hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - ميشال نصر

كيف ولماذا اعترف نعيم عباس بهذه السهولة بالتهم الموجّهة اليه؟ عزل الموقوفين المدرجين على لوائح النصرة في رومية

الأحد ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 07:31

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

(الديار)

يزدحم المشهد السياسي والامني بالاحداث والمواقف، وسط الانهماك الداخلي في معالجة ملف السجناء الاسلاميين والتمردات المتلاحقة، مع توزع الولاءات، داخل سجن رومية، على ايقاع الرسائل والتوجهات السياسية، وضغط الاهالي في الشارع، في مقابل تراجع اهالي العسكريين الاسرى لدى داعش والنصرة عن اي خطوات تصعيدية بانتظار التطورات المتسارعة في ملف ابنائهم.
وما بين الملفات الحكومية والتشريعية، تتوسع رقعة الامل في ملف العسكريين الاسرى لدى «جبهة النصرة» وسط معلومات عن تقدم كبير في المفاوضات ووصولها الى مرحلة اللمسات الاخيرة، خصوصا ان التفاؤل اقترن بمواقف رسمية بداية مع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي اعتبر ان اطلاق سراحهم قد يسبق التوقعات، مرورا برئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يؤكد في مجالسه وجود حلحلة في الملف ستظهر خلال فترة وجيزة، لن تتعدى نهاية الشهر الحالي، نتيجة الوساطة القطرية الفاعلة في المرحلة الاخيرة والتي شكلت عنصرا ضاغطا في تقدم المفاوضات، وصولا الى رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الذي على خيار المقايضة، ما أراح الخاطفين الذين رفعوا من سقف مطالبهم لتحسين شروط التفاوض، لكن الجانب القطري ما لبث أن دخل على الخط لتسريع الصفقة.
كل ذلك مقابل اجواء سلبية تمررها جبهة النصرة بين الحين والآخر سواء من خلال الرسائل التي تحملها الى اهالي العسكريين او عبر تسريبات في الاعلام، عن توقف المفاوضات وعدم صحة المعلومات عن قرب اتمام اي صفقة نتيجة عرقلة جهات لبنانية، وضعتها جهات مطلعة على الاتصالات الجارية في اطار التمويه المتعمد ومحاولة تحسين شروط التفاوض، خاصة بعد تدخل الدوحة الذي احبط محاولة الجبهة التراجع عن التزامات قطعتها.
تضارب المواقف والتسريبات هذا دفع بالكثيرين الى طرح علامات استفهام كبيرة حول ما يجري، تزامنا مع الحركة الامنية الناشطة في التوقيفات من جهة، وسرعة الحسم والتحرك في ما خص الاحداث التي يشهدها سجن رومية، خاصة في أعقاب أعمال الشغب التي شهدها المبنى «د» في انتكاسة أولى جدية للخطة الامنية التي «أنهت امارة رومية»، منذ قرابة الشهرين، والحرب السياسية الكلامية المشتعلة داخل البيت «المستقبلي» بين طرابلس وبيروت، ليضاف الى كل ذلك ما كشف عن ان عددا من السفرات الى الخارج التي قام بها المدير العام للامن العام اللواء ابراهيم عباس ارتبطت بملفات اخرى لا علاقة لها بموضوع الاسرى.
الا ان اوساطا سياسية مراقبة توقفت باهتمام امام الاشارات اللافتة التي شهدتها الايام الماضية، والتي توحي بوجود تقدم ما قد احرز، كاشفة بعض ما يجري في الكواليس من احداث، متحدثة عن أن العملية الأمنية التي نُفّذت في سجن رومية مطلع الأسبوع، هدفت إلى فصل عشرة سجناء سبق وأن أُدرجوا على لائحة المطالب التي تقدّمت بها جبهة «النصرة» في المفاوضات الجارية لإطلاق العسكريين الاسرى لديها، موضحة أن العملية نجحت في عزل هؤلاء ونقلهم الى الانفرادي خارج المبنى «د»، في خطوة متقدمة وفعلية في مسار تحرير العسكريين.
خطوة رومية تزامنت مع الترحيل المفاجئ لاول دفعة من الموقوفين والمحكومين الاجانب، حيث تتحدث المعلومات المتوافرة عن اتفاق جرى بموافقة اجهزة استخبارات خارجية عربية ودولية، قضى بتسليم الاجانب المدرجة اسماؤهم على لوائح النصرة الى دولهم، بعدما تمنت جهات دولية عدم مقايضة اي من الارهابيين الذين تم توقيفهم نسبة للخطر الذي يشكلونه في حال اطلاق سراحهم، وفي هذا الاطار يندرج ترحيل السعوديين فهد المغامس، احد البارزين في القاعدة، والذي ربطته علاقة وثيقة بماجد الماجد امير كتائب عبد الله العزام، والذي اوقفته المديرية العامة لأمن الدولة خلال العام 2007 في منطقة بر الياس البقاعية برفقة مجموعة من الاشخاص، بتهمة العمل على تشكيل خلية ارهابية بهدف تنفيذ عمليات تستهدف المناطق المسيحية في مدينة زحلة ومحيطها، والتي انتهت فترة محكوميته بتاريخ 21 نيسان الحالي بعدما قضى عشر سنوات في سجن رومية بموجب حكم صادر عن المحكمة العسكرية، كذلك احمد الحيدان الملقب «بابو عبد الله»، والذي دخل منذ اسبوعين الى لبنان عبر الحدود الشمالية مستخدما جواز سفر سورياً مزوراً، للعلاج في احد مستشفيات طرابلس بعد اصابته في ظهره نتيجة مشاركته في القتال في سوريا، حيث القى القبض عليه الامن العام اثناء محاولته السفر الى تركيا عبر مرفأ طرابلس بعد تعافيه من اصابته، وقد شكت القوى الامنية في هويته نتيجة لهجته، فجرى توقيفه ليعترف لاحقا بحقيقة هويته السعودية وجواز سفره السوري المزور. وتكشف المصادر في هذا الاطار ان خطوة الترحيل نسقت بين بيروت والرياض وبعلم اميركي، وان الفترة المقبلة ستشمل ترحيل عدد آخر من الموقوفين والمحكومين.
تتسارع الاحداث في بورصة التطورات المتعلقة بقضية العسكريين الاسرى بين الداخل والخارج وسط تشابك الخيوط واختلاط الملفات مع تشعب المسارب والقضايا التي اصبحت مرتبطة عضويا بالملف الاساس وتفرعت عنه، ويعمل المعنيون على تفكيك الالغام، قبل انلاع حرب الربيع التي قد تطيح كل ما انجز حتى الساعة، في حال صحت التسريبات والتوقعات، وسط دهشة المراقبين والمتابعين من اعترافات نعيم عباس امام المحكمة العسكرية والتي حملت احتمالين، اما انه فقد الامل في أن تشمله صفقة التبادل، واما ليقينه بأنه سيفرج عنه فعمد الى اطلاق قنبلته لاحراج الطرف اللبناني. ايا يكن الايام المقبلة ستحمل معها الجواب اليقين.
 

  • شارك الخبر