hit counter script

مقالات مختارة - باسكال عازار

سموم السياسة ودخانها تخنق الحلول البيئيّة لمعمل الزوق

الأحد ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 09:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

(النهار)

يكاد يكون ما قاله رئيس بلديّة غزير ابرهيم حداد في ختام مؤتمر "سموم معمل الزوق" الذي عقد اليوم في بلدية زوق مكايل، كلمة الحق التي تقال في هذا الملف فقد اتهم حدّاد كلّ الأحزاب والجهات مشدداً على أن "كلّ يرمي بالمسؤوليّة على كاهل الآخر، فيما مرّوا جميعهم في الوزارة ولم يقدموا الحلّ المناسب". حديث حدّاد، جاء في نهاية المؤتمر، وقد استعجله الجميع ليختم، ربّما لأن ما قاله لا يناسبهم أو محرّم طرحه في جلسة المهزلة التي دارت نحو ساعة بين المعنيّين الرسميّين وممثلي الأحزاب، بين من يتّهم ومن يبرّر ومن يستثمر. ما نناقشه هنا ليس الحق المطلبي للمواطن، بل التوظيف والإستثمار السياسي للملفات الحياتيّة والبيئيّة في بلد لم تعد موارده تحتمل.

رئيس إتحاد بلديّات كسروان الفتوح ورئيس بلدية زوق مكايل نهاد نوفل يتلو كلمة مطلبيّة لا جدل فيها. وزير العمل سجعان القزي والنائب سامي الجميّل يعلنان التضامن. نائبا تكتّل التغيير والإصلاح نعمة الله أبي نصر وفريد الخازن يبرّران وسط همسات ناقمة في الصفوف الخلفية. يلمح أبي نصر "كنا منتمنى لو كان المدير العام بس قال ما دعيتو"، يجيبه نوفل "دعينا هوي والوزير وما إجو"، فيبرر أحدهم "الوزير مسافر". وأمسك ممثل حزب القوّات اللبنانية شوقي دكّاش الميكرو قاطعاً الطريق على كل من تسوّل له نفسه فيتجرأ على طرح سؤال همس به كثر خلال هذا الأسبوع في البلدات الكسروانيّة: "ما حدا يسأل لي هلق بلّشنا نصلّح مش قبل المهمّ بلّشنا".
إلى نوفل، والقزي، والخازن وأبي نصر، والجميّل ودكّاش، ويوسف خليل حضر المؤتمر المطران أنطوان نبيل العنداري والوزير السابق فارس بويز والنائب جيلبيرت زوين ورؤساء بلديّاتورجال دين ومخاتير وفاعليات كسروانيّة.

النشيد الوطني افتتاحاً، فكلمة لنوفل وضع خلالها "الكتاب الأسود الذي أصدرته بلدية زوق مكايل في متناول الجميع وهو يختصرُ جهودَها وجهود الإتحاد ويوضح بالدليلالعلمي، الأضرار التي تلحق بالإنسان والممتلكات، توصلاًإلى حلول لمشلكة تلوث دواخين معمل الكهرباء في الزوق".وأضاف "منذ العام 1983 والإتحاد وبلدية زوق مكايليتحركان في إطار ما أعطي لهما قانوناً، من صلاحياتمحدودة وأكاد أقول معدومة، للحد من هذا التلوث القاتلللحجر والبشر. توصلنا مراراً إلى وعود رسمية عاليةالمراجع، لمعالجة هذه الكارثة جذرياً، مرة بوضع فيلتراتوإنشاء معامل (لسحب الكبريت الضار)، ومرة أخرى بنقلهمن مكانه، إلى منطقة تتصل بإمدادات الغاز شمالاً، مايؤسس لمعمل كهربائي جديد يعمل بآلات حديثة، وعلىالغاز، أي أنه لا يُضر أبداً البيئة والإنسان وينتج عنه وفرفي الاستهلاك والاعطال. لكنّ هذه الوعود المخدِّرة بقيتحبراً على ورق".
ورغم الوعود الكثيرة فوجئ الإتحاد والبلديّة بالعمل على توسيع معمل الزوق "فقد تأكد لنا أنّ مؤسسة كهرباء لبنانتوسّع معمل الزوق بدون موافقة البلدية وبدون دراسة الأثرالبيئي وفق ما يقتضيه القانون، وصدر عن بلدية زوق مكايلقرار إداري رقم 30، يستند إلى الكشف الفني لدائرةالتنظيم المدني في كسروان، يطالب القوى الأمنية المعنيةبمؤازرة البلدية لتنفيذ قرارها في وقف أعمال البناء. وحتىهذه الساعة تواصل مؤسسة كهرباء لبنان أعمالها المضرةوغير القانونية ضاربة بعرض الحائط أدنى مظاهر القانوناللبناني، وغير آبهة بعدد الموتى المتزايد في محيطها جراءإصابتها بأضرار سموم معمل الزوق".



ووجه نوفل نداء لمجلس الوزراء والبطاركة والأساقفة والأحزاب مطالباً بـ"إعلان حالة طوارئ بيئية وطنية لوقفمجزرة معمل الزوق، ووقف أعمال توسيع المعمل لمعالجةالأمر قانونياً وبيئياً وصحياً ووطنياً، والبدء فوراً بمراقبةإستيراد الفيول أويل وفق القرار الحكومي الصادر في العام 1996 بتحديد نسبة كبريته بسقف الــ 1% معتشغيل محركات الاحتراق بشكل دائم وتركيب مصافي علىالدواخين". وطالب بالمباشرة الفورية وفي أول جلسةلمجلس الوزراء بتبني أحد الخيارات التالية: "إما نقل معملالزوق كلياً من مكانه لأنه أصبح مصدراً للقتل الجماعي، وإما المباشرة الفوريّة في تنفيذ مشروع وضع فيلتراتواقية مئة في المئة على دواخين معمل الزوق، وتأسيسمعمل إنتاج كهربائي جديد على الغاز عوضاً عن معملالزوق الحالي".
ثمّ قال القزي: "نحن هنا اليوم لنطلق انتفاضة كسروان من أجل كل لبنان ومن أجل البيئة. بإسم حزب الكتائب وكل الأحزاب الحليفة معنا في الحكومة، نطالب بإعادة النظر في موضوع معمل الزوق وبأن يتمّ تحويله فيعمل على الغاز".
وأكد أبي نصر تأييده للمطالب مشيراً إلى أن "الهدف إنساني ويهمنا تحقيق المصلحة الوطنيّة. لطالما كنت أطالب وأوجه الأسئلة للحكومة عن هذا الموضوع، ومؤخراً كان هناك مسعى لتخفيف الأضرار، وإن نجح هذا المسعى في ذلك فهو غير كاف إذ يجب إيجاد حل يلغي الضرر نهائياً". واقترح أبي نصر أن يتم نقل المعمل "على أن يبقى في منطقة كسروان".
استهل الخازن حديثه بالتأكيد على أن "هذه الصرخة كان يجب أن تتم قبل اليوم، علماً أن أول محاولة جديّة للموضوع حصلت خلال العام 2012 عندما كان الوزير جبران باسيل وزيرا للطاقة. وأشير لذلك لأقول أن ثمة حلول عديدة مطروحة ومن بينها أنبوب الغاز الذي يحل المشكلة في كل لبنان وليس فقط في الزوق. هذا الموضوع موجود في مجلس الوزراء وقد تمّ تحويله إلى مجلس النواب في العام 2012 لكنه للأسف مجمّد". وختم "سوف نطرح كل الحلول الممكنة مع المعنيين لكن على الحلول أن تكون عمليّة وقابلة للتنفيذ".
وأكد الجميّل أنها "معركة سوف نخوضها سواء في مجلس الوزراء أو مجلس النواب أو في الشارع مع الأهالي، لا يمكن وضع معمل من هذا النوع في منطقة آهلة بالسكان".

وتوجه دكاش لنوفل بالقول "نحن معكم كقوات لبنانيّة ونطالب بوقف الأعمال في معمل الزوق حتى يتم إنجاز كل المفاوضات في هذا الشأن".وختم حدّاد مطالباً بـ"تأليف لجنة من قبل البلديّات لتتابع الموضوع مع المعنيين".

وبعد الإنتهاء من المؤتمر انتقل نوفل ورؤساء البلديّات إلى محلّة السنديانة حيث انطلقت مسيرة سلميّة مؤلفة منالأهالي باتجاه معمل الزوق، وقد انضمّ إليهم النائب السابق منصور البون. طالب نوفل خلال المسيرة بوقف الأعمال في المعمل وتشكيل لجنة لإيجاد الحل الأنسب. مانحا المعنيين مهلة 15 يوماً، وإلا سيكون التصعيد سيّد الموقف.
 

  • شارك الخبر