكم جميعا وقد اتينا من لبنان الى ارمينيا اولا، مع سيادة اخينا المطران بولس الصياح النائب البطريركي العام، والمسؤول عن مكتبنا الاعلامي في الكرسي البطريركي المحامي وليد غياض ومعاونه السيد ميشال عقل، بدعوة من قداسة الكاثوليكوس كراكين الثاني بطريرك Etchmidzin والرئيس الاعلى للارمن الارثوذكس. وقد شاركنا في احتفالات المئوية الاولى للإبادة الارمنية، وكان من ضمنها اعلان قداسة شهداء الابادة المليون ونصف المليون. فقدرنا كيف قام الشعب الارمني من الركام، وحافظ على ايمانه ووحدته وتقاليده، واسس أمة ووطنا".

وتابع: "يسعدنا ان نأتي الى باريس، بدعوة كريمة من سيادة اخينا المطران مارون ناصر الجميل، لاحياء ذكلرى مئة سنة على وجودنا الراعوي في Rue d'Ulm، وللاحتفال بعد ظهر اليوم بتدشين كرسي المطرانية في مدينة Meudon، الذي يتيح لراعي ابرشيتنا المارونية الجديدة في فرنسا، وله كزائر رسولي للموارنة في اوروبا الغربية والشمالية، أن يتمكن من القيام بالمسؤوليتين مع معاونيه، وبالوسائل الراعوية اللازمة. دار المطرانية هذه هي قلب ابرشيتنا في فرنسا والزيارة الرسولية في اوروبا، وقلبها النابض. اننا نقدم هذه الذبيحة الالهية عن نوايا راعي الابرشية والزائر الرسولي، وكل الذين ساعدونا ماليا لشراء هذه المطرانية، راجين ان يكافئهم الله بفيض من نعمه الروحية والزمنية. ونصلي من ونواياكم ، ومن اجل ابناء هذه الابرشية وبناتها، وكل العاملين فيها الى جانب الكهنة والرهبان والراهبات. كما ونصلي من أجل شبيبتنا وأجيالنا الطالعة لكي تنمو في الايمان، وتحافظ على تقاليدنا وروحانيتنا المارونية وتراثنا، فيغنوا به المجتمعات الفرنسية والاوروبية، الى جانب تراثات الكنائس الاخرى. ونذكر في صلاتنا مرضاكم والمتألمين، ونلتمس الراحة الابدية لنفوس موتاكم".

وقال: "بالامس كان لنا لقاء في منظمة UNESCO مع المديرة العامة السيدة Irina Bokova ورئيس المجلس التنفيذي ورئيس بعثتنا اللبنانية السفير خليل كرم ومعاونيه، وقد القينا محاضرة عن "الحضور المسيحي في الشرق الاوسط، ودوره في تعزيز ثقافة السلام"، وشارك في حضورها عدد غفير من سفراء الدول لدى UNESCO والقائم بأعمال السفارة اللبنانية والشخصيات الرسمية الفرنسية واللبنانية، وممثلي المؤسسة المارونية للانتشار والمؤسسة البطريركية للانماء الشامل. ويشرفنا ان نلتقي بعد غد فخامة الرئيس الفرنسي السيد François Hollande، الذي شاء هذا اللقاء بالمناسبة. ونحن نعبر عن تقديرنا الكبير لفرنسا التي تربطنا بها كموارنة علاقات مودة وصداقة وتعاون ترقى الى حوالي الف عام، مع امتناننا لوقوفها الدائم الى جانب لبنان ومسيحيي الشرق الاوسط".

أضاف: "ألقوا الشبكة الى يمين السفينة تجدوا. عناصر آية الصيد العجيب رموز تشرح لنا سر الكنيسة ورسالتها. البحر هو العالم، السفينة هي الكنيسة، الشباك هي الانجيل، الصيادون هم الرسل، قائد السفينة هو المسيح، الأسماك هم البشر، العدد 153 هي الشعوب، الصيد الفاشل هو نتيجة العمل المستغني عن توجيه المسيح وإرادة الله، الجمر والسمك والخبز على البر هم عطية المسيح، الصياد الأول والأساسي، وفيها رمز إلى المسيح- السمكة التي اكتوت بنار الذبيحة، وأصبحت طعاما للبشر، وإلى المسيح- الخبز النازل من السماء لحياة جميع الناس. لقد تراءى يسوع للرسل عند طلوع الفجر، بعد ليلة من الصيد الفاشل، فوجههم الى إلقاء الشبكة لجهة اليمين، وكان الصيد العجيب. فلا بد في كل عمل ومشروع وموقف ومبادرة من الاستنارة بنور شخص المسيح، وكلام إنجيله، وبتعليم الكنيسة التي تشرح لنا مضامين الكلام الالهي، وتهدينا إلى كل خير وحق وجمال. تعلمنا آية الصيد العجيب ألا ننهار امام الفشل وصعوبات الحياة من اي نوع كانت؛ بل أن نعود إلى المسيح، رفيق دربنا، عمانوئيل، وإلى أنوار روحه القدوس، لكي نهتدي إلى القرار الأفضل. إننا بذلك نتجنب الكثير من الخلافات والنزاعات في العائلة والمجتمع، وفي الكنيسة والدولة".

ورأى أن "مشكلة عالم اليوم في الاستغناء عن الله وكلامه ووصاياه ورسومه في الحياة اليومية. وهذا ما جعل الناس، في أيامنا، وفي عصر الاكتشافات المذهلة والتطور التكنولوجي، يتراجعون في إنسانيتهم. ومن المؤسف حقا أن الإنسان يتقدم في العلم والتكنولوجيا، ويتراجع في القيم الانسانية. وكأني به يفقد إنسانيته بما فيها من عاطفة ومشاعر وحب ورحمة وتآخي وتضامن وتعاضد. كم يحزننا ان يكون هذا الواقع متفشيا في أوساط بلداننا في الشرق الاوسط. لكننا نصلي لكي يخشى الله امراء الحروب والمتقاتلون والمحرضون على الحرب بمد السلاح والمال والدعم السياسي، وان يوقفوا بموآزرة الاسرة الدولية الحرب في فلسطين والعراق وسوريا واليمن، رحمة بالمواطنين الابرياء وجنى عمرهم وحفاظا على التراثات والآثار الحضارية، وان يعملوا جاهدين على إحلال السلام العادل والشامل والدائم بالطرق السلمية. ونصلي من أجل المسؤولين السياسيين في لبنان، كتلا سياسية ونيابية، لكي تتحمل مسؤولياتها التاريخية، والاسراع الى انتخاب رئيس للجمهورية. فمن المعيب والمخجل حقا أن يبدأ الفراغ الرئاسي شهره الثاني عشر في هذا اليوم بالذات. ونكرر القول أنه لا يوجد أي مبرر لعدم إنتخاب رئيس للجمهورية منذ ما قبل نهاية العهد الرئاسي في 25 أيار من العام الماضي. ولا نستطيع الا ان نعلن ومن جديد ان عدم انتخاب رئيس للجمهورية، مهما كانت الاسباب والحسابات، انما هو انتهاك فاضح للدستور والميثاق الوطني، وطعن في كرامة الوطن وشعبه. وبالرغم من هذا كله نسعى مع القريب والبعيد ومع الدول الصديقة وفي مقدمتها فرنسا النبيلة، لإنجاز هذا الاستحقاق الرئاسي، قبل أن ينهار الهيكل على رأس الجميع".

وختم الراعي: "أكمل الرب يسوع، في نهاية الصيد العجيب، الكشف عن وجه الكنيسة، وعن حضوره فيها وفي حياة المؤمنين والمؤمنات، بعناصر من سر حضوره في سر القربان. فعندما وصل الرسل بالسفينة الى الشاطىء قال لهم: "هاتوا من السمك الذي أصبتموه الآن" (يو21:10). وهكذا ضم يسوع السمك الذي اصطادوه إلى السمك الذي سبق وأوجده هو، ولا نعرف كيف، ووضعهما معا على الجمر المتقد. إننا نجد في هذا العمل عناصر من القداس الإلهي الذي نحتفل به. فمع الخبز والخمر اللذين نقدمهما في رتبة نقل القرابين، واللذين يحولهما الرب بقوة الروح القدس وخدمة الكاهن، إلى جسده ودمه، يضم المؤمنون قرابين ذواتهم وأعمالهم الصالحة وآلامهم لكي تتقدس؛ ونجد عنصرا آخر يذكرنا بمناولة جسد الرب ودمه وهو عمل يسوع، إذ "تقدم وأخذ الخبز وناولهم، ثم فعل كذلك بالسمك" (يو21: 14). الرب الحاضر في هذه الذبيحة الالهية، هو سيعطينا جسده ودمه قوتا الهيا لنفوسنا. فلنصلي لكي تهدينا آية الصيد العجيب الى عمق شركة- الاتحاد مع المسيح والكنيسة، لكي نجعل من حياتنا وأعمالنا ومسؤولياتنا بمثابة صيد لكل خير روحي ومادي واجتماعي، لمجد الله الواحد والثالوث، الآب والابن والروح القدس، آمين".

بعدها توجه الراعي والحضور الى مقر المطرانية، حيث أقام الجميل حفل غداء على شرفهم، على أن تقام بعدها المراسم الرسمية لتدشين مقر مطرانية فرنسا الجديد.
 

  • شارك الخبر