hit counter script

الحدث - جورج غرّة

شعب مقاوم لا يريد سوى العدالة

الجمعة ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 05:51

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الذكرى المئوية لـ"مجازر الأرمن" على يد السلطنة العثمانية، تترك وقعاً كبيراً في نفوس أرمن لبنان، الذين أصبحوا مواطنين من الدرجة الأولى بعد تجذّرهم في بلد حضنهم، وشكّل لهم بيئة مناسبة للعيش على الصعد كافة. وككل عام ينظّمون المسيرات التي تنطلق من أمام أبرشية بطريركية الأرمن في أنطلياس وصولاً إلى ملعب برج حمود البلدي، حيث تُلقى الكلمات، ويتذكّرون في خلالها الشهداء والأجداد الذي تركوا أرضهم هرباً من بطش سلطنة عمياء.
يحنّون لأرض الأجداد ومعظمهم يزورها، ولكنه ليس في وارد أن يترك لبنان ليعود إليها، لأنهم عاشوا هنا وأسّسوا مستقبلهم ومصالحهم، وهم يعملون في شتى المجالات. الظلم يشدّهم إلى قوميتهم ويربطهم عاطفياً مع بلدهم الأم، ومطالبتهم بتحقيق العدالة مستمرة ما دامت تركيا لم تعترف بما اقترفته أيديها.
البابا فرنسيس أثار في وصفه لما حصل مع الأرمن من مجازر ب"الإبادة"، خضة في تركيا وفي نفس السلطان الجديد رجب طيب أردوغان، الذي يسعى إلى إعادة أمجاد السلطنة والباب العالي، ومعظم دول العالم تطالب الأتراك بالإعتراف بما ارتكبوه بحق شعب جرت إبادته بحقد أعمى.
لبنانيون من أصول أرمنية تضاعفت همومهم وهواجسهم في لبنان، فبعض السياسيين ينظر إليهم كأرقام إنتخابية، وبعضهم الآخر يصفهم ب"الدخلاء"، فيما البعض الآخر يتكلّم الأرمنية لإستمالتهم. لكن ميّزة الأرمن هي أنهم يقفون صفاً واحداً ويتّخذون قراراً موحّداً ويسيرون به مهما كلّفهم الأمر من خسارة أو ربح.
يؤثّرون إنتخابيا في المتن الشمالي، وبشكل كبير، ويقلبون المعادلة الإنتخابية حيث تصبّ أصواتهم، وجميع الأطراف تريد رضاهم في هذا القضاء، لهم 5 نواب في البرلمان في بيروت الأولى والثانية وزحلة والمتن الشمالي ينقسمون سياسياً، ولكنهم في قضية الإبادة يقفون صفاً واحداً صلباً.
وفي الذكرى المئوية، لا يسعنا سوى توجيه التحية إلى شعب ناضل وسيبقى يناضل لتحقيق عدالة أدار العالم عيونه عنها وحاول تناسيها، لكن من عاش القتل والإرهاب والدمار والإعدام لا يمكنه أن يمحو من أمام عينيه صورة أجدداه يُحرقون ويُدفنون أحياء.
 

  • شارك الخبر