اقامت منسقية التثقيف السياسي في منسقية جبل لبنان الجنوبي في "تيار المستقبل"، ندوة سياسية حاضر فيها عضو كتلة "المستقبل"النائب جمال الجراح، في حضور النائب محمد الحجار، وسام سعد ممثلا وكالة داخلية "الحزب الاشتراكي" في اقليم الخروب، المسؤول السياسي في الجماعة الاسلامية في جبل لبنان عمر سراج، رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي محمد بهيج منصور، رؤساء بلديات ومخاتير، مديري مدارس ومهنيات، ومنسقي المناطق والقطاعات في التيار في المنسقية.

بداية رحب منسق التثقيف السياسي نمر شعبان بالحضور، ثم تحدث الكجك فقال: "بعدما ازالت عاصفة الحزم سلاطين البحر الابيض المتوسط والاحمر، وبعدما كسرت المشروع الكبير ولم تسمح لايران بان تتملك بعاصمة اليمن، ومثلما انها لم تنجح في العراق وحتما لن تنجح في سوريا، اذا فالامبراطورية التي عاصمتها بغداد ستنقلب على صاحبها".

ثم تحدث الجراح، فرأى "ان ما حصل في اليمن جاء نتيجة انقلاب بقوة السلاح كالعادة على الشرعية، لكن هزائم ايران في العراق وسوريا استدعى ان تفتح جبهة اعتقدت انه في ظل الغياب العربي الكبير وفي ظل اوضاع اليمن الداخلية والانقسامات والصراعات القبلية والتحالف بين الحوثيين وصالح، ورأت ايران ان تعوض عن هزائمها بان تفتح جبهة كادت ان يكون الغلبة لها فيها، فاحتلت صنعاء وتقدمت تجاه عدن، وكانوا جازمين ان هناك غيابا عربيا كاملا وعدم استعداد عربي للمواجهة، وتحالفوا مع علي عبد الله صالح، فسيطروا على اليمن وفرضوا امرا واقعا على مؤتمر القمة العربية ويجب ان تعترفوا بنا على اننا موجودون في 4 عواصم عربية، واعتقدوا ان ما حصل قد يفرض واقعا جديدا على المجتمع الدولي ويحسن ظروف التفاوض بالنسبة للملف النووي".
وأضاف: "اذهل الايرانيون وادهشنا نحن ايضا تكون اجماع عربي وبسرعة لاعلان حرب، والمدهش اكثر مستوى السرية التي تم فيها هذا التحالف، لكن ما فات الايرانيون ان وقاحتهم تجاوزت الحدود، فشكلت المملكة العربية السعودية في وقت قياسي هذا التحالف وبدأت العمليات العسكرية".
واشار الى ان "كل هذا يؤشر الى بداية صحوة عربية حقيقية وان دولا عربية ترفض هذا الواقع، وهي مستعدة لان تذهب الى الحرب لتمنع التدخل الايراني بمجتمعاتها. وبدأنا نسمع في لبنان باطفال اليمن ونسائها، ولم يسمع السيد حسن بحمزة الخطيب وب 220 شهيدا سوريا وقعوا ولا بالسلاح الكيميائي الذي استعمل ضد الشعب االسوري، بالعكس ذهب الى مساندة هذا النظام الارهابي في استكمال الشعب السوري اعتقادا منه انه سيقمع هذه الثورة وانه سيسيطر على سوريا من جديد ويتحكم بمفاصل هذه الامة على غرار ما قام به النظام السوري طيلة 50 عاما تحت شعار راية فلسطين وتحريرها، في حين انه قتل ويقتل الفلسطينيون اكثر مما اسرائيل قتلتهم، ولا يزال يقتلهم في مخيم اليرموك، وهو لا يزال يجهض اي تقارب بين فتح وحماس كلما حصل".
واردف: "هذا النظام وصل بأزمته الى درجة انه بدأ بتصفية رموزه وقتل مخابراته، وهي حالة افلاس وصل اليها، لا سيما ان الشعب السوري صامد ويقدم الشهداء والتضحيات في سبيل التحرر من هذا النظام وهو يحقق يوميا انتصارات وتقدما في مدن ومناطق، وسينتصر. واعتقدت ايران انها بتحكمها بباب المندب وقناة السويس ومضيق هرمز، تسيطر بذلك على تجارة البترول، وبالتالي فان استطاعت انجاز اتفاق نووي مع اميركا، تستطيع ان تفرض شروطه على المنطقة ككل، ووصل الوهم برأسهم ان هذه الشعوب نائمة وهي يستطيع تحقيق ما يريده".
اضاف: "هذا المشروع فشل، لكن ما انجز حتى الان غير كاف، وان لم يكن لدينا استراتيجية عربية موحدة نواجه بها ازماتنا وتحدياتنا، وباجماع عربي كعاصفة الحزم، سنعود الى ذات المشكلة، دون ان يغيب عن بالنا التحدي الاسرائيلي اولا والتحدي الايراني وتحدي الارهاب".
واعتبر ان "موقف تيار المستقبل واضح وهو ما عبر عنه الرئيس سعد الحريري بوضوح، باننا ضد هذه الظواهر التكفيرية وضد الارهاب الاتي من داعش وامثالها. نحن فريق وحزب وطائفة وتيار الاعتدال، لم نكن يوما محبذين ومؤيدين لهذه الحركات ولن نكون، فنحن نعيش في لبنان بكل الطوائف، وندعو الى وحدة هذا الشعب بتنوعه الذي هو مصدر غنى وثقافة وحيوية، ولن نكون يوما مؤيدين للتطرف او متسامحين مع هذا المنطق. هناك ازمات في المنطقة، لكن العرب امام خيار واحد، اما وحدتهم في استراتيجية موحدة في وجه الاسرائيلي والايراني والتكفيريين، والا فان الاوضاع صعبة جدا".
وفي الشأن اللبناني، اعتبر الجراح ان "انتخاب رئيس للجمهورية اصبح ضرورة لا بد منها، وحقوق المصلحة الوطنية تقوم بما تقدر عليه بالحد الادنى نتيجة تركيبتها ونتيجة غياب رئيس الجمهورية، فلا احد قادر ان يتقدم في الحكومة ولا احد يستطيع الخروج منها لانه سنصبح في حالة شلل في السلطة التنفيذية، والمجلس النيابي شبه معطل ولم نستطع حتى الان ان نؤمن انعقاد جلسة تشريعية في القريب العاجل"، مشيرا الى ان "ايران تعتقد انها من القوة في لبنان تستطيع ان تنتخب رئيس للجمهورية موال لها، ويعطل الانتخابات حتى تجبر فريق 14 اذار على انتخاب رئيس هم يريدونه وهو معروف".
واردف: "نحن اليوم قاربنا السنة من التعطيل في رئاسة الجمهورية خلافا للدستور، ونحن ايضا وصلنا الى عشر سنوات دون موازنة ودون سلسلة"، مؤكدا اننا "مع اقرار الموازنة والسلسلة بالصيغة التي وصلت اليها لجنة عدوان، ولا يمكننا ان نترك الامور دون موازنة او سلسلة، وعلى الحكومة ان تنتهي من هذا الامر وان ترسله الى المجلس النيابي، وبالتالي على المجلس ان يبته قبل نهاية ايار".
وختم: "نحن في تيار المستقبل مع اقرار التصويت على السلسلة والموازنة، سيكون هناك عجز انما الناس ستأخذ حقوقها. ونحن نقوم بجهد كبير لاعادة استقامة العمل التشريعي لكننا لا نستطيع وحدنا القيام بذلك، والرئيس فؤاد السنيورة يقوم باتصالاته لعقد جلسة في اسرع وقت واقرار السلسلة في اقرب وقت".