hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

اديان تفتتح مؤتمرها الدولي عن المواطنة الحاضنة للتنوع

الجمعة ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 21:19

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

افتتحت مؤسسة اديان، برعاية وزير التربية الياس بو صعب، المؤتمر الدولي "التربية على المواطنة الحاضنة للتنوع من اجل العيش معا بسلام" اليوم في فندق "فور سيزونز" _ بيروت. وشارك في المؤتمر ممثل وزير التربية المدير العام لوزارة التربية فادي يرق والامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير بدر الدين العلالي وممثلة سفير بريطانيا في لبنان عبدة شريف.

كشف يرق ان الوزير يولي اهمية لهذا الموضوع، اذ يرى ان التربية الحاضنة للتنوع اصبحت هدفا عالميا بسبب تكاثر الارهاب وتعاظم حركات القتل الرافضة للتنوع والاختلاف والفكر والعقيدة الاخرى التي تؤدي الى انهيار منظومة السلام والعيش معا.

وأكد ان التنوع والعيش معا هما اساس الايمان بالله واساس التربية الصحيحة، مضيفا: "لو كان الله يرفض التنوع لكان خلق البشرية لونا واحدا وعرقا واحدا، فالله اوجد فينا المحبة والتنوع والتربية المبنية على هذا الموضوع والمنبثقة من جوهر الايمان وحتمية العيش بسلام كي تستيقظ الاوطان وتعيش الشعوب بآمان."

ولفت يرق الى ان وزارة التربية انجزت بالامس المؤتمر التربوي اللبناني حيث شهد ابحاثا ومحاور ركزت على دور التربية المتجدد المبني على صون السلام واحترام الآخر ومواضيع اخرى، مشيرا الى "ان الازمة في المنطقة والعيش الواحد وجدت في كل محاضرة لانها اصبحت هاجسا لدى المفكرين.

ودعا مؤسسة اديان وضيوف المؤتمر للتفكير بعمق بأزمة المنطقة واسبابها وكيفية معالجتها لأن فكرة المواطنة باتت حاجة متنورة، مؤكدا اهمية هذا المؤتمر وتوصياته، ومنتظرا الخلاصة ليستفاد منها في تطوير المناهج ومادة التربية المدنية وتحسين الأنشطة. وختم مقدرا اسهام العاملين من اجل حوار الحضارات والتأسيس للتواصل بين الاديان على قاعدة المعرفة والاحترام والعيش بالسلام.

وأكدت شريف ان السفير طوم فليتشر يدعم هذا العمل، مشجعا فكرة ادراج مثل هذه المشاريع على المناهج الدراسية، خصوصا وانه يواجه تحديات باتت تتخطى حدود الدول العربية لتنتشر في العالم. ومع هذا الانتشار، يتوجب على الدول، بحسب ممثلة السفير، تبادل الخبرات والتعلم منها، مضيفة: "بريطانيا تتعلم منكم ومن عملكم، لذلك نحيي هذه الشراكة معكم للتعلم من الخبرات".

واعتبرت ان هذا المؤتمر حافل بالافكار القيمة، مشيرة الى ان عمل "اديان" اساسي لبناء قاعدة مشتركة لفهم وتعزيز التعايش رغم التحديات والصعوبات التي تعترضها.

وركزت على ان بريطانيا تتخذ دورا محايدا، داعمة لـ"أديان" التي تعمل على ايجاد مساحة من الحيادية وازدهات المواطنة.

اما العلالي فرأى ان هذا المؤتمر ينعقد في ظروف دقيقة ومهمة للوطن العربي والهوية العربية، اذ اختلطت المفاهيم وتداخلت المواقف والخيارات ما ادى الى تضارب الافكار وتباعد الرؤى امام قضايا تهم مصير وكرامة الانسان العربي. واعتبر ان المواطنة تشكل موضوع الساعة لما تتضمنه من تحديد للعلاقة بين المواطن والدولة من خلال الواجبات والحقوق، لافتا الى "انها باتت تعتمد من طرف فعاليات المجتمع المدني لرفع التمييز بين المواطنين كي تصبح المواطنة مدخلا لممارسة الحقوق والواجبات من خلال مفهوم واضح محدد لها".كما اوضح "ان المواطنة لها علاقة بحقوق الانسان والديمقراطية والحكم والمساءلة وتمكين الشباب والمرأة من حقوقهم، معيدا ذلك الى سبب تحديد ماهية المواطنة في ظل مجتمعات تختلف على توحيد المفاهيم.

واضاف: "المواطنة تعد من القضايا ذات الابعاد الاجتماعية والسياسية والامنية التي تعبر عن معايير الانتماء ومستوى مشاركة الافراد في بناء وحماية الوطن، كما انها تبرز مدى ادراك المواطن لدوره في مواجهة التحديات وتنمية القيم وانتمائه الى الوطن الذي يعيش فيه حيث يتمتع بحقوق وواجبات من خلال المشاركة السياسية والانفتاح على الآخر، فكثير من الشباب يتساءل عما فعل لهم وطنهم الا ان هذا التساؤل يقابله سؤال وهو ماذا فعل الشباب لاوطانهم.

ودعا العلالي وسائل الاعلام للعمل على التعريف وابراز ماهية المواطنة وحقيقة مختلف الاديان باعتبارها عالمية تسودها قيم الرحمة والمحبة والسلام، بالاضافة الى التعريف بمضامين المواثيق والاتفاقيات المتعلقة بحقوق الطفل وحقوق الانسان في مختلف الانشطة.كما اكد دور الاسرة والمرأة في التربية على ثقافة الحوار والتنوع، خاتما بالاشارة الى مبادرة بعض الدول إدراج المواطنة في المناهج التعليمية وفي دساتيرها لمواكبة روح العصر.

وكانت قد تحدثت في المؤتمر مديرة معهد اديان نايلا طبارة، مشبرة الى ان هذا المؤتمر جمع 30 خبيرا وباحثا لديهم هم مشترك يهدف الى توعية الاجيال وتربيتهم على الاسس الثابتة للعيش، معا من خلال اعتبار التنوع بين الافراد عامل اثراء ومصدرا للفهم المتبادل.

وعددت اهدافه الاساسية التي تركز على دراسة المقاربات المفاهيمية والخبرات المتنوعة في التربية على السلام ، بالاضافة الى تبادل التجارب الناجحة في التربية ومقاربة التربية على المواطنة الحاضنة كأداة للحد من التطرف وكنموذج للاصلاح التربوي في العالم العربي.

واعتبرت ان المؤتمر يأتي في سياق حراك تربوي في المنطقة العربية يعبر عن يقظة في مواجهة التحديات، مشيرة الى ضرورة جمع الجهود وتكثيفها للتصدي للتطرف والاحادية.

وتخلل الحفل تكريم لاعضاء الهيئة المشرفة على البرنامج، الى جانب محاضرة قدمها الوزير السابق طارق متري.
 

  • شارك الخبر